-A +A
جهير بنت عبدالله المساعد
من يحارب المؤهلين السعوديين في سوق العمل غير سعوديين مثلهم؟! ولولا الدعم الحكومي الذي لو تم تطبيقه بحذافيره والقاضي بمنح السعوديين وظائف يستحقونها لولا هذا الدعم بالقوة والمعاقبة والمخاصمة كان بقي معظم الباحثين عن عمل أمام الأبواب يطرقون ولا يفتح لهم أحد!! شح الوظائف لا يعود للندرة في سوق العمل إنما يعود إلى سلوكيات بعض الإداريين والتنفيذيين في الجهات الوظيفية المختلفة والذين يريدون الكعكة لهم وحدهم... ولا يشبعون!! والذين لا ينظرون غير تحت أقدامهم ولا تهمهم غير مصالحهم ولا يتمنون الفوز إلا لهم وإذا بحثوا عن الموظفين للعمل في إداراتهم فضلوا غير السعودي على السعودي لأن الأول سوف يعمل طوع أمرهم ورهن إشارتهم... لو قال له أحدهم... اكتب التقرير المختص باسمي كتبه! ولو طلبوا منه إعداد بحث أو ورقة علمية على أن تكون بأسمائهم فعل وكتب.
والحقيقة الأخرى في الوقت الراهن أننا لا نواجه بطالة ذوي التأهيل المتوسط أو غير المؤهلين بل إننا نواجه بطالة ذوي الشهادات العليا وما فوق الجامعة من المتخصصين والقادرين! وإدارات الجامعات تشترط لتوظيف السعودي المؤهل شروطاً تتبعها في حين أنها لا تتبع نفس الشروط مع المؤهلين الآخرين غير السعوديين!! كل ذلك لأن غير السعودي«خدوم» قد يكتب بحثا «باسم غيره من السعوديين ويهديه إليه وقد يقدم خدمات أخرى لا يستطيع السعوديون تقديمها ولا يوجد من ينهي أو حتى يتابع لمنع مثل هذه التجاوزات التي لم تعد خفيّة! وما ظهور البيئة الوظيفية التي يشيع فيها النمط الذئبوي الذي يحارب بعضه بعضا ويبحث عن فرائس وضحايا ولا يبحث عن الأكفاء والقادرين! وحده شرط «الخبرة» يدل إلى أي حد الاستخفاف بالعقول والضغط بالشروط لمجرد بناء جدار شاهق يمنع السعوديين المؤهلين من العمل!!

أقولها علناً.. لا يوجد في المجتمع السعودي بطالة أفراد إنما يوجد تعنت أفراد من الطرفين أفراد تتحكم بدفة الوظائف وتقوم بتوجيهها حيث تريد!! تفشي الأنانية والانتصار للذات (عمال على بطال)!! وغياب أهم ما هو مطلوب وأعني به غياب الحرص على الصالح العام.. والنظر في مقتضيات المصلحة العامة والانتماء الوطني المخلص غياب كل ذلك هو أول أسباب البطالة التي هي من صنع بعضنا ولم تأتنا جاهزة من الآخرين!! هذا بعض الحقيقة وبعضها الآخر لا يصلح للنشر!