كثيرا ما كانت المعاجم العربية القديمة تعمد إلى تعريف كلمات بأعيانها بعبارة «معروف»، وتكرر ذلك أكثر من ألفي تعريف فيها. وكأن الناس جميعا يعرفون ما كان المعجميون القدامى يعتقدون أنه معروف. ولذلك حاول «المعجم الوسيط» أن يخرج عن إطار منهجة المعجميين الأجداد، في عمل المعجمة، بالإقلاع عن عبارة «معروف» على الأقل، مثل لفظ «الجبهة»، جبهة رأس الإنسان، التي فسرتها المعاجم العربية القديمة على أنها «معروفة»، واستراحت! وهي اللفظة التي عرفها المعجم الوسيط بخمسة ألفاظ قائلا: «ما بين الحاجبين إلى الناصية». فهل هذا التعريف يعرف للناشئ العربي، أو للأجنبي الذي يريد أن يتعلم العربية، ما لا يعرف؟ وهل ما بين الحاجبين هو إلا ما بينهما أفقيا لا عموديا؟ إن هذا التعريف ناقص أيضا، وغير معجمي.
ومما ينقصه، النص على تدقيق الامتداد العمودي أو المرتفع المبتدئ من نحو الحاجبين إلى منابت أصول الشعر ارتفاعا، ثم تدقيق الامتداد المنتشر من نحو الصدغ إلى الصدغ الآخر أفقيا، وذلك على افتراض أن الباحث عن هذا المعنى لا يعرف الصدغ الذي هو ما بين العين والأذن من كل جانب، فلا يفسر ما لا يعرف، بما لا يعرف مثله.
ثم يبقى أن الجبهة تصغر وتكبر، في الحقيقة، باعتبار رأس الشخص وهل هو أفرع، أو أنزع، أو أصلع، أو أجله، فكل ذلك يحدد معنى هذا اللفظ، فجبهة الأصلع كبيرة، لأنها تغبر في الصلع، في حين أن جبهة الأغم القفا والجبين صغيرة.
إن أي معجمي عصري ينبري لتعريف معاني الألفاظ، عليه أن يفترض بأن الذي يبحث عن اللفظة في معجمه لا يعرف عنها شيئا، أو لا يعرف عنها إلا شيئا قليلا شاحبا في أحسن الأحوال، ويريد أن يدققه في نفسه، وليس ينبغي للمعجمي أن يقيس ذلك على معرفته هو. وإذا أقيم تعريف معاني الألفاظ على هذا المبدأ فإن كل غموض سيزول، وكل إشكال سيغيب.
وأما حين نبحث عن مئات المصطلحات المستعملة في الرياضة التي أمست مجالا حيويا للإنسان ممارسة ومشاهدة معا، فإنا لا نجد، أو لا نكاد نجد، عنها في «المعجم الوسيط» شيئا، فلا «ركنية»، ولا «ركلة جزاء»، ولا «مخالفة»، ولا «هدف أو إصابة»، ولا هم يحزنون... إن مثل هذا المعجم ليس إلا امتدادا لمعاجم الأجداد، مع إضافة بعض المعلومات المعجمية الحديثة التي لا تزيد على نسبة قليلة جدا، ويصغر قدره عنه، بالمقابل، بعدم إتيانه بالشواهد الشعرية الجميلة التي نصادفها في معاجم الأجداد الأولى.
ومما ينقصه، النص على تدقيق الامتداد العمودي أو المرتفع المبتدئ من نحو الحاجبين إلى منابت أصول الشعر ارتفاعا، ثم تدقيق الامتداد المنتشر من نحو الصدغ إلى الصدغ الآخر أفقيا، وذلك على افتراض أن الباحث عن هذا المعنى لا يعرف الصدغ الذي هو ما بين العين والأذن من كل جانب، فلا يفسر ما لا يعرف، بما لا يعرف مثله.
ثم يبقى أن الجبهة تصغر وتكبر، في الحقيقة، باعتبار رأس الشخص وهل هو أفرع، أو أنزع، أو أصلع، أو أجله، فكل ذلك يحدد معنى هذا اللفظ، فجبهة الأصلع كبيرة، لأنها تغبر في الصلع، في حين أن جبهة الأغم القفا والجبين صغيرة.
إن أي معجمي عصري ينبري لتعريف معاني الألفاظ، عليه أن يفترض بأن الذي يبحث عن اللفظة في معجمه لا يعرف عنها شيئا، أو لا يعرف عنها إلا شيئا قليلا شاحبا في أحسن الأحوال، ويريد أن يدققه في نفسه، وليس ينبغي للمعجمي أن يقيس ذلك على معرفته هو. وإذا أقيم تعريف معاني الألفاظ على هذا المبدأ فإن كل غموض سيزول، وكل إشكال سيغيب.
وأما حين نبحث عن مئات المصطلحات المستعملة في الرياضة التي أمست مجالا حيويا للإنسان ممارسة ومشاهدة معا، فإنا لا نجد، أو لا نكاد نجد، عنها في «المعجم الوسيط» شيئا، فلا «ركنية»، ولا «ركلة جزاء»، ولا «مخالفة»، ولا «هدف أو إصابة»، ولا هم يحزنون... إن مثل هذا المعجم ليس إلا امتدادا لمعاجم الأجداد، مع إضافة بعض المعلومات المعجمية الحديثة التي لا تزيد على نسبة قليلة جدا، ويصغر قدره عنه، بالمقابل، بعدم إتيانه بالشواهد الشعرية الجميلة التي نصادفها في معاجم الأجداد الأولى.