-A +A
محمد علي السبيعي (الخرمة)
يحفل صيام الأطفال بالعديد من المفارقات الطريفة والمواقف الجميلة التي ترسخ في الأذهان ولا تنسى بسهولة، فأول يوم صيام يبقى في الذاكرة، يسترجعه المرء كلما جاء الحديث عن رمضان والامتناع عن الأكل والشرب، وغالبا ما يشجع الآباء صغارهم على الصوم في بادئ الأمر بالتدرج من خلال التحفيز المادي والمعنوي، وكثيرا ما يعيش الأطفال مواقف طريفة خلال البدء في أداء الركن الرابع، وغالبيتها يدور حول تناول الطعام والشراب خلسة، على مبدأ «الصوم خلف الزير» وفقا للمثل الشعبي الدارج.
أوضح طالب المتوسطة مشعل نايف السبيعي أنه بدأ الصيام بالتدريج وهو في التاسعة من عمره، ملمحا إلى أنه في بادئ الأمر صام حتى صلاة العصر، وبعد فترة تمكن من إكمال الصيام وإتمامه مع أذان المغرب، ملمحا إلى أن والديه شجعاه على إكمال الصيام.

بينما، أفاد طالب الصف السادس محمد سيف السبيعي أنه بدأ الصيام منذ الصف الأول تدريجيا وحين بلغ الصف الثالث تمكن من صيام الشهر كاملا، مستذكرا العديد من الطرائف التي عاشها خلال محاولته الصيام في بادئ الأمر منها تسلله للمطبخ خلسة وتناول المياه أو بعض الطعام دون أن يراه أحد، حتى كشفه شقيقه الأصغر، وأخبر والديه وجميع أفراد الأسرة أثناء اجتماعهم لتناول وجبة الإفطار.
إلى ذلك، أوضح طالب الصف السادس علي الشريف أن لوالده دور كبير في ترغيبه بالصيام بالتدرج، إضافة إلى منحه 10 ريالات مقابل صيام اليوم الواحد.
بدوره، وصف معلم التربية الإسلامية محسن مطلق السبيعي محاولة الآباء تعويد أبنائهم على الصيام في سن مبكر بـ«البادرة الطيبة»، مشيرا إلى أن ذلك يحفزهم نحو أداء ركن الصوم، مستشهدا بحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): ((علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر))، موضحا أن بعض الأسر تقدم الدعم المادي والمعنوي لأبنائها من أجل تعويدهم على هذه العبادة.
في حين، رأى إمام جامع خادم الحرمين الشريفين بالخرمة الشيخ إبراهيم عبدالعزيز الحجي تعويد الطفل على الصيام مكرمة إنسانية مهمة، ملمحا إلى أنها تعودهم على فعل الطاعة ومشاركة الأهل في هذه الفريضة.
وبين أن التشجيع والتحفيز والمكافآت تشجع الطفل على أداء الفريضة وتدربه على الطاعة، منبها إلى أن الطفل إذا لم يستطع الصيام فلا يؤمر به حتى يبلغ.