-A +A
عمار بوقس (جدة)
وسط تذمر شديد واستياء كبير من قبل القطاع الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة من تعامل وسائل الإعلام مع إنجازاتهم الرياضية المختلفة يرفض الإعلام أن يتحمل مسؤولية هذا التجاهل والتهميش بمفرده ليلقي باللوم على عدة أطراف أخرى. عكاظ سلطت الضوء على هذه القضية وناقشتها من عدة جوانب وزوايا من خلال آراء أطراف هذه القضية في سياق التحقيق التالي..

أبدى عدد كبير من اللاعبين والمدربين في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة استياءهم واستنكارهم الشديد من تجاهل وسائل الإعلام لإنجازاتهم المشرقة والواضحة للعيان فلا يستطيع أحد أن ينكر الإنجاز الكبير الذي حققه منتخب كرة القدم لذوي الإعاقة الذهنية والمتمثل في حصوله على لقب كأس العالم مرتين على التوالي في عام 2006 في ألمانيا و2010 في جنوب أفريقيا وسط مستويات مشرفة ولافتة أجبرت الجميع على احترام هذا المنتخب الذي لم يأخذ حقه من الإعداد والتجهيز كما تأخذ منتخبات الأصحاء ذلك الاهتمام الكبير من خلال المعسكرات الطويلة والقصيرة التي تسبق هذه البطولات الهامة فلم يملك هذا المنتخب سوى إرادة لاعبيه وطموحهم الكبير وهمتهم العالية لتحقيق إنجاز يسجل باسم هذا الوطن وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح ورغم ذلك لم يجدوا ذلك التصفيق ولا ذلك التهليل ولم تسلط عليهم تلك الأضواء ولا تلك الفلاشات واكتفت وسائل الإعلام ببعض الأخبار الصغيرة في صحافتها والأناشيد الوطنية لدقائق معدودة في قنواتها الإذاعية والفضائية ولم تفكر في كشف الصورة الحقيقية لهؤلاء الأبطال ولم تمنحهم حقهم في الظهور وتعريف المجتمع بأنفسهم ناهيك عن الشهرة التي تعتبر من أبسط حقوقهم هذا ما أكده عدد من لاعبي المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة القدم حيث وصفوا تجاهل الإعلام لهم بالمخجل وتساءل بعضهم ماذا لو كان هذا الإنجاز العالمي للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم هل سيلقى نفس المعاملة التي لقيناها؟! ومن جهته أكد لاعب المنتخب السعودي لكرة السلة الكابتن سفر الحقباني أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحصلون على ربع حقوقهم في ساحة الإعلام الرياضي وقال استغرب أنا وأخواني من ذوي الاحتياجات الخاصة هذا التغييب غير المبرر لإنجازاتنا التي نحققها في مختلف الألعاب على مستوى القارة والدول العربية والعالم ولا أدري لماذا لا نشاهد نهائيات بطولاتنا التي تقام على مستوى المناطق ولو لمرة عبر القنوات الرياضية ولو كانت مسجلة؟! وفي الحقيقة هذا يحزننا كثيرا ويقلل من معنوياتنا فنحن ككل الرياضيين نتمنى أن نحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية وما المانع أن يخصص لنا التلفزيون السعودي مساحة بسيطة في قنواته الرياضية كما يفعل ذلك مع بعض الألعاب المختلفة؟ وأضاف أعتقد أننا بحاجة إلى معاملة مختلفة من قبل إعلامنا الرياضي تواكب إنجازاتنا وتطلعاتنا وآمالنا لأننا كمعاقين قهروا إعاقاتهم وتحدوا كافة الظروف نستحق أفضل من هذا بكثير ورغم ذلك سنظل نرفع اسم وطننا عاليا وسنحقق ما نصبو إليه سواء التفت إلينا الإعلام أم لم يفعل.
أعذار مقنعة
في الجهة المقابلة يرى الكثير من الإعلاميين في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية أن هناك عدة أسباب لعدم تسليط الضوء الإعلامي بالشكل الكافي على رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يرى بعضهم أن ثقافة المجتمع تلعب دورا كبيرا في هذا المجال حيث أن الوعي الاجتماعي بالقضايا الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة يعتبر ضعيفا جدا رغم أنها قضايا مهمة وحساسة جدا وبالتالي فقد انعكس هذا على الاهتمام برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تعتبر مجهولة ومستغربة لدى الكثير من شرائح المجتمع الذي تشرب تلك الثقافة التي تؤكد أن المعاق يحتاج إلى الشفقة والتعاطف والبقاء في المنزل بعيدا عن الأنظار فيما يرى البعض الآخر أن تهميش الإعلام لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة يعتبر أمرا طبيعيا ومبررا في ظل عدم وجود الإقبال الجماهيري على مثل هذا النوع من الرياضات وهذا ملموس وواضح في خلو المدرجات في هذه الألعاب وغيرها من الألعاب المختلفة الأخرى حيث تعتبر كرة القدم هي اللعبة الأولى جماهيريا وإعلاميا في المملكة لذا فهي تستأثر بنصيب الأسد من أضواء الإعلام وفلاشاته فيما لجأ قسم ثالث من الإعلاميين إلى إلقاء اللوم على الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة ممثلا في لجنته الإعلامية التي يرون أنها لا تؤدي مهامها وأدوارها التنسيقية مع الإعلام الخارجي بالشكل المطلوب مما يحد من ظهور أنشطة المعاقين عبر وسائل الإعلام ورغم هذه الأعذار والتبريرات التي ساقها الإعلاميون في هذا الصدد نجد أن معظمهم مقتنع تماما بأنه يجب بذل مجهود أكبر من قبل وسائل الإعلام حتى تنال هذه الفئة وهي فئة ذوي القدرات الخاصة حقها من الاهتمام والمتابعة الإعلامية لإنجازاتها الرياضية.