بمناسبة تكريم الشاعرة العربية روضة الحاج في مهرجان سوق عكاظ لعام 1433هـ، أقام النادي الأدبي الثقافي بجدة أمسية شعرية لها، ألقت فيها عددا من قصائدها المتميزة.. نالت استحسان الحاضرين.. وبين يدي كتاب الفائزين بجوائز سوق عكاظ الذي احتوى على قصيدة «انعتاق».. وهي ذات قافية تشبه خاتمة إحدى قصائد الشاعر السوداني محمد الفيتوري في ديوانه «معزوفة لدرويش متجول» وتحمل عنوان الديوان نفسه، يقول فيها:
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه
وزحمت براياتي
وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي
وفنائي استغراق
مملوكك لكني
سلطان العشاق!.
وواضح أن خطاب الشاعرين مختلف، فالفيتوري يوجهه إلى حبيبته وروضة توجهه للشعر فتدين له بالفضل قائلة في ختام قصيدتها:
وهذه كفي
ألا سلمت يداك
لم انتم إلا إليك
لم أقترف ذنبا سواك
يا شعر
ما ابتعدت خطاي تنكرا
لكن ليتسع المدى
حتى أراك
ولا يمكن الجزم بتأثر الشاعرة روضة الحاج بالفيتوري خاصة في أول قصيدتها، لكن يمكن القول إن البناء الوجداني يوشك أن يكون واحدا.. كما حدث في مهرجان الشعر في أبوظبي قبل عدة سنوات حينما نظمت قصيدة على منوال قصيدة «أنشودة المطر» لبدر شاكر السياب، ففي حين أن قصيدة روضة ذات نزعة وجدانية، كانت قصيدة السياب ذات موضوع سياسي.
ونتيجة لما تقدم، فإن هناك ما يجمع بين الأدب النسائي والرجالي من حيث وحدة الموضوع، والأمثلة كثيرة على ذلك، فالشعر العربي عند فدوى طوقان ونازك الملائكة، وعائشة التيمورية وملك حفني ناصف، والثلاث هؤلاء من شعراء عصر النهضة تميز شعرهن في بعض أغراضه بالوجدان الجمعي، مع تفرده بأغراضه الخاصه شأنه شأن الشعر الرجالي.. ويضيق هذا المقال عن ضرب الأمثلة.
أما أهم قضية تبرز في الأدب النسائي الحديث فهي قضية الانتحال، ومن أبرزها شاعرية الشاعرة العراقية رباب عبد المحسن الكاظمي، التي نشرت مجلة «أبوللو» التي كان يرأس تحريرها أحمد زكي أو شادي، نشرت لها قصيدة «في المعترك» وهي حينذاك لا تتجاوز 12 ربيعا في عمرها.. ولفت هذا الأمر نظر الأستاذ عبدالعزيز الربيع رحمه الله حينما أصدر الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله كتاب «أربعة أيام مع شاعر العرب عبد المحسن الكاظمي»، فكشف الربيع النقاب عن زيف شاعرية رباب، لاسيما حينما قابل حكمت الكادرجي الملقب (بطه حسين العراق)، وبعثت له صور بضعة مقالات في الصحف العراقية عن رباب أشار إليها أحد كتب الببلوجرافيا. وكانت النتيجة أن القصيدة لأبيها الذي نشرها باسمها لتكون في صفوف شواعر النهضة، الأمر الذي أكده الكادرجي..
يقول مطلع القصيدة :
أدبي لدى الأيام جرمي
وجريرتي في الدهر علمي
غودرت بين حقيقة
حيرانة أمشي ووهمي !!
أصغي إلى زمني وطيب
كلماته حرقات كلم!!.
وهي قصيدة طويلة، ذات نفس طويل امتاز به عبدالمحسن الكاظمي الذي كان يقول الشعر ارتجالا.
إنني أضع هذه القضية أمام الفائزة بجائزة سوق عكاظ وأمام النقاد العرب أصحاب الأقلام النزيهة، فالخنساء، ولميعة عباس عمارة، وفدوى طوقان، وغيرهن من شواعر العرب القدماء والمحدثين لم يطعن أحد في شاعريتهن.. لكن هناك علامات استفهام أمام عدد من الأسماء، على أصحابها التحلي بالشجاعة الأدبية والاعتراف أمام التاريخ، أولا وقبل كل شيء، ولهن في السيدة عائشة رضي الله عنها القدوة الحسنة حيث كانت تنهى أصحاب الرواية عن الكذب والتزييف.
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه
وزحمت براياتي
وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي
وفنائي استغراق
مملوكك لكني
سلطان العشاق!.
وواضح أن خطاب الشاعرين مختلف، فالفيتوري يوجهه إلى حبيبته وروضة توجهه للشعر فتدين له بالفضل قائلة في ختام قصيدتها:
وهذه كفي
ألا سلمت يداك
لم انتم إلا إليك
لم أقترف ذنبا سواك
يا شعر
ما ابتعدت خطاي تنكرا
لكن ليتسع المدى
حتى أراك
ولا يمكن الجزم بتأثر الشاعرة روضة الحاج بالفيتوري خاصة في أول قصيدتها، لكن يمكن القول إن البناء الوجداني يوشك أن يكون واحدا.. كما حدث في مهرجان الشعر في أبوظبي قبل عدة سنوات حينما نظمت قصيدة على منوال قصيدة «أنشودة المطر» لبدر شاكر السياب، ففي حين أن قصيدة روضة ذات نزعة وجدانية، كانت قصيدة السياب ذات موضوع سياسي.
ونتيجة لما تقدم، فإن هناك ما يجمع بين الأدب النسائي والرجالي من حيث وحدة الموضوع، والأمثلة كثيرة على ذلك، فالشعر العربي عند فدوى طوقان ونازك الملائكة، وعائشة التيمورية وملك حفني ناصف، والثلاث هؤلاء من شعراء عصر النهضة تميز شعرهن في بعض أغراضه بالوجدان الجمعي، مع تفرده بأغراضه الخاصه شأنه شأن الشعر الرجالي.. ويضيق هذا المقال عن ضرب الأمثلة.
أما أهم قضية تبرز في الأدب النسائي الحديث فهي قضية الانتحال، ومن أبرزها شاعرية الشاعرة العراقية رباب عبد المحسن الكاظمي، التي نشرت مجلة «أبوللو» التي كان يرأس تحريرها أحمد زكي أو شادي، نشرت لها قصيدة «في المعترك» وهي حينذاك لا تتجاوز 12 ربيعا في عمرها.. ولفت هذا الأمر نظر الأستاذ عبدالعزيز الربيع رحمه الله حينما أصدر الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله كتاب «أربعة أيام مع شاعر العرب عبد المحسن الكاظمي»، فكشف الربيع النقاب عن زيف شاعرية رباب، لاسيما حينما قابل حكمت الكادرجي الملقب (بطه حسين العراق)، وبعثت له صور بضعة مقالات في الصحف العراقية عن رباب أشار إليها أحد كتب الببلوجرافيا. وكانت النتيجة أن القصيدة لأبيها الذي نشرها باسمها لتكون في صفوف شواعر النهضة، الأمر الذي أكده الكادرجي..
يقول مطلع القصيدة :
أدبي لدى الأيام جرمي
وجريرتي في الدهر علمي
غودرت بين حقيقة
حيرانة أمشي ووهمي !!
أصغي إلى زمني وطيب
كلماته حرقات كلم!!.
وهي قصيدة طويلة، ذات نفس طويل امتاز به عبدالمحسن الكاظمي الذي كان يقول الشعر ارتجالا.
إنني أضع هذه القضية أمام الفائزة بجائزة سوق عكاظ وأمام النقاد العرب أصحاب الأقلام النزيهة، فالخنساء، ولميعة عباس عمارة، وفدوى طوقان، وغيرهن من شواعر العرب القدماء والمحدثين لم يطعن أحد في شاعريتهن.. لكن هناك علامات استفهام أمام عدد من الأسماء، على أصحابها التحلي بالشجاعة الأدبية والاعتراف أمام التاريخ، أولا وقبل كل شيء، ولهن في السيدة عائشة رضي الله عنها القدوة الحسنة حيث كانت تنهى أصحاب الرواية عن الكذب والتزييف.