-A +A
مثلما كانت بدايتها وحسمها ونهاية ديكتاتورها مختلفة عن غيرها من ثورات الربيع العربي، جاءت نتيجة انتخاباتها كذلك مختلفة عن سياق نتائج انتخابات جيرانها.
فبينما كان صعود الإخوان أو التيار الإسلامي هو العلامة الفارقة في انتخابات تونس ومصر، حضر التيار اللبيرالي في نتائج ليبيا بكثافة بالغة، وهذا ماكان مخالفا لتوقعات جميع المحللين الذين كانوا يعتبرون الفضاء السياسي الليبي هو فضاء التيارات المحافظة والإسلامية تحديداً، بل إن فرع القاعدة في ليبيا يعتبر الأكثر تنظيما وامتداداً للقاعدة الأم في أفغانستان.

ولكن الواقع قلب كل هذه التوقعات رأسا على عقب مما يفضي إلى احتمالين لا ثالث لهما، وهي أن احتمالات وتوقعات المحللين كانت قائمة على معلومات غير دقيقة أو غير صادقة، وبالتالي فإن المجتمع الليبي ليس كما تصوروه سابقا، والاحتمال الآخر والأقرب إلى المنطق يقول: إن تجارب وممارسات النموذجين التونسي والمصري لم تكن جاذبة للمرشح الليبي، الذي أراد أن ينأى بنفسه وبتجربته عن تكرار التجربتين، ويخوض تجربة أخرى لعل وعسى أن تكون المحصلة النهائية أكثر مقاربة للواقع والطموح السياسي للمواطن الليبي، الذي واجه فن القمع والتهميش مالم يعانيه أي مواطن آخر وبالتحديد في تونس ومصر.