-A +A
إبراهيم خضير (مكة المكرمة)

من أين تأتي معاناة سكان الأربطة الخيرية؟ من قسوة الحياة وشظف العيش والحرمان أم من سوء الخدمات وتهالك المبنى ومشارفة بعضها على السقوط بفعل عوامل التعرية والزمن فالمواقع تلك متهالكة وتفتقر كثيرا لأبسط الخدمات ومقومات الحياة.

الأربطة الخيرية في مكة المكرمة لجأ إليها أصحاب الحاجات مرغمين بسبب ظروف طارئة ومصاعب حياة. بعض تلك الأربطة شيدت قبل عشرات السنين وبعضها قبل أعوام خلت لكن الجامع بينها فقر الخدمات وغياب البيئة النظيفة ووسائل السلامة.

الدفع أو المضايقة

ذكرت لـ «عكاظ» أم عبدالرزاق إحدى النزيلات أنها تدفع مبلغا شهريا للمسؤول الذي يتردد على الرباط بشكل دوري لاستحصال مستحقاته تدفع 150 ريالا في الشهر أي ما يعادل 1800 ريال سنويا وتشرح أم عبدالرازق حالتها وتقول «الجرايد هي التي تزورنا هنا بعد كل فترة وأخرى وتزداد الزيارات في رمضان فنحن مقطوعون إلا من بقايا محسنين يترددون علينا ويعرفون حاجتنا. نعاني هنا من انقطاع المياه. الأوضاع في العمارة تتردى من 4 سنوات لكن الأحوال تتحسن في رمضان.

حر وحرمان

وبينت أم عبد الرازق أن من لا يستجيب لمطالبات مسؤول المبنى بالسداد يتعرض إلى معاملة قاسية وطرق إجبار غير إنسانية مثل قطع الماء والكهرباء عن شقته حتى يخرج مجبورا مع أن أكثر سكان تلك الأربطة من كبار السن والفقراء والمرضى. وليس في قدرتهم الدفع والسداد وزادت أم عبدالرزاق «يجبر سكان الأربطة الخيرية أنفسهم في تحمل العناء من أجل ضمان البقاء لأنه ليس لهم مكان آخر يمكنهم الذهاب إليه فيضطرون لتحمل الحر والحرمان من الماء مقابل شقة متهالكة.

معاناة أم صالح

«أم صالح»، مطلقة تسكن في أحد الأربطة الخيرية في مكة المكرمة، منذ 5 سنوات تقول نجد إعانات ومساعدات من بعض الشبان والشابات الذين يعملون سنويا على المؤونة والكسوة على المحتاجين ومتابعة أحوال الأربطة وسكانها. لكن المشكلة في الأربطة انهيار الخدمات مثل الكهرباء والمياه وطفح المجاري واتساخ مدخل البناية. وأضافت أم صالح إنها تعاني من شح المساعدات المادية وخصوصا في شهر رمضان المبارك وعاتبت الجمعيات الخيرية التي لا تقدم لها أي مساعدات مشيرة إلى أنها تعاني من الضغط والسكر في ظل انعدام الخدمات الصحية وعدم توفير عيادة لسكان الرباط كما تعاني من قلة الدخل المادي بعد بلوغها العقد الخامس من العمر فهي غير قادرة على العمل أو إيجاد مصدر دخل يضمن لها حياة كريمة. وتقول إنها لا تستطيع حتى القيام بنظافة شقتها الصغيرة المكونة من غرفة وصالة ودورة مياه ضيقة ومتهالكة فكان واضحا رداءة المسكن وتهالك جدرانه وضيق ممراته وتشابك أسلاك الكهرباء في بعضها ما يسبب الخوف والذعر للسكان.

وتوجهت «عكاظ» إلى رباط آخر لا يقل سوءا عن السابق فكان واضحا من مظهر الرباط الخارجي ومدخل العمارة أنه غير مناسب. وذكر العم محمد المطري الذي يبلغ من العمر 75عاما متذمرا من ضيق مدخل الرباط واختلاط اسلاك الكهرباء مع بعضها البعض وتأكل في سلالم الرباط والتدني في بنيان السكن (نسكن هنا 13 عاما ولا أحد يسأل عن حالنا.. أعاني من مصاريف العلاج الباهظة التي لا أستطيع توفيرها وأيضا فواتير الكهرباء والماء وأنا أعول 7 أشخاص في شقه ضيقة متهالكة).