-A +A
عبدالله العريفج (الرياض)تصوير: ثامر العنزي
سخر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية من مزاعم وكالة رويترز للانباء مما وصفته بتكهنات من أن التشكيل الوزاري المرتقب سيطوله ووزير النفط علي النعيمي. وقال سموه في معرض رده على سؤال لـ «عكاظ» حول ما ذكرته الوكالة يوم الجمعة: «ياليت يطولني التشكيل الوزاري القادم».
وقد أوضح سموه أن زيارة معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الايطالى ماسيمو داليما للمملكة العربية السعودية توجت بالتوقيع على اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي بين المملكة والجمهورية الايطالية.
وعبر سموه عن ارتياحه للمحادثات التي أجراها مع وزير الخارجية الايطالى التي وصفها سموه بالمعمقة والبناءة وتناولت العلاقات الثنائية في اطار اللجنة السعودية الايطالية المشتركة.
جاء ذلك في البيان الذي تلاه سمو وزير الخارجية في بداية المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده سموه مع معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الايطالى عقب اجتماعهما في مقر وزارة الخارجية بالرياض امس.وقال سمو الامير سعود الفيصل: أن اتفاقية تفادى الازدواج الضريبى بين المملكة وايطاليا تأتي تعزيزا للروابط التجارية وتشجيعا للاستثمارات في ظل حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين ونتطلع الى استمرار هذا التعاون وتعزيزه والدفع به نحو افاق ارحب في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية كافة.
ورحب سموه بتعزيز التعاون الامني بين البلدين مشيرا الى ان معالي وزير الخارجية الايطالى سيطلع من الجهات ذات الاختصاص على الجهود والاجراءات الامنية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في هذا المجال.
كما رحب سموه بالمشاورات التي تجرى بين لجنتي الصداقة في مجلس الشورى والبرلمان الايطالي.
وعاد سمو وزير الخارجية للحديث عن الموضوعات التي تناولها سموه مع معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الايطالي فقال: ان محادثاتنا تناولت تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط المفعمة بالتوتر في العراق وفلسطين ولبنان اضافة الى الوضع في افغانستان وبروز الملف النووي في المنطقة ليشكل تهديدا جديدا لأمنها واستقرارها.
واضاف سموه: ان المملكة العربية السعودية لازالت تتطلع الى حل هذا الموضوع عبر الطرق السلمية والتعامل معه بشمولية وعدم استثناء اسرائيل من اية جهود او اجراءات في هذا الشأن.
واشاد سموه بالدور الايطالى على الساحة اللبنانية الذي وصفه سموه بالايجابى من خلال استضافتها مؤتمر روما لوقف الحرب الاسرائيلية على لبنان وقيادة ايطاليا لقوات (اليونيفيل) لحفظ السلام على الحدود اللبنانية الاسرائيلية تطبيقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم ( 1701).
وقال سموه: اننا نتطلع الى ازالة التوتر الذي تشهده الساحة اللبنانية وعودة الامين العام لجامعة الدول العربية الى لبنان بتجاوب من الاطراف اللبنانية مع وساطة الجامعة العربية التي تشكل مقترحاتها مخرجا ملائما للازمة يجنب لبنان وشعبه المخاطر الجسيمة المحدقة به ويحفظ امنه واستقراره وسيادته.

الوضع في العراق
وتطرق سمو الامير سعود الفيصل الى الوضع في العراق فقال: إن تدهور الاوضاع الامنية في العراق وتفاقمها يشكل مصدر قلق لنا جميعا وخاصة لدول المنطقة كون الحالة في العراق تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها بشكل مباشر بل وفي العالم.
واضاف سموه: ان المملكة العربية السعودية اطلعت باهتمام على استراتيجية الرئيس الامريكي الجديدة في العراق ومما لا شك فيه ان الوضع في العراق الذي يزداد تعقيدا في حاجة الى منهج واستراتيجية جديدة لتحقيق أهداف الحفاظ على وحدته واستقراره وسيادته ووقف التدهور الامني ومواجهة المليشيات المسلحة والتنظيمات الارهابية والحد من التدخلات الخارجية التي تشكل خطرا على أمن العراق واستقراره ووحدته الوطنية.. والتعامل مع جميع مكونات الشعب العراقي بمختلف فئاته وأعراقه وأطيافه السياسية على قدم المساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة في الثروات.. وكل ما يحفظ لهذا البلد العريق بتاريخه وحضارته وتراثه العربي الاصيل وسيادته واستقلاله ووحدة اراضيه.
وعبر سموه عن تطلعه للزيارة القادمة لوزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس للتعرف منها على طبيعة الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق.


الشأن الفلسطيني
وفيما يتعلق بالقضية الفلطسينية أعرب سموه عن الامل في استئناف الحوار الوطنى الفلسطينى الرامي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تزيل كل مظاهر التوتر والعنف في الشارع الفلسطينى وتتمكن من إنهاء الحصار المفروض على الشعب والتخفيف من معاناته الانسانية واستعادة حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة على اسس السلام العادل والشامل القائم على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق مع التأكيد على ضرورة إحياء عملية السلام وفق هذه المبادئ.
بعد ذلك ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الايطالي كلمة نوه فيها بالتعاون المثمر والمكثف بين البلدين.
وأكد أنه في ظل العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية الايجابية التي تربط ايطاليا والمملكة العربية السعودية الى جانب الاتفاقية التي وقعت اليوم «أمس» ان البلدين ملتزمان معا بمواجهة الازمات المأساوية الصعبة التي تجتاح المنطقة وأهمية بدء عملية الاستقرار والسلام فيها.

مكافحة الارهاب
وحول مكافحة الارهاب أوضح أن الوسيلة الانجح لمواجهته ومكافحته هو القيام بالعمل معا وبتشجيع اوسع من قبل المجتمع الدولي لعزل الارهاب مشددا على أهمية المساهمة في استقرار العراق وتجنب توسع العنف الطائفي مؤكدا أهمية تقوية وتعزيز المؤسسات العراقية التي تمثل فعليا الشعب العراقى الى جانب حل المليشيات وتقوية وتعزيز قوات الجيش والشرطة ووضع حل للتمرد وذلك من خلال ادماج كامل للعناصر في الحياة السياسية الديموقراطية في العراق.
وبين أن هناك اتفاقا تاما وملتزما به بين المملكة العربية السعودية وايطاليا على أهمية حل المسألة الاساسية ومفتاح السلام في المنطقة الواسعة وهى الصراع التاريخى بين اسرائيل وفلسطين مفيدا أنه من خلال حل المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية يجب أن يكون هناك سعي الى تطبيع العلاقات بين اسرائيل وجميع الدول العربية وفق الخط الذي حددته المبادرة والتي أعلن عنها بشكل ملموس في قمة بيروت مشيرا الى أن هناك مؤشرات ايجابية بعد اللقاء الذي جرى بين اولمرت وابو مازن الى جانب أهمية تمديد وتوسيع الهدنة الجارية الان من غزة الى الضفة الغربية.
وأكد دعم حكومته للجهود العربية لتشجيع تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية على أساس الظروف التي حددها المجتمع الدولى مطالبا معاليه اسرائيل بتبني ظروف تساهم وتسمح بتحسين الظروف الحياتية للفلسطينيين ورد الموارد المالية الفلسطينية.
وأبان أنه تم خلال الاجتماع اليوم أمس مع سمو وزير الخارجية مناقشة الملف النووي الايراني الى جانب رفض ايران تطبيق قرارات مجلس الامن للامم المتحدة مشيرا الى أن البلدين سيعملان على تقبل ايران الحل عن طريق التفاوض لحل هذه الازمة.

النووي الايراني
بعد ذلك اجاب سمو الامير سعود الفيصل ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الايطالى على اسئلة الصحفيين حيث رد سموه على سؤال عن امكانية استخدام المملكة لبترولها بصفة سلاح لموازنة اسعار النفط العالمية إذا ما استخدمته أيران كسلاح قائلا: نحن نعالج موضوع مواجهة سلاح البترول بأننا لا نعتبره سلاحا فالمملكة العربية السعودية تتعامل مع البترول على انه ثروة تستغل .. ونحن نستغل هذه الثروة في مراعاة مصالح مواطنينا ومصالح الدول المنتجة والدول المستهلكة .. وقد سبق لمعالي وزير البترول أن اوضح بشكل جلي ان سياسة المملكة تقوم على التوازن في السوق البترولية وقد اثبتت المملكة تاريخيا انها في فترات الازمات تقوم بما يتوجب عليها كأكبر منتج بما يجب لتضمن استقرار اسواق البترول.
وفي أجابته على سؤال عن مغزى البرنامج النووي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهل هو لتوجيه رسالة معينة لايران قال سموه: إن البرنامج النووي الذي أقره مجلس التعاون فأعتقد ان من أهم الاسباب التي اتفق عليها مجلس التعاون في هذا الاطار ان يقوم بالدخول في هذه الصناعة الهامة والتي تشمل اهميتها ليس فقط الجانب العسكرى ولكن الجانب السلمى ايضا .. لتنشئ صناعة تحت روابط محكمة لا يمكن الخروج عنها لضمان سلمية اتجاهها ولعلها تكون مثلا لكل من يريد ان يتملك هذه الصناعة وليس له اى نية في تطويرها الى جانب انشاء الاسلحة النووية .. فهذا هو الهدف الذي تسعى اليه دول مجلس التعاون.
وعلق سموه على سؤال بشأن تصريح الرئيس الامريكى جورج دبليو بوش مؤخرا عن استراتيجيته الجديدة للوضع في العراق واشارته لتداعيات هذه الاستراتيجية وقال سموه: لفت انتباهي في حديث الرئيس الامريكي بعض النقاط .. كالحديث عن معالجة وضع المليشيات في العراق والتوجه للمصالحة الوطنية والعمل السياسي في العراق.. فهذه نقاط مهمة.. ونحن في انتظار الشروحات التي ستفسر هذه الاستراتيجية التي نأمل ان نستمع اليها عند زيارة وزيرة الخارجية.. فنحن بانتظار هذه التوضيحات حتى نعرف مرامي هذه السياسة.. هناك بديهيات بأن وحدة العراق واستقلال العراق ضروري وايضا اضفاء السلم على العراق ضروري ومن الواضح ان هذه الامور لم تتحقق حتى الان فبالتالي من الواضح انه يجب ان يكون هناك تغيير في نهج السياسة المتبعة تجاه العراق .. أما في السياسة الحالية فنحن بانتظار الشروحات التي ستقدمها الحكومة الامريكية.
وتطرق سمو الامير سعود الفيصل لدور اوروبا في منطقة الشرق الاوسط وقال في رده على سؤال عن ذلك: نتمنى ان يكون الدور الاوروبى اكبر.. لكن لا يمكن ان يستشف من ذلك اننا نشتكي من نقص في الدور الاوروبي وخاصة الدور الايطالي.. وفي هذا الاطار اذكر دورها في لبنان في المؤتمر الذىعقد أبان احتلال الاراضي اللبنانية من قبل الاحتلال الاسرائيلى والهجوم الاسرائيلي على لبنان.. كذلك مشاركة اوروبا في القوات في لبنان..
وكذلك زيارة معالي وزير الخارجية الايطالي واتصاله بالرئيس الفلسطينى ورئيس الوزراء الاسرائيلي.. بالاضافة الى تواجده اليوم «أمس» مرحبا به في هذا البلد الذي يعتبر دائما نفسه صديقا لايطاليا.. كل هذه مؤشرات على
الدور الايطالي ومن ورائه الدور الاوروبى في قضايا المنطقة.. ونحن سعداء بهذا التوجه.