-A +A
غازي فلمبان
تشهد العشر الأواخر من رمضان هذا العام وبالتحديد يومى 26و27 من هذا الشهر الكريم حدثا تاريخيا حيث تستضيف المملكة في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة قادة العالم الإسلامي في مؤتمر التضامن الإسلامي التشاوري وهي قمة إسلامية استثنائية لما تمر به الأمة الإسلامية من ظروف حرجة بادر للدعوة إليها خادم الحرمين الشريفين الذي شغلته هموم الأمة العربية والإسلامية وقضاياها فترجم إحساسه بالمسؤولية إلى خطوات عملية لحل مشكلات الأمة وتوحيد كلمة المسلمين وحرصه أن تكون هذه القمة في أيام وليال مباركة من هذا الشهر الفضيل مما يستوجب علينا جميعا كمواطنين ومقيمين المبادرة والمساهمة بالنية الخالصة لله تعالى لأجل إنجاح هذه القمة والأجر في ذلك كبير بإذن الله، فالتضامن الإسلامي هدف نبيل يحقق الخير للبشرية في العالم الإسلامي وهو الطريق إلى حل قضايا الأمة الإسلامية وما من مسلم على وجه الأرض إلا ويتعاطف مع المستضعفين في سوريا وفلسطين وبورما ويتألم لأوضاعهم ولايتردد أبدا لمساندتهم ودعمهم ونحن هنا في هذا البلد المعطاء يقدم الشعب الوفي أروع صور التلاحم في العون والمساعدة والإغاثة الإنسانية لشعوب العالم الإسلامي عند الأزمات ولن يتردد أبدا فى مناسبة القمة في رحاب مكة المكرمة لدعم الجهات الأمنية والجهات المنظمة للمؤتمر بالتفهم التام والتعاون الكامل لإتاحة الفرصة أمام ضيوف بيت الله الحرام الذين قصدوا مكة المكرمة لمسعى الخير للأمة الإسلامية فيكونون بذلك قد شاركوهم النجاح والأجر. وأحسب أن سكان مكة المكرمة وهم أهل النبل والكرم يقومون الليالي المباركة من العشر الأوخر في مساجد الأحياء فهي لاتقل في درجات الأجر عن الصلاة في المسجد الحرام طالما كانت في حدود الحرم بل يضاف إليها أجر الإيثار إن صدقت النية لتخفيف الزحام على ضيوف بيت الله الحرام المعتمرين ووفود القمة، وبهذه النية يمكن لمن تعود تكرار العمرة في رمضان أن يجعلها عمرة واحدة هذا العام ولمن اعتاد أن يأتي بالعمرة في ليلة السابع والعشرين من رمضان أن يقدمها أو يؤخرها ولمن أقام في أحد فنادق مركزية الحرم والصفوف موصولة إليها ومكبرات الصوت تصلها أن يصلي في قاعات الفندق المخصصة للصلاة ولا يجهد نفسه بمزاحمة المصلين في أروقة المسجد الحرام.
أنا شخصيا اعتدت قيام ليالي العشر الأخيرة من رمضان في مصلى وقف الملك عبدالعزيز على مدار ثلاث سنوات مضت، ولكن هذا العام أجد نفسى ميالا للإيثار على نفسي لمن هم أولى بالمكان مساهمة مني لوجه الله في تخفيف الزحام ودعم السكينة.

إن من أبسط الشعور بالمسؤولية الوطنية التعاون مع رجال المرور في الليالي العشر وعدم الوقوف بالمركبات في الأماكن المحظورة في مركزية الحرم حيث يسبب ذلك إعاقة لحركة الحشود، وأرى مناسبا أن تتضاعف الغرامات في الأوقات الحرجة ولابد كذلك من منع افتراش الباعة والمتسولين في وسط ممرات المشاة من وإلى الحرم. ولعله من المناسب أيضا خلال النصف الثانى من العشر الأواخر التركيز على تخفيف حشود المركبات في مركزية الحرم ومحيطها والتخفيف على مواقف كدى باعتبار أن مخرجاتها تصب عند وقف الملك عبدالعزيز أي في دائرة منطقة المؤتمر وذلك بتوجيه الحركة إلى جهة المسعى عبر نفق طريق الملك عبد العزيز للمشاة وتشغيل رحلات ترددية عبر نفق المشاة إلى مواقف للمركبات التي يمكن أن تكون في ساحة الجمرات بمنى.
ومن الحلول الأخرى لتخفيف حشود المركبات داخل مكة المكرمة أن يقيد فرز المركبات في مداخل مكة المكرمة للقادمين من جدة أو الطائف حتى صلاة المغرب وبعدها يتم حجز كافة المركبات دون فرز في مواقف الحجز ليكون الانتقال إلى مكة المكرمة بواسطة حافلات النقل العام من بعد صلاة المغرب وحتى الثانية صباحا..
إن المملكة وهي تحتضن الحرمين الشريفين تقوم بمسؤوليتها الدينية تجاه المسلمين على أكمل وجه فتيسر لهم الصلاة والعمرة والحج والزيارة بكل أمن وأمان وراحة وطمأنينة ويشهد لها بذلك كل مواطن ومقيم وزائر ومعتمر وحاج، وإن التوسعة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمشاريع التطويرية لها إنما هي تجسيد لاهتمامه حفظه الله بتيسير الراحة للحجاج والمعتمرين والزوار ويمتد هذا الاهتمام بقضايا المسلمين في شتى أنحاء المعمورة بما يحقق أمنهم واستقرارهم، وهو تاج فخر واعتزاز لكل مواطن ومن حقه أن يشهد ذلك قادة الأمة الإسلامية وشعوبها فلنكن جميعا عونا للجهات الأمنية والمنظمين لإنجاح القمة الإسلامية.. وبالله التوفيق والسداد.