أطلت علينا ذكرى غالية على قلوبنا، وعزيزة على نفوسنا، إنها الذكرى السابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملكا للمملكة العربية السعودية، إنها ذكرى الوعد والعهد، ذكرى الإنجازات والنماء و العطاء.ذكرى غالية.. لأنها ترسم لنا ملامح المسيرة الطامحة بأبهى صور التقدم والازدهار، والشمولية والتكامل، وأصبحت المملكة تفتخر بما وصلت إليه من العز والمنعة، والعطاءات والمنجزات، ولست أروم في كلماتي هذه تعداد صفاته وإنجازاته ــ حفظه الله ــ فأفعاله هي صفاته، والمرحلة ناطقة بإنجازاته، والتاريخ شاهد أمين. في ذكرى البيعة؛ تتزين الكلمات وتتنافس الحروف وتتزاحم الإنجازات.. لأنها ارتبطت باستقرار وطن.. ليس كسائر الأوطان.. هو وطن اتخذ من القلوب مقرا.. ومن النفوس مستقرا.. فامتزج حبه بعبق المشاعر وأصدق الخواطر.. فهو موطن الإسلام.. ومهد السلام.. مضت سبع سنين.. هي على مدى الزمن قصيرة، لكنها في قاموس الإنجاز عظيمة.. كان فيها قفزات تنموية.. يتعهدها بالعناية؛ صاحب القلب الكبير.. وقائد الوطن.. يحفظه الله. ففي التعليم العالي؛ كانت قصة تكتب بمداد الذهب.. قصة إنجاز تاريخية.. كان آخرها تدشين ووضع حجر الأساس لما مجموعه ست عشرة مدينة جامعية ستبث نورها في كافة أرجاء الوطن.. ولازالت أصداء كلمات القائد تتردد في حفل التدشين «نحن خدام لهذا الشعب ولهذا الوطن، خدام قبل كل شيء لديننا...»، كلمات بسيطة تحمل على متنها كنه الحياة.. وتوقد الفكر.. وعمق الشعور بالمسؤولية.. وفي عهده الميمون تضاعف عدد الجامعات من 15 إلى 32 جامعة، وفي خمس سنوات فقط؛ ازدادت نسبة الطلاب المستجدين بواقع (33.1 %) وازدادت نسبة الدارسين في الخارج بواقع (412.5 %) ونسبة أعضاء هيئة التدريس بواقع (71.6%)، كما ازدادت نسبة الإنفاق الحكومي على التعليم بواقع (205.8%)، وهذه المنجزات.. لا تحتاج منا إلى كلمات.. فهي تتحدث عن نفسها.. وكلنا يذكر القرارات التاريخية التي انهمرت في العام الماضي يوم عودة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ من رحلته العلاجية سالما معافى، حيث شملت تلك القرارات كافة الجوانب التنموية في المملكة ومنها: اعتماد بناء خمسمائة ألف وحدة سكنية في كافة مناطق المملكة ودعم صندوق التنمية العقارية بمبلغ 40 مليار ريال، وفي مجال تأمين الرعاية الصحية تم اعتماد مبلغ 16 مليار ريال لوزارة الصحة كرست لتوسيع العديد من المدن الصحية، وفي الشأن العسكري تم استحداث 60 ألف وظيفة عسكرية لوزارة الداخلية، وفي مجال مكافحة الفساد تم استحداث الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، إضافة إلى تثبيت بدل غلاء المعيشة ووضع حد أدنى للأجور بواقع 3000 ريال، وصرف مكافآت للعاملين في القطاع العام وللطلاب، واتخاذ قرارات نوعية لتوطين الوظائف؛ وغيرها العديد من القرارات التي لازلنا نستظل بظلالها.. واليوم ونحن نستذكر البيعة نستذكر معها درة الإنجازات .. وأقربها إلى القلوب.. بل وأحبها إلى النفوس.. وهي توسعة الحرمين الشريفين.. فالتوسعة الأخيرة للحرمين الشريفين تعد الأضخم في التاريخ.. وندعو الله تعالى أن يجزي بها قائد الوطن خير الجزاء، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار والرخاء. نستذكر البيعة ومعها الحكمة؛ فقد أرسى خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ بحكمته مكانة غير مسبوقة للمملكة في نفوس الآخرين.. واستطاع أن يجعل منها قدوة في الوسطية.. ونموذجا مثاليا في الإنسانية؛ فكانت المملكة سباقة دوما إلى مساعدة المكلومين، والوقوف إلى جوارهم في الملمات والأزمات.. حقيقة لا يسعنا الإحاطة بالمنجزات لكثرتها، وإنما هي زهور نقطفها من هنا وهناك، وننثر عبيرها في الأرجاء.. ففيها رفعة وطن.. ومواطن.. وتحت ظلالها تنبت أجيال الغد.. لتحمي بسواعدها هذه المسيرة المباركة. في ذكرى البيعة.. نجدد البيعة لقائد الوطن .. وندعو الله تعالى أن يحفظه وأن يمد في عمره وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا.. في ذكرى البيعة..نزداد حبا لهذا الوطن.. بل نضعه في مقلة العيون .. ونغلق عليه أهداب الجفون.. لأنه يستحق ذلك وأكثر .. ودمتم سالمين.
mas@ksu.edu.sa
mas@ksu.edu.sa