-A +A
عبدالله الحارثي (جدة)
بعد عام من انتقاله من امارة منطقة المدينة المنورة الى امارة منطقة مكة المكرمة، عاد صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز الى طيبة الطيبة ولكن هذه المرة كضيف شرف لحضور حفل جائزة المدينة المنورة في عامها السابع. وقال سموه: اعود الى مدينة الايمان والنور واهلها الاحباء قلبا داعيا ويدا ضارعة ونفسا خاشعة تقبل مسجدها وروضتها.. مآذنها وبقيعها.. دروبها ودورها وكل حبة رمل مشى عليها محمد بن عبدالله والاطهار الابرار من صحبه الكرام ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.. فقد شرف الاقامة فيها سنين.. كانت وكأنها ايام صباحها ضياء ومساؤها نور وما بينهما بركة تخلفها بركة ونفحات تتبعها نفحات وخير يسبقه ويلحقه خير وكان فضل الله عليّ كبيرا عندما شرفني بخدمتها والسهر عليها والعمل ما وسعني الجهد على اسباب تطورها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في ظل رعاية ودعم بلا حدود وعندما غادرتها للعمل اميرا لمنطقة مكة المكرمة لم تغادرني ولم تبرحني فارقتها جسدا ولم تفارقني روحاً فهي القلب ايمانا وفي العقل يقينا وفي الفؤاد بردا وسلاما وهي بحق لؤلؤة المدن وجوهرتها وواسطة عقدها منها هبت سنائم التوحيد وانطلقت جنود الحق واليها يأرز الايمان كما قال صلوات الله عليه وسلم.وعندما فكرت قبل احد عشر عاما مع نخبة كريمة من ابناء المدينة وابناء الوطن عامة في اقامة جائزة المدينة المنورة السنوية بفروعها الثلاثة البحث العلمي والخدمات العامة والنبوغ والتفوق الدراسي تقديرا للعلماء والباحثين واعترافا بفضل رواد الخدمات العامة وتشجيعا واكبارا للنابغين والنابغات من ابنائنا وبناتنا في شتى حقول المعرفة والتحصيل الدراسي وسهرنا معا في صياغة مفردات وتفاصيل هذه الجائزة مجلسها وامانتها ولجانها وجوائزها واحتفالها السنوي.. وانعقد احتفالها الاول في عام 1415هـ لم اكن اتوقع ذلك النجاح الذي حققه اول مرة ثم تواصل في ما بعد عاما بعد عام ولكنها بركة المدينة وخيرها والدعاء الذي حظيت به من خير الانام لتصبح تلك الاحتفالية مناسبة اسلامية عربية وطنية لتكريم العلماء والرواد والمبدعين في شتى الحقول يتطلع اليها الجميع في كل عام ليكونوا فرسانها ونجومها وتتطلع اليها النخب الاسلامية والعربية والوطنية لتشارك فرسانها لحظات تكريمهم والاحتفاء والاحتفال بهم.
ولقد كنت على ثقة من اخي صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز وقد شرفه الله بخدمة المدينة المنورة واهلها والعناية بمشاريعها وخططها الآنية والمستقبلية سيدفع بهذه الجائزة لتكون معلما حضاريا ثقافيا سنويا تتسابق الاجيال المتعاقبة على شرف نوالها فقد عرفته مخلصا دؤوبا كريم الخلق والفعل يمتلئ قلبه طموحا وتشتعل آماله رغبة في ارتياد افاق العمل الحضاري الابداعي الانساني احسب ان هذه الجائزة ترسم بعض ملامحه وتحمل بعضا من صورته.
واستطرد سموه بقوله دعوني اصارحكم القول وقد كان لي مع تلك النخبة الكريمة من اخواني في المدينة المنورة وخارجها شرف اشعال شمعة هذه الجائزة بكل معانيها النبيلة وقيمها الاصيلة واهدافها السامية بانها لم يخطر ببالي انني سأكون يوما احد المرشحين لنيلها والفوز بها فما قدمته لطيبة واهلها الطيبين خلال تشرفي بخدمتها وخدمتهم لم يكن الا حبا فيها وفي اهلها وبركة استزيد منها وقربى اتلمس بها رضا الله ورسوله لا استحق عليها ثناء او ثمنا فضلا عن جائزة رفيعة كهذه الجائزة ولكنها لفتة الوفاء من سمو رئيس مجلس الجائزة ومن اعضائها ارادوا ان يطوقوا بها عنقي ليرسخوا بها معاني الشكر لمن احسن والثناء علي ولكنني وانا اتقبل هذه الجائزة بمشاعر تفيض بالاعتزاز والشكر فانني استأذنهم في ان ارفع هذه الجائزة لمقام رجلها الأول الذي لولا تبنيه لها ودعمه لمشروعها ومتابعته لسيرها عاما بعد عام لما كانت، انه عبدالله بن عبدالعزيز الذي علمنا بصمته كيف تتحدث الاعمال وعلمنا بحكمته كيف تكون الافعال خيرا من الأقوال.

أهم مسوغات فوز سموه
أولا: في مجال الخدمة الاجتماعية
- انشاء الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بالمدينة المنورة ورئاسة مجلس ادارتها.
- رئاسة مجلس ادارة جمعية البر وتطويرها.
- انشاء جائزة المدينة المنورة.
- انشاء مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة.
- تأليف لجنة التنسيق بين الجمعيات الخيرية بالمدينة المنورة.
ثانيا: في مجال الخدمات العامة والمرافق:
- عناية سموه بمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف والمواقف والساحات المحيطة به.
- رئاسة سموه للجنة التنفيذية لتطوير المنطقة المركزية.
- رئاسة سموه لمجلس ادارة مصلحة المياه والصرف الصحي وتطوير اعمالها بصورة واضحة وجلية.
- انشاء لجنة التنسيق والمتابعة لاعمال الحج التي تمكنت -بعون الله- من رفع مستوى الاداء لخدمة الحجاج، وتوحيد جهات الخدمات وتنسيقها في مركز واحد تحت ادارة واحدة.
- جهوده الكبيرة في اعتماد مشروع طريق القصيم - المدينة المنورة -ينبع- رابغ.
ثالثا: في مجال النشاط الاقتصادي:
- انشاء شركة «طيبة للاستثمار» وما تفرع عنها من شركات اضافت الكثير من اقتصاد المنطقة.
- تأسيس مهرجان المدينة المنورة لتفعيل النشاط السياحي في المدينة المنورة والمنطقة المركزية.
- متابعة ودعم مشروعات الهيئة الملكية الصناعية بينبع.
- اهتمام سموه البالغ بتنمية وتطوير القوى العاملة في المنطقة ونجاحه في تسخير كافة الامكانات المتاحة لخدمة هذا الغرض.
رابعا:
- اعتماد مشروع المخطط الهيكلي للمدينة المنورة.
- البدء في مشروع المخطط الاقليمي لمنطقة المدينة المنورة.
- وضع ضوابط عمرانية لمباني المنطقة المركزية تعتمد على اسس العمارة الاسلامية والعمارة التقليدية بالمدينة المنورة.