-A +A
• الإخفاق المستمر الذي يظهر به مجلس الأمن عند التعامل مع قضايا الشرق الأوسط يؤكد أن هناك اختلالات جوهرية في الدور الذي يمارسه مجلس الأمن «الأممي» إزاء القضايا الساخنة في هذه المنطقة الحساسة من العالم، الذي تتشابك مصالحه وتتحقق يوما بعد آخر إلى الحد الذي لا يمكن التنبؤ بانعكاساته ومضاعفاته في حال تفاقم حالة الإحباط الشديد التي أشار إليها المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في كلمة المملكة ضد استمرار صور الاحتلال البشعة.. لأن أيا من هذه القضايا لم يشهد تحسنا ملموسا وحقيقيا منذ أمد بعيد.
• بل إن قضية القضايا والأزمات العالمية والمتمثلة في أطول احتلال يشهده العالم الحديث منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة لهو أكبر دليل على إخفاق هذه المنظمة ممثلة في مجلس الأمن بل عجز مجلس الأمن عن الحد من استفحال استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية رغم أهمية هذه المنطقة وحساسيتها وأهمية هذه الأرض المباركة لكل الديانات السماوية وفي مقدمتها المسلمون في كل مكان الذين يتأذون من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي والمقدسات الإسلامية في فلسطين وفي مقدمة كل أولئك المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين.

ولهذا فإن مسؤوليتها التاريخية إزاء هذه المقدسات يجعل قلقها العميق واستياءها يتزايد إزاء الاعتداءات الإسرائيلية التي تقع في القدس الشرقية وبخاصة الحرم الشريف، الذي يتعرض لمحاولات هدم وحرق وتدنيس وتقويض أساساته كتهجير أهل الأرض الأصليين وإقامة مستوطنات الاحتلال..
• يحدث كل هذا منذ عدة عقود والذراع الأمني الدولي عاجز وربما غير راغب في ممارسة أي حراك منصف، وهو ما يتكرر حدوثه إزاء الزيارة غير الموفقة التي قام بها الرئيس الإيراني للجزر الإماراتية المحتلة مما أثار حفيظة كل الخليجيين بل والشعوب التي ترفض أي شكل من أشكال الاحتلال..
• والأمر ذاته يحدث إزاء الانتهاكات الصارخة ضد الشعب السوري الأعزل الذي يتعرض لإبادة ظالمة ليل نهار..
• والمملكة إزاء كل هذه الانتهاكات في المنطقة والإخفاق الدائم لمجلس الأمن لا تتوانى عن القيام بدورها التاريخي المشرف للحد من هذه الاعتداءات السافرة ولا تتوانى عن إطلاق مبادراتها الخيرة إلى جانب ما تستجمعه من تأييد عربي وإسلامي لوضع حد لهذه الوقائع المأساوية، وتستمر في التصدي لهذه الانتهاكات بكل إمكاناتها حتى وإن أصبح إخفاق مجلس الأمن حقيقة دائمة.