-A +A
زياد الحارثي
في يوم السبت الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة من عام 1432هـ استقبلنا وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام رحمه الله، وفي يوم السبت السادس والعشرين من الشهر الماضي استقبلنا بقلوب مطمئنة وراضية بقضاء الله وقدره وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، استقبلنا هذه الفاجعة التي أذهلت العالم بين مصدق ومكذب، نعم إنه يوم ليس مجرد حدث تاريخي عابر كبقية الأحداث الطارئة في حياة الأمة العربية والإسلامية، لقد قدم الراحل صفحة مشرقة مليئة بالانجازات التي جمعت بين الرخاء واللين، والقوة والحزم، لقد قهر الإرهاب واستأصل جذوته فقدم مسيرة عملية شهدت لها أصقاع الأرض شرقا وغربا. فلنقف وقفة انصاف من مسيرة شامخة في ظل حكومة وقيادة رشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، لقد شهدت جنازة الأمير الراحل حشودا بشرية كثيفة، والجميع يتابع عبر القنوات المرئية والمسموعة بقلوب مكلومة، لقد ذرفت العيون وضج المجتمع بأسره، حيث خلف بعد رحيله بصمة لا يستطيع التاريخ نسيانها، فارتحل الجثمان الطاهر إلى جوار ربه، والكل يرفع أكف الضراعة سائلا الله له العفو والمغفرة، ولا ننسى حديث النبي صلى الله عليه وسلم «أنتم شهداء الله في أرضه»، وارتحلت النفس لبارئها، نعم ارتحل نايف الشامخ، ونحن نشهد له بالسيرة العطرة، بل ويشهد له العالم أجمع لجهوده المبذولة على الصعيد الإسلامي والسياسي، رحم الله الفقيد الذي وضع بصمة في تاريخ أمتنا المجيد، سطورها مكتوبة بماء الذهب، فإلى جنات النعيم إن شاء الله.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز