طالبت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) وزارة الصحة بإجراء التحقيق في أسباب وجود ملاحظات ومخالفات حول تدني مستوى الصيانة ونقص الكوادر الطبية في المركز الصحي بمركز الجلة في محافظة القويعية التابعة لمنطقة الرياض، وتعثر مشروع مبنى المركز الصحي الجديد، وتحديد المسؤول عنها، وعن قصور الإشراف والمتابعة لأعمال عقد النظافة والصيانة، ومعالجة ما يحتاج إلى إصلاح، ومحاسبة متعهد الصيانة على المستوى المتدني لعمله.
وأوضحت أنها تابعت ما نشر في إحدى الصحف الإلكترونية، حول المركز وكلفت الهيئة أحد منسوبيها بالوقوف على وضع المركز الصحي الحالي ومشروع الجديد، للتحقق مما تم نشره.
وتبين أن المبنى قديم ومتهالك وبحالة سيئة، وتظهر الشروخ والتشققات في جدرانه، وأن هناك قصورا في أعمال الصيانة والنظافة في المركز، وإهمالا في متابعتها، ووجود أجهزة طبية قديمة ومتهالكة ورجيع من الأجهزة الكهربائية والطبية، وضعت كلها في المستودع بشكل عشوائي.
وأشارت إلى أنه لوحظ وجود نقص حاد في كوادر التمريض، وأن فناء المركز لم يتم إكمال معالجته بمواد البناء، وتعلوه الأتربة والأوساخ، وتبين وجود كسر في أحد أعمدة مظلة سيارة الإسعاف، ما يعرضها للسقوط على مستخدمي المبنى والمراجعين في أي وقت، وهناك تسربات مياه من سقف دورات المياه، كما أن غطاء الخزان الأرضي غير محكم الإغلاق، الأمر الذي يعرض المياه للتلوث ويعرض مرتادي المركز والعاملين فيه للخطر، وأن أدوات النظافة يتم وضعها في دورات المياه بطريقة غير سليمة، كما لوحظ أن باب المختبر من الخشب، وهو غير محكم الإغلاق، كما أن الأدوات المستخدمة في المختبر بدائية ومتواضعة، ويتم حفظ عينات دم المرضى في ثلاجة المختبر إلى جانب الأطعمة ومياه الشرب، واستخدام القطن والشاش في المختبر لإغلاق فتحات التكييف، كما يتم استخدام السطح كمستودع لحفظ الرجيع من الأثاث.
وأضافت أنه تبين أن مشروع مبنى المركز الجديد قد تم انجازه، واتخذ محضر معاينة بتاريخ 11/7 /1432هـ، إلا أنه منذ ذلك التاريخ لم يتم تشغيله إلى الآن، بسبب عدم إيصال التيار الكهربائي.
مستشفى شمال جدة
من ناحية أخرى، أعلنت مديرية الشؤون الصحية في جدة، على لسان مديرها الدكتور سامي باداوود، أنها تأخذ بعين الاعتبار ملاحظات هيئة مكافحة الفساد (نزاهه)، بشأن تأخر إنجاز مستشفى شمال جدة لأكثر من خمس سنوات.
وأكد باداوود لـ «عكاظ» أن الصحة اتخذت الإجراءات المناسبة في حق الملاحظات التي وردت في تقرير نزاهة.
وكان مصدر مسؤول بالهيئة أكد أنه «بمتابعة مشروع مستشفى شمال جدة، كشفت التقارير تأخر تسليم مبنى مستشفى شمال جدة في مدينة جدة، وكلفت الهيئة أحد منسوبيها للوقوف على وضع المستشفى والتحقق من حالته، وتبين لها وجود تأخير في إنجاز المشروع لأكثر من خمس سنوات».
وذكر التقرير أنه تم ترسية المشروع على أساس مستشفى بسعة 300 سرير، بقيمة مقدارها 139.531.539 ريالا، ولمدة 36 شهرا، بدأت من تاريخ تسليم الموقع للمقاول في 24/3/1426هـ، ثم أعقب ذلك تعديل المواصفات، وزيادة السعة السريرية ليصبح المستشفى بسعة 500 سرير ، ما أدى إلى زيادة عدد الأدوار وقسم الكلى، وتوسعة غرفة الأشعة والجراحة، وزيادة حمل الأعمال الكهربائية، وإعادة تصميمها وفق دراسة من إدارة التجهيزات.
وأدى ذلك إلى زيادة في الوقت والتكاليف المادية، الأمر الذي ينبئ بأن الوزارة عندما توجهت إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفى من 300 إلى 500 سرير لم تكن لديها الرؤية الواضحة والدراسات والتصاميم الفنية، وهو ما يؤكده طول المدد الإضافية البالغة 51.5 شهرا، ليكون التاريخ المقرر لانتهاء المشروع هو 8/7/1433هـ.
كما أن الوزارة طلبت إيقاف إنشاء قسم الولادة في المشروع، وتحويله إلى قسم للعناية المركزة، ما أدى إلى توقف المقاول عن العمل مدة 6 أشهر، وبعد فترة تراجعت الوزارة عن هذا القرار، وعاد المقاول للعمل مرة أخرى، وهو ما يوحي بعدم وضوح الرؤية أمام الوزارة لعناصر المشروع، وأن قرارها هذا لم يكن مبنيا على دراسة فنية أملتها الحاجة إلى إيجاد قسم وإلغاء آخر. وطلبت الهيئة من الوزارة إجراء تحقيق فيما صاحب إنشاء المستشفى من توقفات وتعطيل، وتغيير في المكونات والمواصفات، أدت كلها إلى تأخر الاستفادة منه، مع حث الخطى لاستكمال ما تبقى من أعمال المشروع للاستفادة منه في الغرض المنشأ من أجله.