-A +A
أمل السريحي، أمنية خضري، ذكرى السلمي، منى الشريف (جدة)

بعد شهر ونصف الشهر من عملها (كاشيرة)، محاسبة في صندوق متجر كبير وسط جدة، تقول السعودية داليا: لم أشعر بأي حرج في وظيفتي المناسبة، على النقيض من ذلك تماما أجد المعاملة الطيبة والتشجيع المستمر من الزبائن .. صحيح أنني كنت قلقة في الأيام الأولى لكن بمضي الأيام زادت ثقتي في نفسي وتضاعفت مسؤولياتي كما أن تفهم المجتمع لطبيعة عملي واحترامهم لي زادت الثقة في نفسي .. أعمل من الساعة السابعة حتى الثالثة مساء وهي مدة لا تتعارض مع مسؤولياتي كزوجة وأم، رحب زوجي بعملي وشجعني بعد أن رأى طبيعة عملي والمكان المخصص لنا وشروط الحجاب الذي يجب أن تلتزم به كل الموظفات هنا.



بعد شهر ونصف الشهر من عملها (كاشيرة)، محاسبة في صندوق متجر كبير وسط جدة، تقول السعودية داليا: لم أشعر بأي حرج في وظيفتي المناسبة، على النقيض من ذلك تماما أجد المعاملة الطيبة والتشجيع المستمر من الزبائن .. صحيح أنني كنت قلقة في الأيام الأولى لكن بمضي الأيام زادت ثقتي في نفسي وتضاعفت مسؤولياتي كما أن تفهم المجتمع لطبيعة عملي واحترامهم لي زادت الثقة في نفسي .. أعمل من الساعة السابعة حتى الثالثة مساء وهي مدة لا تتعارض مع مسؤولياتي كزوجة وأم، رحب زوجي بعملي وشجعني بعد أن رأى طبيعة عملي والمكان المخصص لنا وشروط الحجاب الذي يجب أن تلتزم به كل الموظفات هنا.

التجربة أكدت نجاحها المنقطع في فترة قصيرة لكنها شهدت كثيرا من المد والجزر مثل كل شيء جديد وتتفاوت الآراء بين مؤيد ومتحفظ ورافض، وبرغم حدوث سلبيات طفيفة فإن ذلك لا ينفي نجاحها الكبير وتقبل كافة القطاعات للفكرة والمطالبة بالتوسع فيها.

لا تعارض مع التقاليد

تقول منى الحربي: لي ما يقارب سبعة أشهر في الوظيفة واستطعت توفير كل التزاماتي المادية بشكل لا يتعارض مع الشرع والعادات وخصوصية مجتمعنا. صحيح عانيت في بادئ الأمر من عدم تقبل البعض للمهمة وتذمر البعض لكن حاجتي للعمل خلقت عندي حب الإصرار والمثابرة لإثبات النجاح كما كان لتفهم المسؤولين وتشجيعهم لنا الأثر الكبير في وصول الكاشيرات إلى الرضا الوظيفي.

يعلق عبدالرحمن فلاته ولي أمر فتاة عملت في ذات الحقل لفترة بسيطة بأن المطلوب هو مضاعفة الأمن في المتاجر لحماية الكاشيرات وتأمينهن والحفاظ على كرامتهن .. أما سالم عبدالله فقال: إن زوجته تعمل بائعة في متجر للمستلزمات النسوية ودعمت رغبتها بعدد من الدورات التدريبية في المحاسبة وكيفية التعامل مع الزبائن ومواجهة المضايقات المحتملة، ولله الحمد تعمل منذ فترة طويلة ولم تتعرض إلى أي شيء يمس كرامتاه فهي سعيدة بوظيفتها لكن فترة العمل الطويلة في الصباح والمساء صعبة كما تعاني في بعض الأحيان من مصاعب في المواصلات ونأمل من الجهات التي توظف النساء والفتيات تقليل ساعات العمل مراعاة لخصوصية المرأة وطبيعتها.

رفع الصوت والحرج

بدر. م . مدير مركز تسوق شهير في وسط جدة أكد أن وزارة العمل تمنح تصاريح للنساء والفتيات وفق شروط معينة وضوابط شرعية محددة مثل إقامة حواجز في صناديق المحاسبة وتخصيص المواقع للعائلات حيث تفضل النساء التعامل مع الكاشيرات كما أن وجود مراقب في الموقع يمنع تعامل الكاشيرة مع زملائها من الرجال في ذات الموقع. واعترف بدر بوجود انتقادات وملاحظات لكن العمل جار على الدوام لمعالجة السلبيات وتصحيحها.

وتعبر شروق عن رضاها التام بوظيفتها التي التحقت بها قبل نحو نصف عام وتقول إن دوامها يبدأ صباحا ووجدت تشجيعا من ولي أمرها لكنها أقرت بوجود بعض الملاحظات الطفيفة مثل رفع بعض الزبائن أصواتهم أو رمي الأغراض عند الحساب كما أن المردود المالي غير مجز قياسا على طبيعة العمل وطول فترة الدوام. مشيرة إلى أنها خصعت إلى تدريب استمر شهرا قبل دخولها سلك الوظيفة التي لا تحتاج إلى أي خبرات أو لغات وخلافها.

الفراغ أخطر من العمل

الدكتورة جميلة عبدالله سقا المستشارة الأسرية والنفسية انتقدت نظرة البعض إلى المرأة العاملة وقالت إن كل شيء جديد يقابل بالتحفظ والسلبية ومحاولة إثارة الغبار حوله لكن الإصرار والعزيمة هو الطريق السليم لمواجهة العثرات، وتضيف سقا: لو قارنا عمل المرأة بالبطالة والجلوس في المنزل مع الفراغ فإن خيار العمل هو الأصح والأرجح فالفتاة التي تشكو من الفراغ والبطالة أكثر عرضة للمغريات والمشاكل، أما اليد العاملة يطرح الله البركة فيها.. والعمل الشريف ليس عيبا ولا منقصة وعلى المجتمع أن يتقبل الأمر ويدعم الكاشيرات ويشجعهن. ففي بعض البلدان فإن خريجات وخريجو الجامعة يعملون في فترة الإجازات في المتاجر كما أن كثيرا من طلاب الشهادات العليا ينفقون على دراستهم ورسائلهم العلمية من أجور وظائفهم المؤقتة في الأسواق والمتاجر وكافة المواقع.

وتضيف المستشارة سقا: المقارنة بين انعكاسات البطالة والفراغ أخطر بكثير من سلبيات عمل المرأة ونصحيتي لها لا تستمعي إلى الهمهمات ولا عبارات الاستهجان والنقد غير المؤسس أثناء أدائها وظيفتها أو خارج فترة دوامها وعليها أن تتعامل بالحسنى مع الزبائن فهي تعمل عملا شريفا وعليها أن تتقن وظيفتها.

تعطيل نصف المجتمع

دافعت منيرة العكاس مشرف عام الحوار الوطني في مكة المكرمة عن عمل الفتاة في الكاشير ووصفته بالنزاهة والجودة خاصة أن العاملة لا تختلط بالرجال فهناك سيدات يعملن في الأمن بحجابهن في المنطقة المركزية ولم يتدخل أحد في عملهن. وأضافت أن عمل الفتاة في الكاشير أفضل من أن تكون عاطلة في المنزل فالفراغ في حد ذاته مفسدة، كما أن الكاشيرة تتحمل مسؤوليات أسرتها ويجب أن لا يتم تعطيل نصف المجتمع وما يحمد أن عمل المرأة امتد إلى كافة المواقع في المستشفيات والمطارات. وتطالب العكاس بانتقاء والاختيار للوظائف النسوية وتأهيلهن قبل خوض غمار الوظيفة حتى لا تتعرض للفشل واليأس كما تطالب بتخصيص قسم نسوي في كل وزارة وموقع عمل.

تأمين طبي وحماية

وفاء ونهى ورقية كاشيرات في متجر جددن سعادتهن بالعمل الشريف وقالت وفاء إنها قضت عامين في الوظيفة وتتمتع بكافة المزايا مثل التأمين الطبي كما أنها اقترضت من البنك على حساب راتبها ما يؤكد إحساسها بالأمان الوظيفي وتثني وفاء على يقظة حراس الأمن في المتجر الذين يعتبرون لهم طوق حماية. أما آلاء أحمد خريجة الثانوي فلم تخف نقدها لبعض النساء الزبونات الفضوليات وحدث أن وجهت إحداهن الكلام إليها وقالت ( ما لقيتو شغلة غير السوبرماركت؟ ) لكنها ردت عليها بالمنطق وتأمل زيادة المخصصات والرواتب والبدلات. وتقول الكاشيرات أنهن يعملن على نظام الشفت الاختياري الواحد في الصباح أو في المساء على خلاف البائعات في متاجر المستلزمات النسوية اللائي يعملن على فترتين.





مراقبة الأمن :



تضايقني عبارة ليش تطالعين .. لست حرامية



المعلومات المتوافرة لم تشر إلى حدوث أي نوع من المضايقات والمعاكسات للعاملات في صندوق محاسبة مراكز التسوق والمتاجر النسوية لكن كل الآراء اتجهت إلى المطالبة بالدوام الواحد لكن المتحدث الرسمي في وزارة العمل حطاب العنزي أبلغ «عكاظ» أن الوزارة لم تتلق أي اخطارات جديدة في هذا الشأن. ومن جانبه قال نائب رئيس اللجنة الصناعية في غرفة جدة الفت قباني إن الغرفة متحمسة في توظيف النساء في المصانع مشيرا إلى أنه تم توظيف أكثر من 3000 سيدة وفتاة وانخرط بعضهن في خطوط الإنتاج وأثبتن نجاحا وتفوقا. وتروي أم عمر مراقبة الأمن في أحد مراكز التسوق والمشرفة على عدد كبير من البائعات عن بعض السلبيات مثل مرافقة الأطفال لأبائهم وأمهاتهم أثناء التسوق وعبثهم بالمأكولات والمشروبات. وأضافت أن بعض النساء يتضجرن من المراقبة حيث تتصدى البعض بالقول «ليش تطالعين أنا لست حرامية»!