-A +A
عالية الدعيس (المدينة المنورة)
بدأ العد التنازلي لانطلاق فترة الاختبارات النهائية، ومعها تنطلق المخاوف، وتدخل المنازل حالة من القلق والارتباك، ويعيش الطلاب حالة انعدام الوزن يسابقون الزمن لتحصيل أكبر قدر من ما تبقى من دروس، كل منهم لديه طريقته في المذاكرة والسهر، فمنهم من يعتمد على شرب الشاي والقهوة، والبعض الآخر يكتفي بمشروبات «الطاقة» المنشطة، وبعضهم يعتمد على قدرته في التحمل والسهر لوقت يتناسب وقدرته الجسمانية، ومنهم من يتجه مباشرة إلى منشطات من نوع آخر، فيقع في مهالك «عقاقير» المنشطات التي تكون نتائجها وخيمة لمن يحاول استخدام أي منبهات أو منشطات أو عقار يدخل ضمن قائمة عقار «الإمفيتامين».. متصورا أنها ستعينه على تحصيل وإنجاز أكبر قدر من الدروس، لكنه لا يعلم شيئا عن مخاطرها ولا يدري أنه يتجه نحو الهاوية ويشتري الوهم.. «عكاظ» وقفت على أبواب المدارس والمنازل وفتحت هذا التحقيق، وفيما يلي التفاصيل:

أكدت الطالبة غزل كردي أنها تشرب كميات كبيرة من المشروبات مثل «البايسن» وغيرها طيلة الأيام ليس فقط في أيام الاختبارات، ولكنها اعتادت عليها بكثرة، واستطردت قائلة: «أعلم ما هي مخاطرها ولكنها تساعدني في ليالي الامتحانات النهائية، مشيرا إلى أنها تشرب تلك المشروبات فتعطيها طاقة أكبر لاستيعاب ما تحتويه الكتب».
مشروبات الطاقة
واستغرب الطالب طاهر من أقرانه الطلاب الذين لا يكنون للوعي أي أهمية، الفرق بين المشروبات المنشطة والمشروبات المنبهة (كالباورهورس والبايسن والريدبول وغيرها من المشروبات المنشطة) والعقاقير المنشطة التي تدخل ضمن قائمة عقار «الإمفيتامين»، مشيرا إلى أنها جميعها تختلف عن بعضها البعض، وأضاف المنبهات معروفة وهي القهوة والشاي وتختلف تماما بمفعولها عن ما شابهها من منبهات، وأعرف أن للمنبهات مضارها الكبيرة، خصوصا مشروبات «الطاقة» التي يجد مستهلكوها تحذيرات خلف كل عبوة منها، خاصة مرضى الضغط والسكري والكلى، لاحتوائها على كمية كبيرة من السكر، ناهيك عن كمية الكافيين الموجودة فيها والتي تزيد من سرعة نبضات القلب.
عقاقير وإدمان
ويرى المدرب والباحث في التنمية الذاتية محمود أشرف أن القلق والاستعدادات التي تلازم عمليات الاختبارات ينتج عنها دائما أرق وسهر، مشيرا إلى أن الخطر الأكبر يكون في حال استعمال الطلاب منشطات، مبينا أنه دائما ما تنتهي بعواقب وخيمة تنتهي بحالة من الإدمان، وأشار أشرف إلى أن مشروبات الطاقة تلك لا تخرج أيضا من حالة الإدمان.
وتابع حديثه قائلا: «من الأفضل للطالب أن يفشل ألف مرة في سياق الامتحانات من أن يسقط مرة واحدة في هاوية تعاطي «الإمفيتامين» لأن الفشل في الامتحانات يعقبه النجاح لكن السير في طريق الإمفيتامين لا عودة منه ولا رجعة فيه».
مراقبة الأبناء
ودعا الأسر أن تنبه أبناءها وتراقبهم جيدا خصوصا المراهقين منهم والعمل على أن تهيئ لهم الجو المناسب، وأقترح الباحث أشرف في ذلك بعض الاقتراحات للأسرة، منها عدم مطالبة الأبناء والبنات بدرجات عالية والضغط عليهم، ودعاهم للاكتفاء فقط بالتصحيح، والتشجيع والرضاء بالحد الأدنى من تحصيل ابنهم إذا كان مستواه الأكاديمي متدنيا، والعمل على مساعدته وليس السخرية منه. وأشار إلى ضرورة أن تضع الأسر لأبنائها عادات مذاكرة مناسبة منذ بداية السنة، حتى لا تحتاج إلى إعلان حالة الطوارئ في المنزل أيام الاختبارات، مع ضرورة أن يكون التغيير في نمط الحياة أيام الاختبارات محدودا جدا.
فن المذاكرة
كما أوصى الباحث أشرف الطلاب والطالبات بضرورة تعلم فن المذاكرة، مشيرا إلى أن العبرة بطريقة المذاكرة وليس الجهد المبذول، والتخفيف من حالة القلق باستخدام بعض التقنيات مثل التنفس العميق، وقراءة القرآن.
واختتم أشرف حديثة مناشدا الجميع بتجنب إعلان حالة الطوارئ والاستنفار في المنزل، مشيرا إلى أنها تؤدي إلى سلوكيات عواقبها وخيمة والعمل على أخذ الأمور بأريحية وجعلها أكثر من عادية.
مأكولات صحية
من جهتها حذرت الدكتورة بجامعة طيبة عبلة كامل البحيري من خطورة العقاقير المنشطة وكذلك المشروبات لاحتوائها على كميات هائلة من المنشطات والكافيين والسكر، داعية إلى ضرورة التعامل مع فترة الامتحانات والمذاكرة من النواحي الاجتماعية والصحية بطريقة مختلفة، ونصحت الدكتورة البحيري الطلاب بالمأكولات الصحية مثل المشويات والإكثار من الخضار والبروتينات.
قسط من الراحة
وأكدت على ضرورة أن يكون تناول القهوة والشاهي وغيرها من المنبهات كفنجانين باليوم فقط، مبينة أن هذه المقادير هي المعدل المسموح به لكل شخص، ونصحت بأخذ قسط كاف من النوم والراحة، لإعطاء الدماغ فرصة لاستيعاب وفهم وحفظ كمية المعلومات أثناء المذاكرة.