في ذاكرة مدير مغسلة جامع المهاجرين في مكة المكرمة سامي الصبياني الكثير من المشاهد والمواقف التي تستنهض الدموع من العين عن قصص الموتى، مواقف مؤثرة لا زالت -كما قال- عالقة بذاكرته..
عن ذلك يقول: لا يقتصر عملنا في تغسيل الميت فحسب بل نقل المتوفى من المستشفى الى المغسلة ليغسل ويكفن ثم ينقل الى الحرم ليصلى عليه ثم ينقل الى المقبرة ولا نترك «اهل الميت» حتى ينتهوا من دفن ميتهم بل وهناك من يطلب منا بعد الانتهاء من الغسيل ان نذهب بالجنازة الى البيت ليسلموا عليه أهله واحبابه ومحارمه من النساء الذين لم يحضروا الى المغسلة ونقوم بهذا تخفيفاً ومواساة لاصحاب الجنائز، وعن مشاهداته للمواقف التي عايشها وسمع بها، يقول: « من المواقف المؤثرة التي مازالت في ذاكرتي ولن انساها هي عندما ذهبنا الى المقبرة بعد أن صلينا على جنازة في الحرم المكي الشريف ونحن نحمل النعش متجهين الى المقبرة وعندما وصلنا عند القبر انزلنا النعش من على اكتافنا وكان معنا خال «المتوفى» فلما وضعنا الجنازة فوق القبر نظر خال المتوفى الى القبر ثم تحرك قليلاً فسقط مغشياً عليه فحركناه فاذا هو جثة هامدة ففاضت روحه الى الحي القيوم فأسرعنا بانزال المتوفى الى القبر ودفناه، وبالنعش الذي حملنا به المتوفى حمل به خاله الى المستشفى ومن ثم الى المغسلة ومنها الى الحرم ثم دفن بجوار ابن اخته».ومن القصص المؤثرة المحزنة «في الحادي عشر من شهر ذي الحجة عام 1426هـ وبعد صلاة العشاء وأمام مغسلة الجامع وكان هناك مجموعة من أهل الجنائز ينتظرون انتهاء جنائزهم، كان هناك شاب صغير في السن يقود سيارة باتجاه المغسلة ولم يستطع السيطرة عليها وانقلبت عدة قلبات واستقر تحت السيارة فهرعنا مسرعين الى مكان الحادث بجوار المغسلة واخرجناه من تحت السيارة وهو في اخر رمق من حياته يصارع الموت وكان ايضا يصارع الآلام وكان به صعوبة في التنفس والكلام، ويأتي «صاحبه» ويقول له قل «لا إله إلا الله» وقد نطق الشهادة وانتقل الى الرفيق الاعلى».ويروي الصبياني قصة وفاة لبعض افراد اسرة فيقول «قامت عائلة مكونة من الاب والام وابنائهم الخمسة برحلة من مكة الى الهدا بالطائف ووصلوا سالمين فرحين مسرورين وقاموا بإنزال الامتعة وبعض الاغراض الخاصة بالنزهة في احد المنتزهات المجاورة للخط السريع بعد نقطة التفتيش، وهم الاب بالذهاب الى المطاعم المجاورة للمنتزه لشراء الغداء وبعض المشروبات فقام الابن سليم وامه واخته الصغيرة واخوه الاصغر.. وقالوا نحن نذهب «لأن أباهم اعرج بسبب كسر في رجله» فذهبوا الى المطعم وقاموا بشراء الغداء وما يحتاجون اليه وفي طريق رجعتهم الى مكان مستقرهم في الشارع المقابل تأتي الفاجعة والمصيبة الكبرى وهم قاطعي الطريق لسير مسلكهم متجهين الى مكان نزهتهم، واذا بأحد السائقين المتهورين يقوم بدهسهم جميعا امام ناظريه الاب المشفق على ابنائه والزوج الحنون لزوجته وكان يقوم ويسقط من هول ما رأى، وما ألم به وهو يقول «دهس أبنائي وزوجتي» ويمسك الزوجة واذا هي جثة هامدة مستلقية على الارض ممددة ويمسك الابن الاكبر واذا به رحل مع امه والابن الاصغر كذلك، وكان الاب يناديهم ولكن دون جدوى، ولم يبق معه سوى الطفلة الصغيرة وأحد أبنائه الذي كان جالساً معه ولم يرافقهم الى المطعم».ويكمل لنا «الصبياني» قائلاً: «اتصل أحد اصدقاء الرجل من مكة على جوال المغسلة ورددت عليه وتم التنسيق للذهاب الى الطائف واستلمت الجنائز بعد انهاء جميع الاجراءات ونحن راجعون الى مكة المكرمة جلس الاب في الكرسي الامامي في سيارة الاسعاف وابناه بجانبيه، ويسألون والدهم أسئلة محزنة تقطع نياط القلوب لماذا ماما نائمة هي واخواني؟ ويقول الأب: كانت خير زوجة كان موقفا مبكيا للجميع ولا يزال ذلك الرجل يأتي للمغسلة فترة بعد اخرى ويقول: كيف أنسى المكان الذي قام بتغسيل زوجتي وأولادي».ويذكر لنا الصبياني موقف اخر في شهر رمضان 1426هـ جاءت عائلة لاداء مناسك العمرة وفي اثناء الطواف وفي الشوط الرابع قال الاب لابنه «أحس بضيق في نفسي والم جهة قلبي»، فقال له ابنه: قف واشرب من زمزم وارتح قليلاً وبعد ذلك نكمل الطواف فقال له الاب: نريد ان نكمل الطواف وبعدها بينما هو في الطواف وبالقرب من الحجر الاسود سقط على الارض ومات والده، ولكن أين؟ وفي أي حال؟ وفي أي مكان؟ وفي أي زمان؟ وبجوار ماذا؟ «اللهم إنا نسألك أن تختم بالصالحات آجالنا وان تميتنا على طاعتك يا أكرم الأكرمين».واخر مشاهدات الصبياني: في موسم الحج الماضي وعندما شرعوا بغسل رجل كانت بيده «الجمرات» هذا الرجل من ضحايا التدافع الذي وقع بجوار الجمرات، وآخر وجدت في جيبه الجمرات داخل كيس صغير.
عن ذلك يقول: لا يقتصر عملنا في تغسيل الميت فحسب بل نقل المتوفى من المستشفى الى المغسلة ليغسل ويكفن ثم ينقل الى الحرم ليصلى عليه ثم ينقل الى المقبرة ولا نترك «اهل الميت» حتى ينتهوا من دفن ميتهم بل وهناك من يطلب منا بعد الانتهاء من الغسيل ان نذهب بالجنازة الى البيت ليسلموا عليه أهله واحبابه ومحارمه من النساء الذين لم يحضروا الى المغسلة ونقوم بهذا تخفيفاً ومواساة لاصحاب الجنائز، وعن مشاهداته للمواقف التي عايشها وسمع بها، يقول: « من المواقف المؤثرة التي مازالت في ذاكرتي ولن انساها هي عندما ذهبنا الى المقبرة بعد أن صلينا على جنازة في الحرم المكي الشريف ونحن نحمل النعش متجهين الى المقبرة وعندما وصلنا عند القبر انزلنا النعش من على اكتافنا وكان معنا خال «المتوفى» فلما وضعنا الجنازة فوق القبر نظر خال المتوفى الى القبر ثم تحرك قليلاً فسقط مغشياً عليه فحركناه فاذا هو جثة هامدة ففاضت روحه الى الحي القيوم فأسرعنا بانزال المتوفى الى القبر ودفناه، وبالنعش الذي حملنا به المتوفى حمل به خاله الى المستشفى ومن ثم الى المغسلة ومنها الى الحرم ثم دفن بجوار ابن اخته».ومن القصص المؤثرة المحزنة «في الحادي عشر من شهر ذي الحجة عام 1426هـ وبعد صلاة العشاء وأمام مغسلة الجامع وكان هناك مجموعة من أهل الجنائز ينتظرون انتهاء جنائزهم، كان هناك شاب صغير في السن يقود سيارة باتجاه المغسلة ولم يستطع السيطرة عليها وانقلبت عدة قلبات واستقر تحت السيارة فهرعنا مسرعين الى مكان الحادث بجوار المغسلة واخرجناه من تحت السيارة وهو في اخر رمق من حياته يصارع الموت وكان ايضا يصارع الآلام وكان به صعوبة في التنفس والكلام، ويأتي «صاحبه» ويقول له قل «لا إله إلا الله» وقد نطق الشهادة وانتقل الى الرفيق الاعلى».ويروي الصبياني قصة وفاة لبعض افراد اسرة فيقول «قامت عائلة مكونة من الاب والام وابنائهم الخمسة برحلة من مكة الى الهدا بالطائف ووصلوا سالمين فرحين مسرورين وقاموا بإنزال الامتعة وبعض الاغراض الخاصة بالنزهة في احد المنتزهات المجاورة للخط السريع بعد نقطة التفتيش، وهم الاب بالذهاب الى المطاعم المجاورة للمنتزه لشراء الغداء وبعض المشروبات فقام الابن سليم وامه واخته الصغيرة واخوه الاصغر.. وقالوا نحن نذهب «لأن أباهم اعرج بسبب كسر في رجله» فذهبوا الى المطعم وقاموا بشراء الغداء وما يحتاجون اليه وفي طريق رجعتهم الى مكان مستقرهم في الشارع المقابل تأتي الفاجعة والمصيبة الكبرى وهم قاطعي الطريق لسير مسلكهم متجهين الى مكان نزهتهم، واذا بأحد السائقين المتهورين يقوم بدهسهم جميعا امام ناظريه الاب المشفق على ابنائه والزوج الحنون لزوجته وكان يقوم ويسقط من هول ما رأى، وما ألم به وهو يقول «دهس أبنائي وزوجتي» ويمسك الزوجة واذا هي جثة هامدة مستلقية على الارض ممددة ويمسك الابن الاكبر واذا به رحل مع امه والابن الاصغر كذلك، وكان الاب يناديهم ولكن دون جدوى، ولم يبق معه سوى الطفلة الصغيرة وأحد أبنائه الذي كان جالساً معه ولم يرافقهم الى المطعم».ويكمل لنا «الصبياني» قائلاً: «اتصل أحد اصدقاء الرجل من مكة على جوال المغسلة ورددت عليه وتم التنسيق للذهاب الى الطائف واستلمت الجنائز بعد انهاء جميع الاجراءات ونحن راجعون الى مكة المكرمة جلس الاب في الكرسي الامامي في سيارة الاسعاف وابناه بجانبيه، ويسألون والدهم أسئلة محزنة تقطع نياط القلوب لماذا ماما نائمة هي واخواني؟ ويقول الأب: كانت خير زوجة كان موقفا مبكيا للجميع ولا يزال ذلك الرجل يأتي للمغسلة فترة بعد اخرى ويقول: كيف أنسى المكان الذي قام بتغسيل زوجتي وأولادي».ويذكر لنا الصبياني موقف اخر في شهر رمضان 1426هـ جاءت عائلة لاداء مناسك العمرة وفي اثناء الطواف وفي الشوط الرابع قال الاب لابنه «أحس بضيق في نفسي والم جهة قلبي»، فقال له ابنه: قف واشرب من زمزم وارتح قليلاً وبعد ذلك نكمل الطواف فقال له الاب: نريد ان نكمل الطواف وبعدها بينما هو في الطواف وبالقرب من الحجر الاسود سقط على الارض ومات والده، ولكن أين؟ وفي أي حال؟ وفي أي مكان؟ وفي أي زمان؟ وبجوار ماذا؟ «اللهم إنا نسألك أن تختم بالصالحات آجالنا وان تميتنا على طاعتك يا أكرم الأكرمين».واخر مشاهدات الصبياني: في موسم الحج الماضي وعندما شرعوا بغسل رجل كانت بيده «الجمرات» هذا الرجل من ضحايا التدافع الذي وقع بجوار الجمرات، وآخر وجدت في جيبه الجمرات داخل كيس صغير.