يجب أن نضع العلاقة بين الإسلام والغرب فى إطارها الأشمل، حتى لاتكون ضحية للتجاذبات بين الفعل ورد الفعل؛ لأن العلاقة بين العالم الإسلامى والغرب علاقة حتمية لامفر من ضبطها، ووضع الأطر اللازمة لها. وهناك عشرات العوامل التى تدعو إلى الاهتداء إلى صيغة واضحة لضبط هذه العلاقة، فلم يعد صالحا للمستقبل أن نجتر أحزان الماضي. ذلك أن هذا الماضي الذى يبلغ عشرات القرون قد مر بعدة مراحل من الانطلاق الإسلامى نحو أوروبا على موجتين كبيرتين. وفى القرنين الأخيرين عانت منطقتنا من الاستعمار الغربى الذى انطلق قبل نهاية العصور الوسطى فى القرن الخامس عشر، وكانت الحروب الصليبية المتعددة التى غطت أكثر من ثلاثة قرون قد ملأت البحر الأبيض دماء وأحقادا . أما في العصر الحديث وبشكل خاص بعد الحرب العالمية الثانية فقد تشكل العالم على أساس العلاقات الدولية الحديثة، وأعيدت مرة أخرى نزعة التضامن الإسلامي، وتشابكت المصالح بين المسلمين والغرب كما تعددت المؤامرات الغربية على المسلمين. ومما لا شك فيه أن ثورات المسلمين ورغبتهم فى توضيح الإسلام الصحيح، ورفض التبعية والعمل معا من أجل سلام البشرية، ووجود أقليات إسلامية فى أوروبا والولايات المتحدة يظهر حقيقتين لابد من إدراكهما وهما: أن الكيد للإسلام لن يتوقف مقابل اتساع دائرة الإسلام، وتزايد أعداد الداخلين فيه، والحقيقة الثانية هي أن المصالح المشتركة بين المسلمين والغرب تتزايد، والمخاطر المشتركة تتضح، وأن التعاون هو الأولى من الصدام مما يوجب الحوار بين الطرفين. ويبدو أن مناخ الحرية فى أوروبا استخدم ذريعة للتستر على حرية الإساءة إلى المسلمين دون غيرهم مما يوجب تشكيل مجلس أعلى للتنسيق بين العالم الإسلامى والغرب لاحتواء ما يطرأ دائما من مفاجآت، وألا نسمح بأن يكون رد الفعل الإسلامى عصبيا وضارا.
وأخيرا نذكر بأهمية تنشيط فكرة الحوار بين أتباع الأديان التى تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدريد والتي تعتبر الحل الأمثل للصراع مع الغرب والتي ستتحول إلى وفاق لوانتهجنا فكرة الحوار .
وأخيرا نذكر بأهمية تنشيط فكرة الحوار بين أتباع الأديان التى تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدريد والتي تعتبر الحل الأمثل للصراع مع الغرب والتي ستتحول إلى وفاق لوانتهجنا فكرة الحوار .