قبل انتهاء دورة المشاهدة الرمضانية في مختلف القنوات العربية عامة وخاصة طرحنا في «عكاظ» الإلكترونية لقرائنا استفتاء كان محوره: ما هو موقفك كمشاهد تلفزيوني من مسلسل الفاروق «عمر» رضي الله عنه ؟ حيث طالب 4015 صوتا يشكلون نسبة 53.21 بإيقاف المسلسل، في حين رأى 1619 يشكلون نسبة 21.46 بعدم ممانعتهم من مشاهدة المسلسل، بينما فضل 1569 يشكلون نسبة 20.80 الأخذ برأي هيئة كبار العلماء، وقال 342 أي ما نسبته 4.53 لم أتخذ قرارا حيال ذلك حتى الآن.
وحول تحليل الفنانين والنقاد لقيم هذه النسب قال الفنان الكبير محمد حمزة: تابعت المسلسل وليس من اعتراض عندي على تجسيد شخصية عمر إلا أنه ليس هناك في رأيي من يستطيع أن يشخص عمر الذي قرأناه طوال أعمارنا بل وصنعنا له تخيلا في ذاكرتنا، ثم دعني أقول لك أن العمل كبير كتابة وإخراجا، ولكن أداء الممثلين كلهم بلا استثناء كان ضعيفا ولا يرقي إلى تجسيد شخصيات العمل الذي لم يستطع فيه مجسد عمر إيصاله لي كمشاهد، حيث لم تعط الشخصية حقها الكامل من التوصيف بعفوه وسماحته وقوته وجبروته، بينما استطاع الداعية عمرو خالد الذي كان في رمضاننا هذا يسرد شخصية عمر أن يقنعني بمجرد الرواية والسرد بشخصية عمر الذي يسكن وجداننا، فشخصية عمر التي لا أعترض على تجسيدها إذا كان هناك الممثل الكفؤ الذي يجسده.
ومن جهته، قال الناقد والكاتب المسرحي هاني إبراهيم المدني: فيما يخص مسلسل عمر بن الخطاب هناك أخطاء كثيرة من وجهة نظري أولها دبلجة الصوت (صوت سامر إسماعيل الذي لعب دور عمر بن الخطاب) الذي استبدله المخرج حاتم علي بصوت الفنان أسعد خليفة صاحب الصوت المميز، هنا نجد أن الشخصية الحركية لا تحاكي الشخصية الصوتية من حيث الحركة والانفعالات، فكنت أرى الممثل وكأنه رجلا آليا يتحرك بطريقة والصوت يعبر بطريقة أخرى، فرأينا شخصية عمر يلعبها اثنان، أحدهما حركي والثاني صوتي ولم يلتقيا كثيرا، ثم لم نر جديدا يدرس للأجيال القادمة عن شخصية عمر، لم نرى عبقريته .. ولا حزمه المعروف ولا هيبة عمر التاريخية، كما أنه في إحدى الحلقات رفع يده اليسرى في الدعاء، فكيف لم يلحظها المخرج أو من راقب المسلسل وهذه لم يفعلها عمر قط، كما أظهر المسلسل بطريقة ما كره عمر لخالد بن الوليد وإن كان ذلك ضمنيا في السياق، وعمر لم يكره أحدا من الصحابة، عموما الإنتاج كان جيدا والتسويق جيد جدا، وأنا لم أقتنع أبدا بهذه الشخصية بأنها ستوصل معلومة يؤخذ بها عن عمر بن الخطاب، ويبقى هذا رأيي الشخصي. ويقول المنتج والشخصية الفاعلة في الدراما العربية تلفزيونيا محمد الغامدي رئيس مجلس إدارة جمعية المنتجين والموزعين السعوديين: لم أر العمل، وسجلت موقفا مبدئيا من ذلك لسببين أولا أنا لم أقتنع بأن تجسد شخصية عمر (رضي الله عنه) أبدا وعلى أي نحو فما بالك وأنا اقرأ أثناء التحضيرات أن الخلفاء الأربعة مجسدين فيه، ثانيا لأنني لم اقرأ عبقرية عمر لعباس محمود العقاد ولا أي توثيق عنه (رضي الله عنه) لذا خشيت أن يقنعني العمل في سرد غير صحيح عن عمر بن الخطاب ويبقى في مخيلتي أو أنني أعتقد بصحة إسقاط ما.