أظن أن الأشقاء في لبنان وكذلك في فلسطين والعراق في حاجة إلى من يقول لهم كلمة حق لا يبتغي من ورائها إلا مصلحة هذه البلدان في العالم الجديد.. فكلام الساسة «الملغم»، الذي يحتمل الكثير من الإيحاءات غير مفيد، ولا يجلب لهم إلا الضياع والجوع والموت.
المواطن العربي في حاجة إلى المصارحة والصدق والشفافية في التعاطي مع مشاكله ليشعر بالأمن والاستقرار والاطمئنان إلى مستقبله ومستقبل أبنائه؛ فلغة «الشعارات» والاتهامات، والتخوين، والارتهان للخارج.. كلها أمور لا تطعم في النهاية خبزاً، ولا تؤسس مفهوماً حقيقياً للتعايش بين فئات المجتمع الذين أحسبهم في أمس الحاجة إليه.
هذا الشعب الطيب، المتحضر في لبنان.. هو ضحية لمزايدات تغذيها دول إقليمية لها أجندتها السياسية، والمذهبية، وحساباتها الخاصة التي ليس من ضمنها مصلحة البلد.
لبنان هو الحلقة الأضعف في «روزنامة» الحلقات العربية القابلة للكسر، بحكم تركيبته الدينية والمذهبية والعرقية وبحكم دستوره القائم على التوافقية «المزاجية» التي من خلالها تطلّ الثغرات، لستُ محللاً سياسياً، ولكنني مجرد مواطن عربي محب يرى أن من الظلم لشعب متنور ومثقف وخلاق أن يتحول إلى «حطب» لشعارات، وأيديولوجيات طائفية أو سياسية ذات انتماءات خارجية!
مؤلم أن ينجر هذا الشعب المسكون بالثقافة والحرية والمحبة إلى لغة الشعوب المتخلفة من التناحر والانفلات والتخوين.
هناك خلافات مفهومة بين الفرقاء السياسيين ولكنها بالتأكيد لا تصل إلى حد القطيعة، هناك احتقانات، وعدم ثقة بين الساسة وهناك رؤى مختلفة.
الخطاب الإعلامي اللبناني في رأيي خطاب «مؤدلج»، تحريضي، ويصب الزيت على النار، ثمة أطراف من مصلحتها أن يبقى لبنان ساحة لصراعات وحروب إقليمية، وثمة ساسة يغذون هذا المنحى الخطير.. بغية تدمير هذا البلد الجميل، بإرثه الحضاري والتنويري اللافت. ولعل الوضع الفلسطيني هو الآخر لا يسر كل محب لهذا الشعب الصامد، ولا لقضيته التي هي قضية كل عربي وكل مسلم.
«حماس» من وجهة نظر شخصية، حركة دينية دخلت المعترك السياسي دون أن تمر على الاستحقاقات المطلوبة للسياسي المحترف، حركة جماهيرية دينية لا تملك خبرة الساسة المحترفين، ولذا وقعت في «الفخ»، الذي أدى إلى الحصار والجوع.
مشكلة «حماس» أنها جاءت في الزمن الخطأ، زمن التوجس من «الإسلاموية» العالمية التي تتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى كرسي الحكم، وهو توجس له ما يبرره!
يبقى أن أقول إن ما يجري على الساحة الفلسطينية من فلتان أمني وحصار وتجويع واقتتال يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني «الغلبان»، وما لم يوجد حل جذري يأخذ في الاعتبار الاستحقاقات الدولية من اتفاقات سابقة أبرمتها السلطة مع أطراف دولية تكفل للمواطن الحق في وطن معترف به، وسلطة نظيفة تخرج عن تصفية الحسابات والارتهان للخارج فإن مستقبل هذا الشعب المنكوب سيظل مأساوياً ومحزناً و... دموياً.
المطلوب أن تصفو النيات، وأن يتنازل كل طرف للآخر من أجل مصلحة المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر والعوز والذل!!
أما الوضع العراقي فهو وضع معقد بامتياز.. فالاقتتال الطائفي الذي كان نتيجة طبيعية لنظام المحاصصة «البرايمرية»، واختراق الأجهزة الأمنية من قبل الميليشات المتعطشة للدم، وبعض القيادات التي تغلب مصلحة الطائفة على مصلحة الوطن.. ناهيك عن التدخلات الأجنبية المعروفة.. كلها ساهمت في الوضع المتردي الذي يعيشه العراق اليوم.
والحل في ظني يبدو بعيد المنال في ظل غياب «مصالحة وطنية حقيقية» تأخذ في الاعتبار حق كل عراقي مهما يكن انتماؤه أو مذهبه في رسم خريطة لمستقبل هذا البلد بعيداً عن نظام «المحاصصة» الذي دمر هذا الوطن وزرع «اخطبوط» الطائفية البغيض.
لينجو العراقيون من الكارثة، والليل الأسود الطويل ليس أمامهم إلا التوحد خلف حكومة وطنية عراقية تغلب لغة التسامح على لغة الانتقام والثأر.. حكومة تنتصر للوطن على الطائفة والعرق.. حكومة شجاعة تضع حداً للميليشيات وفرق الموت، ولن يتأتى ذلك إلا بإعادة أفراد الجيش العراقي السابق، وكذلك أفراد الأمن العام والاستخبارات إلى مواقعهم السابقة.
ما يجري في العراق اليوم هو نتيجة حتمية لحل مؤسسات الدولة العسكرية من جيش وشرطة وهي الخطوة التي نفذها «برايمر» من أجل تفتيت العراق كوطن وكدولة وكشعب.
عام جديد أطل، ولا يبدو في الأفق ما يحمل البشرى والنبوءات لهذه الشعوب العربية الشقيقة في ظل غياب أو تغييب الحكماء، وغياب الثقة بين الفرقاء، وغياب الوعي بخطورة ما يقدم عليه «اللاعبون» بالنار في تلك الدول.
(2007) سنة كبيسة.. تشي بالمزيد من التشرذم، والطائفية والاقتتال.. والمطلوب من دولنا العربية أن تتحرك بفعالية لوضع حد لمعاناة تلك الشعوب من خلال عقد مؤتمر قمة عربي أو دولي يلزم الفرقاء المعنيين بوضع حلول مقبولة من مواطنيهم ومن المجتمع العربي والدولي دون انحياز أو تغليب طائفة على أخرى.. وبغيرها فإن الحديث عن الحل.. هو مجرد حديث «عبثي» لا معنى له..!!
تلفاكس 076221413
المواطن العربي في حاجة إلى المصارحة والصدق والشفافية في التعاطي مع مشاكله ليشعر بالأمن والاستقرار والاطمئنان إلى مستقبله ومستقبل أبنائه؛ فلغة «الشعارات» والاتهامات، والتخوين، والارتهان للخارج.. كلها أمور لا تطعم في النهاية خبزاً، ولا تؤسس مفهوماً حقيقياً للتعايش بين فئات المجتمع الذين أحسبهم في أمس الحاجة إليه.
هذا الشعب الطيب، المتحضر في لبنان.. هو ضحية لمزايدات تغذيها دول إقليمية لها أجندتها السياسية، والمذهبية، وحساباتها الخاصة التي ليس من ضمنها مصلحة البلد.
لبنان هو الحلقة الأضعف في «روزنامة» الحلقات العربية القابلة للكسر، بحكم تركيبته الدينية والمذهبية والعرقية وبحكم دستوره القائم على التوافقية «المزاجية» التي من خلالها تطلّ الثغرات، لستُ محللاً سياسياً، ولكنني مجرد مواطن عربي محب يرى أن من الظلم لشعب متنور ومثقف وخلاق أن يتحول إلى «حطب» لشعارات، وأيديولوجيات طائفية أو سياسية ذات انتماءات خارجية!
مؤلم أن ينجر هذا الشعب المسكون بالثقافة والحرية والمحبة إلى لغة الشعوب المتخلفة من التناحر والانفلات والتخوين.
هناك خلافات مفهومة بين الفرقاء السياسيين ولكنها بالتأكيد لا تصل إلى حد القطيعة، هناك احتقانات، وعدم ثقة بين الساسة وهناك رؤى مختلفة.
الخطاب الإعلامي اللبناني في رأيي خطاب «مؤدلج»، تحريضي، ويصب الزيت على النار، ثمة أطراف من مصلحتها أن يبقى لبنان ساحة لصراعات وحروب إقليمية، وثمة ساسة يغذون هذا المنحى الخطير.. بغية تدمير هذا البلد الجميل، بإرثه الحضاري والتنويري اللافت. ولعل الوضع الفلسطيني هو الآخر لا يسر كل محب لهذا الشعب الصامد، ولا لقضيته التي هي قضية كل عربي وكل مسلم.
«حماس» من وجهة نظر شخصية، حركة دينية دخلت المعترك السياسي دون أن تمر على الاستحقاقات المطلوبة للسياسي المحترف، حركة جماهيرية دينية لا تملك خبرة الساسة المحترفين، ولذا وقعت في «الفخ»، الذي أدى إلى الحصار والجوع.
مشكلة «حماس» أنها جاءت في الزمن الخطأ، زمن التوجس من «الإسلاموية» العالمية التي تتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى كرسي الحكم، وهو توجس له ما يبرره!
يبقى أن أقول إن ما يجري على الساحة الفلسطينية من فلتان أمني وحصار وتجويع واقتتال يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني «الغلبان»، وما لم يوجد حل جذري يأخذ في الاعتبار الاستحقاقات الدولية من اتفاقات سابقة أبرمتها السلطة مع أطراف دولية تكفل للمواطن الحق في وطن معترف به، وسلطة نظيفة تخرج عن تصفية الحسابات والارتهان للخارج فإن مستقبل هذا الشعب المنكوب سيظل مأساوياً ومحزناً و... دموياً.
المطلوب أن تصفو النيات، وأن يتنازل كل طرف للآخر من أجل مصلحة المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر والعوز والذل!!
أما الوضع العراقي فهو وضع معقد بامتياز.. فالاقتتال الطائفي الذي كان نتيجة طبيعية لنظام المحاصصة «البرايمرية»، واختراق الأجهزة الأمنية من قبل الميليشات المتعطشة للدم، وبعض القيادات التي تغلب مصلحة الطائفة على مصلحة الوطن.. ناهيك عن التدخلات الأجنبية المعروفة.. كلها ساهمت في الوضع المتردي الذي يعيشه العراق اليوم.
والحل في ظني يبدو بعيد المنال في ظل غياب «مصالحة وطنية حقيقية» تأخذ في الاعتبار حق كل عراقي مهما يكن انتماؤه أو مذهبه في رسم خريطة لمستقبل هذا البلد بعيداً عن نظام «المحاصصة» الذي دمر هذا الوطن وزرع «اخطبوط» الطائفية البغيض.
لينجو العراقيون من الكارثة، والليل الأسود الطويل ليس أمامهم إلا التوحد خلف حكومة وطنية عراقية تغلب لغة التسامح على لغة الانتقام والثأر.. حكومة تنتصر للوطن على الطائفة والعرق.. حكومة شجاعة تضع حداً للميليشيات وفرق الموت، ولن يتأتى ذلك إلا بإعادة أفراد الجيش العراقي السابق، وكذلك أفراد الأمن العام والاستخبارات إلى مواقعهم السابقة.
ما يجري في العراق اليوم هو نتيجة حتمية لحل مؤسسات الدولة العسكرية من جيش وشرطة وهي الخطوة التي نفذها «برايمر» من أجل تفتيت العراق كوطن وكدولة وكشعب.
عام جديد أطل، ولا يبدو في الأفق ما يحمل البشرى والنبوءات لهذه الشعوب العربية الشقيقة في ظل غياب أو تغييب الحكماء، وغياب الثقة بين الفرقاء، وغياب الوعي بخطورة ما يقدم عليه «اللاعبون» بالنار في تلك الدول.
(2007) سنة كبيسة.. تشي بالمزيد من التشرذم، والطائفية والاقتتال.. والمطلوب من دولنا العربية أن تتحرك بفعالية لوضع حد لمعاناة تلك الشعوب من خلال عقد مؤتمر قمة عربي أو دولي يلزم الفرقاء المعنيين بوضع حلول مقبولة من مواطنيهم ومن المجتمع العربي والدولي دون انحياز أو تغليب طائفة على أخرى.. وبغيرها فإن الحديث عن الحل.. هو مجرد حديث «عبثي» لا معنى له..!!
تلفاكس 076221413