-A +A
مالك معاذ
أقدم أحر التعازي والمواساة لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأسرة المالكة والشعب السعودي والأمـة العربية والإسلامية في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله.
افتقدنا والدا لأبناء الشعب السعودي ورجلا حكيما مخلصا لله ثم لدينه ومليكه ووطنه، ومآثره، رحمه الله، جلية وعظيمة ولا يمكن أن نحصرها في جانب واحد، فله الفضل بعد الله مع سيدي خادم الحرمين الشريفين في استتباب الأمن في المملكة والحفاظ على الوطن من كل عابث وحاقد، وله رحمه الله، دور كبير في تعزيز القيم الإسلامية في نفوس المواطنين من خلال رعايته ودعمه المسابقات الدينية والفكرية والكراسي العلمية البحثية التي تشجع على تأصيل القيم الإسلامية النبيلة في نفوس كل أبناء الوطن والذود والدفاع عن السنة النبويـة، فعـرف رحمه الله تعالى بأنه أسد السنة النبوية، وللمدينـة المنورة مكانـة كبيرة في قلب سموه، رحمه الله، فقد أسس جائزة سموه لحفظ الحديث النبوي الشريف، وكذلك جائزة سموه الكريم لدراسات السنة النبوية المطهرة التي يشارك فيها العلماء والباحثون من كافة أقطار العالم الإسلامي.

بوفاة الأمير نايف فقدنا شخصية مؤثرة، لها إنجازات في خدمة الإسلام والمسلمين، فأسال الله أن يجزل له العطاء نظير ما قدمه لأمته ولأبنائه في العلن وفي السر، وستفتقده الأمة بأسرها وستتذكره الأمم أجيالا بعد أجيال، فقد عرف عن سموه، يرحمه الله، حبه للخير وحبه للمساكين والأرامل، وكان حريصا أن يذلل الصعاب وتمكين المسلمين من أداء الحج والعمرة بيسر وسهولة، وكان حريصا على المبادرة في جمع التبرعات للأمم المنكوبة، حقا كان من الرجال العظماء صاحب مواقف مشرفة وأياد بيضاء وكان رحيما بأبنائه الذين أضلهم الشيطان، وبحنكته أعادهم إلى الصواب وإلى طريق الحق دون أي لوم أو عقاب، وبطيبته رعى أسر الشهداء، ولا نملك سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
كما أنه، رحمه الله، كان شـديد المتابعة للرياضة والرياضيين، فقد تشرف الرياضيون بحضوره ورعايته العديد من المناسبات الرياضية، وكان آخرها رعايته للمباراة النهائية على كأس ولي العهد، التي جمعت الهلال والاتفاق على استاد الملك فهد الدولي بالرياض في الموسم الماضي وعقب المباراة التي انتهت بفوز الهلال قام الفقيد بتتويج الهلال بالكأس والميداليات الذهبية وسلم لاعبي الاتفاق الميداليات الفضية.
وكان، رحمه الله، حريصا على الارتقاء بمستوى منسوبي القطاعات الأمنية بدنيا وإعداد فرق رياضية قادرة على المنافسة في تحقيق البطولات الخارجية والمحلية، حيث أسس الاتحاد السعودي لقوى الأمن عام 1398هـ بمسمى الاتحاد السعودي للشرطة قبل أن يتحول مسماه إلى الاتحاد الرياضي السعودي لقوى الأمن الداخلي، ووضع الاتحاد الخطط والبرامج التي تهدف إلى تنمية العلاقات الاجتماعية والثقافية والرياضية بين منسوبي الاتحاد، إضافة إلى ذلك فقد منح الجوائز العينية والتشجيعية بما ساهم في تحفيز منسوبي الاتحاد على تحقيق إنجازات كبيرة.
ولقد عرف عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، اهتمامه بممارسة الرياضة بشكل منتظم ويومي، كما كان يهوى ركوب الخيل والاهتمام بتربيتها، حيث كان يحتفظ، رحمه الله، بعدد من الخيول العربية ذات السلالات العريقة. بالإضافة إلى ذلك فقد كان من هواة السباحة والقنص.
وقد كان سموه في كل المناسبات الرياضية ينصح اللاعبين بتشريف المملكة، ويركز على الأخلاق الحميدة، رحم الله الأمير نايف رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.