• عقدة السرعة في عصر السرعة، تكلف الناس أكثر من طاقاتهم، وتحملهم فوق استطاعاتهم، حين أخذوا يمتطون صهوات عرباتهم مسرعين أو يتجنبون الطوابير الطويلة مستعجلين لذا استجابت محال تجارية متعددة لهذا الشغف وهذا الجنون، محاولة التفاعل مع هذه العقد البشرية، التي لا يحلها إلا وجود مسيرات للسرعة لذا تجد الطعام واللباس والأدوية والقهوة وغيرها تجهز بسرعة خلال دقائق، مواكبة للغة العصر ولنزق العصري.
حتى المطارات لم تقصر وضعت سيرا متحركا، ومع هذا تجد الناس لا يكتفون بذلك بل أصبحوا يركضون على
السير ..!!
• وبما أن السرعة عمل استثنائي يقدم لك خاصية لا يتمتع بها إلا من أوتي رغبة عارمة في تجاوز أي شيء، وبما أنه عمل لا يقوم به المتأني المتمهل، فإن العصري لديه الرغبة في دفع المقابل بكل يسر ومجانية.
• العصري لديه الرغبة في التضحية بماله وصحته وحياته ودينه وعلمه وعمله!! هناك مقابل مادي ونفسي وصحي ثمين جدا لا يفرق العصري بين النتائج قبل أن يدخل حلبة السباق، المهم أنه يحصل على أشيائه وحاجاته بسرعة وهذه الأشياء يظهر بعد كل نتيجة أنها لا تستحق كل هذه العجلة، وأن السلامة في (تأني) خير ألف مرة من وصول في (تعني):
• الوجبات السريعة لها جناية على الصحة
• سرعة السيارة لها جناية على الروح
• الدراسة السريعة لها جناية على العلم
• الخدمات السريعة لها جناية على العمل
ــ ثم إن خسارة المال عامل مشترك في كل ذلك، وأخشى ما أخشاه أن تواصل المادة تدميرها لمقدرات وشباب الوطن، فبعد أن أوصلت مصانع السيارات عداد السرعة فوق المئتين، أخشى أن تأتي مدارس وجامعات أهلية لتقديم شهادات أو علوم بطريقة سريعة، فتجد إعلانات تجارية (نخرج أبناءكم بسرعة) + (نعلمهم بطريقة سريعة)؟؟ ودعايات للحصول على شهادات عليا في وقت وجيز؟؟ وإعلانات لحشو أسنان وخلعها في دقائق ؟؟!!
• إنها كارثة السرعة التي لم تكتف بالسباق مع الزمن ولا الصراع مع الإنسان وإنما تطورت على السلوك الإنساني.
• وأصبحت صفتا التسرع والتعجل من أبرز صفات أبناء العصر.
انظروا الصور اليومية التي تحملها حقيبة التسرع:
ــ قارئ يحاكم كاتبا دون تأمل وتأن وتؤدة، فيحاكمه غيابيا بطريقة عاجلة فيها تعال ثم يكتشف خطأه!!
ــ رجل يستعجل إذ يتهم آخر بأنه ارتكب جرما ليكتشف بعد ذلك أنه هو نفسه صاحب الجرم !!
ــ أخ يهجر أخاه وقتا طويلا لأنه تعجل في إصدار حكم واكتشاف خطأ لم يكن موجودا أصلا !!.
nrshdan@gmail.com
حتى المطارات لم تقصر وضعت سيرا متحركا، ومع هذا تجد الناس لا يكتفون بذلك بل أصبحوا يركضون على
السير ..!!
• وبما أن السرعة عمل استثنائي يقدم لك خاصية لا يتمتع بها إلا من أوتي رغبة عارمة في تجاوز أي شيء، وبما أنه عمل لا يقوم به المتأني المتمهل، فإن العصري لديه الرغبة في دفع المقابل بكل يسر ومجانية.
• العصري لديه الرغبة في التضحية بماله وصحته وحياته ودينه وعلمه وعمله!! هناك مقابل مادي ونفسي وصحي ثمين جدا لا يفرق العصري بين النتائج قبل أن يدخل حلبة السباق، المهم أنه يحصل على أشيائه وحاجاته بسرعة وهذه الأشياء يظهر بعد كل نتيجة أنها لا تستحق كل هذه العجلة، وأن السلامة في (تأني) خير ألف مرة من وصول في (تعني):
• الوجبات السريعة لها جناية على الصحة
• سرعة السيارة لها جناية على الروح
• الدراسة السريعة لها جناية على العلم
• الخدمات السريعة لها جناية على العمل
ــ ثم إن خسارة المال عامل مشترك في كل ذلك، وأخشى ما أخشاه أن تواصل المادة تدميرها لمقدرات وشباب الوطن، فبعد أن أوصلت مصانع السيارات عداد السرعة فوق المئتين، أخشى أن تأتي مدارس وجامعات أهلية لتقديم شهادات أو علوم بطريقة سريعة، فتجد إعلانات تجارية (نخرج أبناءكم بسرعة) + (نعلمهم بطريقة سريعة)؟؟ ودعايات للحصول على شهادات عليا في وقت وجيز؟؟ وإعلانات لحشو أسنان وخلعها في دقائق ؟؟!!
• إنها كارثة السرعة التي لم تكتف بالسباق مع الزمن ولا الصراع مع الإنسان وإنما تطورت على السلوك الإنساني.
• وأصبحت صفتا التسرع والتعجل من أبرز صفات أبناء العصر.
انظروا الصور اليومية التي تحملها حقيبة التسرع:
ــ قارئ يحاكم كاتبا دون تأمل وتأن وتؤدة، فيحاكمه غيابيا بطريقة عاجلة فيها تعال ثم يكتشف خطأه!!
ــ رجل يستعجل إذ يتهم آخر بأنه ارتكب جرما ليكتشف بعد ذلك أنه هو نفسه صاحب الجرم !!
ــ أخ يهجر أخاه وقتا طويلا لأنه تعجل في إصدار حكم واكتشاف خطأ لم يكن موجودا أصلا !!.
nrshdan@gmail.com