-A +A
نايف الرشدان
هناك ممن يعملون في النقد الأدبي السردي عموما من يرى أن في العمل الروائي والقصة القصيرة صورا تقودنا بشكل معرفي للكشف عن حقائق ثابتة ووقائع موجودة على اعتبار أنها ثوابت تتصل بقيم النوع والمجتمع بشكل أكبر من كونها خصائص فردية، وإذا كان تصوير التحولات ورصدها عملا فنيا تلعب اللغة دورا فيه وتحدث أثرا كبيرا في سياقاته فإن من اللابث فهم الاستلهامات والاستحضارات للحياة الاجتماعية عند المبدع من خلال كونها ذات هاجس موضوعي يهيمن على رؤيته للأشياء متسلسلة أو متناثرة وهو هجس يكشف عن الأبعاد المعرفية التي تتصل بنظريات ذهنية مجردة وأفكار متخيلة أو حقائق موجودة والأبعاد ذاتها تصل المتلقي بواقعه المحيط به من خلال وعيه بواقع مجتمعه ثم إذا كان التلقي جزءا من العملية الإبداعية فان مدركات المتلقي الذهنية ربما لا ترتهن إلى بقاء المخيلة حاضرة بشكل أكبر في مثل هذه الأعمال التي تتناول المتغيرات من حيث هي ظلال اجتماعية وإيحاءات نفسية أو حتى رموز معرفية يمكن لها أن ترصد الواقع وتحيله من مشهد يصف الأحداث إلى مشهد يبرر المتغيرات.
معظم القصاص يحاكون الكائن الحي بمستوياته المختلفة عبر أنماط متحققة في الواقع الخارجي ويفرغون فيه طاقاتهم النفسية ورؤاهم الثقافية ولربتما غابت جماليات أبعاده لمجرد كونه واقعا في العالم الخارجي، على أن المتلقي يتوسل في تفاعله مع المبدع خطابا آخر يقوم على سبر الأغوار وكشف المفاجآت واستباق الاستكناهات وترصد الأحداث من خلال ربطها بالمواقف المتكررة والمتوقعة لكنها لا تحرر الناقد ولا تجرد النقد من ضرورة استضافة هذه العملية القرائية ضمن مشروعية وجود القارئ الضمني والمفترض. لأن في الدلالات النصية أحيانا ما يحوج للاستناد إلى مظهرية التلقي.

• نبض أخير
من صدر (زياد آل الشيخ)
لك ظل وأنا لا ظل لي
فدعي شمسك في قلبي تسيل
لك أشجار وماء داخلي
فاتركي السنبل في قلبي يطول
• صوت آخر
من رئة (مساعد الرشيدي)
صاحوا تناخوا دوروا بي عذاريب
تجمعوا ليلة وزا سولفوا بي
اثري مسوي في القلوب الاعاجيب
وانا مثل وجه السما نقش ثوبي