-A +A
عامر أرناؤوط
لم تفلح «توضيحات» السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي، ولا التصاريح المتتالية كمصادر في وزارة الخارجية الإيرانية في التخفيف من وطأة التصريح الواضح للجنرال محمد علي الجعفري القائد الأعلى لحرس الثورة «الباسداران» الذي أطل فيه جازما وجود ما أسماه بخبراء ومستشارين في كل من لبنان وسورية، وقد فاته بالطبع الحديث عن وجودهم في البحرين والإمارات فضلا عن اليمن وأفغانستان.تصريحات هذا المسؤول الرفيع الذي يعين مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي والذي تتجاوز صلاحياته في بعض الأحيان قيادة أركان الجيوش النظامية الإيرانية جاءت على وقع الحراك السياسي العربي والدولي بشأن ترتيبات الأزمة في سورية، وما يمكن أن تؤدي إليه مساعي المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي في إقناع الأطراف الداخلية والخارجية بالجلوس على طاولة الحل السياسي لإخراج ما تبقى من سورية من مخاطر الانهيار الأكبر الذي بات الكل يؤكد أن تداعياته لن يسلم منها أحد. فالجانب الإيراني الجالس على طاولة لجنة الاتصال في القاهرة التي ضمت مصر وتركيا لا يتصرف كوسيط، بل يريد فرض معادلة الشريك على الواقع السوري مستلهما النموذج العراقي الذي حمل إيران على التدخل في عمق التركيبة السكانية، متخذة من بعض ضعاف النفوس حصان طروادة للدخول إلى ما كانت تحلم به. فإذا كان النظام السوري لا يدري مع من يتعامل فعلى أطراف الرباعية أن لا يسمحوا لهذا الثعلب الفارسي بالنوم هانئا في حظيرة العروبة؛ لأن بلدا كإيران غير قادر على تحمل فكرة الاعتراف «بالخليج العربي» ويصر باستمرار على تسميته المزعومة بالخليج الفارسي. لا أعتقد أن مصالح العرب فضلا عن سورية تهمه وبالتالي سيؤسس في حال لم يراع ما تقدم إلى وجود دائم في بلد عز عليه حتى في ظل نظام آل الأسد. إن كان التعامل مع إيران لإنهاء الأزمة السورية قدرا فلا بد أن نواجه ذلك بكل الحيطة والحذر فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين. فكيف إذا لدغ مرات ومرات؟