-A +A
محمد الغامدي - واس (الرياض)

أكد صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية حرص المملكة العربية السعودية على اجتماع كلمة العرب والمسلمين ووحدة صفوفهم والدفاع عن قضاياهم العادلة والمشروعة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ونشر السلام والوئام بين اعضاء الاسرة الدولية وتعزيز المصالح المتبادلة وبناء جسور الصداقة.

جاء ذلك خلال البيان الصحفي الذي تلاه صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل في مستهل الايجاز الصحفي الدوري الذي عقده سموه بمقر وزارة الخارجية بالرياض أمس.

وفيما يلي نص البيان..

أود بداية أن أشير الى الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى التي اكد فيها حفظه الله على الاهداف الرئيسية لسياسة المملكة الخارجية القائمة على الحرص على اجتماع كلمة العرب والمسلمين ووحدة صفوفهم والدفاع عن قضاياهم العادلة والمشروعةوعلى رأسها القضية الفلسطينية ونشر السلام والوئام بين اعضاء الاسرة الدولية وتعزيز المصالح المتبادلة وبناء جسور الصداقة فيما بينها في عالم متحرك اصبح من الصعب فيه الانعزال والانكفاء على الذات واضحى يؤثر في بعضه البعض بشكل كبير.

وتشكل هذه الاهداف محور تحرك المملكة العربية السعودية الخارجية فى الساحات العربية والاسلامية والدولية يدعمها في ذلك ما تحظى به المملكة من تقدير دولي من واقع ما تتمتع به من استقرار سياسي وازدهار اقتصادي وثبات امني.

وفي هذا السياق سيقوم بمشيئة الله تعالى صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز بزيارة رسمية الى كل من اليابان وسنغافور] وجمهورية الباكستان الاسلامية وتهدف الزيارة الى تعزيز العلاقات الاستراتيجية وتوسيع افاق التعاون الثنائي في العديد من المجالات بين المملكة وهذه الدول اضافة الى التشاور وتبادل وجهات النظر حيال القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ونوه سموه بقرار قمة الخرطوم الذي جدد تمسك الدول العربية بالسلام كخيار استراتيجي واكد الالتزام بمبادرة السلام العربية لمعالجة النزاع العربي الاسرائيلي .

في الشأن العراقي فاننا نتطلع الى نجاح المساعي الحالية في الانتهاء من تشكيل الحكومة العراقية المنتظرة خاصة وان الشعب العراقي قد قام بواجباته ومسؤولياته بالمشاركة الايجابية في الانتخابات ويبقى على المسؤولين العراقيين في المقابل تحمل مسؤولياتهم تجاه تحقيق تطلعاته من الحكومة العراقية المقبلة نحو ايقاف دائرة العنف والتخريب المستمرة وتحقيق لحمة الشعب العراقي وامنه واستقراره في اطار وحدته الوطنية وسيادته واستقلاله وسلامته الاقليمية.

كما اننا نتابع باهتمام الحوار الوطني القائم بين فئات الشعب اللبناني وطوائفه ونأمل ان يحقق الحوار اهدافه في استقرار الاوضاع السياسية والامنية على الساحة اللبنانية، ونأمل ان يتوصل البلدان الجاران سوريا ولبنان الى تنظيم علاقاتهما المبنية على الصداقة والاخوة في اطار الاستقلال والتعامل المتكافئ بينهما.

بعد ذلك اجاب سموه على اسئلة الصحفيين وفي رده على سؤال يتعلق بفحوى الرسالة التي تسعى لايصالها الزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الى الهند وباكستان والزيارة المقبلة لسمو ولي العهد لليابان وسنغافورة اجاب سمو وزير الخارجية قائلا «انه عندما لم يكن هناك زيارات بين المملكة وهذه الدول لم تكن هناك مؤشرات لذلك السفر في ذلك الحين كما ان ليس هناك ملجأ محدد الى بناء المصالح المشتركة.. هذه دول تطورت بشكل فعال وكبير وعلاقتنا بذلك تطورت معها بشكل فعال وأصبحت العلاقات تتطلب اللقاءات على مستوى القادة في هذه البلدان بعضها من بعض فهي لا تأتي على حساب احد ولا تأتي كمؤشر على اي مغزى أو مرمى غير المصالح المشتركة بين البلدان ولا ننسى ان بلدان آسيا تحتوي على اكثر من نصف سكان العالم فكان من المستغرب ان لم تكن هذه الزيارة في السابق والان وصاعدا اتوقع ان تتواصل الزيارات لان العلاقات تتنامى بشكل كبير».

وبين سمو وزير الخارجية أن لقاءه بنائب الرئيس السوري فاروق الشرع وبعدها برئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة انه لم يكن متواجدا عند حضور رئيس الحكومة اللبناني مشيرا سموه الى حرص الجميع على العلاقات الثنائية بين البلدين اضافة الى أن هناك مشاكل بين الدول المتجاورة في العالم العربي وقال «نحن حريصون على استقرار البلدين وبالتالي كان محور النقاش هو ما يمكن عمله في هذا الاطار والمسؤولية اولا واخيرا تقع على البلدين ولكن الاسهام بنية صافية ومجردة من أي أغراض متوفرة لدى خادم الحرمين الشريفين اذا طلب ذلك من المملكة».

وفي رده على سؤال يتعلق بالقمة العربية واعلان المملكة نقل القمة القادمة الى دولة المقر هناك والتأويلات التي تبعت ذلك اوضح سموه قائلا «ان المملكة لم تتخل عن القمة وخادم الحرمين الشريفين لم يتخل عن رئاسة القمة وانما اراد ان يكرس المفهوم والذي على ضوئه وجد بدورية القمة أن يكون القاعدة لهذه الدورية هو أن تكون انعقاد القمة في المقر والاستثناء أن يكون خارج دولة المقر طبعا.. وجعل القمة خارج المقر يتطلب ترتيبات وتجهيزات وبينما نحن في مرحلة عمل جدي وليس عملا بروتوكوليا او مظهريا.. وبالتالي ان تم للمملكة من ترسيخ هذا المفهوم فان القمة المفروض منها وبعد هذه المدة الطويلة من الاستضافات ان تستقر في مكانها وتركز على أعمالها أكثر من دورياتها».

وفي تعليقه على سؤال يتعلق بدخول المرأة السعودية للمجال الدبلوماسي وكون العمل الدبلوماسي يتطلب مهارات ومعارف معينة وتأهيلا لذلك قال سموه «هذا المطلب من وزارة التعليم العالي بطبيعة الحال وهم المسؤولون عن تأهيل الناس ولكن أبشرك بأنه حتى من لم يدرسوا هذه العلوم ابدوا كفاءات يحسدون عليها وزملاؤهم الدبلوماسيون أمام تحدٍ كبير».

وعن الاجراءات التي اتخذتها المملكة بشأن استعادة الاسير السعودي فى اسرائيل قال سموه «نحن نبحث مع كل المؤسسات الدولية من الامم المتحدة والصليب الاحمر والهلال الاحمر وكل ما يمكن ان يعمل في هذا الاطار نحن نقوم بعمله ولا أود ان أتكلم كثيرا عن هذا الموضوع».

وعن موقف المملكة العربية السعودية من المناورات في ايران وهل هناك أي مخاوف من ان هذه الاسلحة قد تشكل خطرا على دول المنطقة يوما ما قال سموه «يفترض السؤال ان هناك أسلحة وتنكر ايران ذلك بشدة وانهم لا ينكرون فقط ان لديهم أسلحة ولكن ينكرون أيضا النية من الحصول على الاسلحة اننا نصدق هذا الانكار ونأخذه على محمل الجد ولذلك لا نرى خطرا من حصول ايران على المعرفة بعلم الطاقة النووية اذا لم يؤد هذا الى الانتشار اننا نعتقد بالتأكيد ان الانتشار تهديد ونعتقد بالتأكيد ان السياسية المثلى بخصوص الجدل ان الشرق الاوسط به بالفعل أسلحة دمار شامل هي عدم توسيع الدول التي تمتلك أسلحة الدمار الشامل هذه ولكن منع وانهاء امتلاك هذه الاسلحة في الدولة التي لديها الاسلحة مثل اسرائيل وهذه هي السياسة الافضل وعن المناورات البحرية فهي ليست المرة الاولى التي يقومون بمناورات بحرية انا لا اعتقد انهم يشكلون خطرا في حد ذاتهم».

وحول موقف المملكة بشأن ما يجري اعداده حول حوار ايراني امريكي بالنسبة للاوضاع الداخلية في العراق.. وهل يعني ان الموضوع العراقي اصبح في يد الولايات المتحدة وايران فقط وهي قوى خارجية قال سمو وزير الخارجية «نحن مع ارادة الشعب العراقي بطبيعة الحال وقول الشعب العراقي هو الفاصل في هذا الموضوع واذا قال الشعب العراقي قوله في هذه الاشياء فنحن سنقول قولنا فيها ولكن نحن لدينا قناعات ان أي تدخل في الشؤون الداخلية في العراق لن تكون اثاره ايجابية وبالتالي فإن ايران جزء من مجموعة الدول المجاورة للعراق واتفقنا وتعاهدنا في اجتماعات الدول المجاورة للعراق ان لا نتدخل في الشؤون الداخلية للعراق وان يكون دورنا مساندا للعراق وحاميا لاستقلاله وسيادته ومساندا لمجهودات العراق في هذا الاطار وهذا ما نتوقعه من كل اعضاء الدول المجاورة للعراق».

وعن انتقاد سياسة الولايات المتحدة في العراق بأنها تسلم العراق لايران وهل هذا الحوار يؤكد مخاوفكم السابقة والا يعد هذا الحوار تدخل في الشؤون الداخلية العراقية قال سمو وزير الخارجية «ذكرت ان هذا يتوقف على الحكومة العراقية ونحن ننتظر قولها في هذا الاطار قبل ان نتحدث نحن فلن نكون ملكيين اكثر من الملك».

وعن تشكيك مصادر غربية في دلالات و أهداف الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لعدد من الدول الاسيوية ومنها بالتحديد الصين وباكستان وتحدثت عن اتفاقيات عسكرية وصفقات اسلحة والان سمو ولي العهد يقوم اليوم بزيارة لعدد من الدول الاسيوية ومن ضمنها باكستان تحديدا خلال اقل من ثلاثة اشهر ما رد سموكم على هذه المصادر.. قال سموه «لم يكن هناك صفقات عسكرية ولكن كانت هناك اتفاقيات ولم يكن هناك زيارات محاطة بمثل هذه الشفافية التي كانت محاطة بها تلك الزيارات فكل شيء كان معلنا والاتفاقيات التي تمت و أبرمت كانت معلنة ولم تكن هناك بنود سرية في الاتفاقيات المبرمة ولم يحدث الا ما حدث».

وعن الانباء التي تحدثت عن وجود دفعة من المعتقلين السعوديين في جوانتنامو سوف يفرج عنهم قريبا وهل هناك تأكيد لهذه الانباء قال سموه «هناك مشاورات جارية لاطلاق مجموعة من المعتقلين ونحن نتابعها بشكل حثيث، بطبيعة الحال نأمل ان شاء الله ان ينجز هذا الشيء عن قريب».

وحول رأي سموه بتقارير اعلامية تحدثت عن تعاون سعودي باكستاني لانشاء سلاح نووي وردت المملكة عليه في حينه عن الهدف من وراء اطلاق مثل هذه التهم جزافا ضد المملكة وهل هي محاولة لخلق توتر في العلاقات بين المملكة ودول الجوار من ناحية والمملكة والدول الحليفة من ناحية أخرى قال سموه «ان تعودت المملكة على ان تتهم بما هو غير صحيح هذا من زاوية التشكيك في مواقف المملكة مع اننا من اشد الدول اصرارا على اتباع سياسة عدم انتشار الاسلحة النووية لان السياسة الواقعية والمهمة والمجدية هي البدء في التخلي عن اسلحة الدمار الشامل في العالم ليسلم العالم من هذا الشر الذي لا يعرف الا الدمار في العالم، هذه سياستنا وسنستمر عليها».