-A +A
محمد المداح (واشنطن)
صوت مجلس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي لصالح قرار غير ملزم يعارض خطة الرئيس الأمريكي جورج بوش لإرسال 21500 جندي إضافي إلى العراق.
وجاء التصويت لصالح القرار بـ12 صوتاً مقابل 9 اصوات. وقال رئيس مجلس العلاقات الخارجية السيناتور الديموقراطى جوزيف بيدن “ إن التشريع الجديد لا يعد محاولة لإحراج الرئيس، بل إنه محاولة لإنقاذ الرئيس من ارتكاب خطأ أساسي فيما يتعلق بسياستنا في العراق”.

ويشير القرار أن خطة بوش لإرسال 21500 جندي إضافي إلى بغداد ومحافظة الأنبار الساخنة لا تنصب “في إطار المصالح القومية للولايات المتحدة. وقد أدخلت تعديلات طفيفة على لغة القرار استبدلت خلالها كلمة “تصعيد” واستعيض عنها بـ”زيادة عدد القوات الأمريكية.”
وقد تهكم السيناتور الديموقراطي شاك هاغل، أكبر المعارضين لزيادة القوات الأمريكية في العراق قائلاً إن ما تنفذه  إدارة بوش ليست إستراتيجية “بل لعبة تنس طاولة بأرواح الأمريكيين.” وأضاف قائلاً “يجدر بنا التأكد تماماً عما نقوم  جميعاً قبيل أن نضع 22 ألف جندي أمريكي إضافي في تلك المطحنة.”
ومن المتوقع أن يترشح هاغل، الذي تزايدت انتقاداته مؤخراً لسياسة إدارة بوش في العراق، للسباق الرئاسي عام 2008. وقد تحدى هاغل جميع أعضاء مجلس الشيوخ المائة قبيل التصويت ضد خطة بوش التي وصفها بـ”أكثر قضية مثيرة للانقسام في الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام..” وتابع ساخراً “إذا كنتم تريدون وظيفة آمنة.. اذهبوا لبيع الأحذية.
كما عارض عضو مجلس العلاقات الخارجية الديموقراطى السيناتور ريتشارد لوجار، القرار رغم تشككه في استراتيجية بوش الجديدة. وأشار قائلاً في هذا السياق “نحن نفتح الطريق أمام تفككنا دون إمكانية أن يحدث ذلك تغييرات ذات مغزى في سياستنا.. هذا التصويت لن يفرض شيئاً على الرئيس، ولكنه سيؤكد لأصدقائنا وحلفائنا أننا منقسمون ومشوشون.” وأضاف السيناتور لوجار ليقول : “ إن الرئيس بوش قالها بالفعل إنه سيتجاهل مثل هذه التدابير.. الرئيس استثمر الكثير في هذه الخطة وعملية إعادة الإنتشار التي نعارضها قد بدأت بالفعل هناك .
هذا وقد جاء الاقتراع على القرار بعد أقل من يوم واحد من خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي مساء الثلاثاء أمام الكونجرس بمجلسيه ، وطاقم إدارته وشدد فيه على ضرورة أن يمنحه الكونجرس المعارض لخطته فرصة لتنفيذ هذه الخطة الجديدة في العراق. وقد طرح القرار الذى تبناه مجلس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في الشهر الماضي ثلاثة من الشيوخ الديموقراطيين هم جوزيف بايدن وكارل ليفين والجمهوري تشوك هاجل الذي طالما تشبث بموقف معارض للحرب في العراق.
ومن المقرر أن يطرح القرار على كامل هيئة مجلس الشيوخ في الأسبوع المقبل لإعتماده وإقراره. وقد أعرب السيناتور جوزيف بايدن عن أمله في أن يتفاوض حول التعديلات التي سيقترحها الشيوخ الجمهوريون لضمان تأييدهم للقرار. كما وينتظر أن يشرع الديموقراطيون في مجلس النواب في اتخاذ تحرك مماثل بعد وقت قصير من صدور قرار مجلس الشيوخ.
ويرى المراقبون هنا أنه حتى الجمهوريين الذين يعارضون التشريع لا يشعرون بارتياح تجاه السياسة المعدلة التي يتبناها بوش في العراق في ظل حرب مستمرة منذ أربع سنوات وأسفرت عن مقتل اكثر من ثلاثة آلاف جندي أمريكي.
يأتى هذا فى وقت قلل فيه نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ، من شأن تلميحات حول ارتكاب أخطاء قد تكون قد أساءت إلى مصداقية الإدارة الأمريكية فيما تعلق بالعراق، وبأنها دفعت بأعضاء الكونغرس من الحزبين الديموقراطي والجمهوري إلى مساءلة خطط الرئيس جورج بوش بإرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى العراق. ووصف تشيني هذه التلميحات بأنها “كلام تافه”.
تصريح تشيني جاء في مقابلة له مع شبكة الـ CNN الأمريكية وبعد ساعات على خطاب حالة الاتحاد السنوي الذي ألقاه بوش أمام مجلسي الكونغرس وناشد فيها الدعم لخططه بشأن العراق. وفي المقابلة طلب المقدم وولف بليتزر من تشيني أن يرد على بعض الجمهوريين في الكونغرس الذين باتوا حاليا “يساءلون بجدية مصداقيتكم، بسبب الأخطاء والفشل فى العراق “ . ورد تشيني على ذلك بالقول “ببساطة لا أوافق على مقدمة سؤالك. أعتقد ببساطة أنه كلام فارغ.” وأكد تشيني التزام الإدارة الأمريكية بالتحرك قدما في خططها لإرسال مزيد من القوات إلى بغداد، حتى لو مرر الكونغرس قرارا يعارض ذلك.
وشدد تشيني “إن ذلك لن يوقفنا عن عزمنا فى إرسال المزيد من القوات إلى العراق “ وأضاف نائب الرئيس الأمريكي أنه في حال سحب القوات الأمريكية من العراق فإن ذلك “سيثبّت استراتيجية الإرهاب التي تقول بأن الأمريكيين لن يصمدوا لإكمال مهمتهم.. ذلك هو التهديد الأكبر”.
لكن تشيني جدد موقف إدارته بأن الإطاحة بصدام حسين كانت الخطوة الصحيحة، مضيفا أن “العالم اليوم هو أكثر أمناً جراء ذلك.” وقال “تحققت ثلاثة انتخابات وطنية في العراق، لقد وضعت أسس الديموقراطية وصيغ دستور وهناك حكومة منتخبة ديموقراطيا.” وقال تشيني “ لقد مثل صدام أمام العدالة وأُعدم ، أولاده توفوا، وحكومته غادرت ، والعالم الآن أفضل حالاً بسبب ذلك كله”. وأوضح تشيني أنه لو سمح لصدام بالبقاء على سدة الحكم لكان “عند هذه النقطة في سباق تسلح نووي مع أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني) واعدائه التاريخيين في إيران المجاورة.” إلا أنه رغم هذا الاعتراف، أقر تشيني بوجود مشاكل في العراق، قائلا “هناك مشاكل.. متواصلة، لكننا حققنا في الحقيقة أهدافنا بالتخلص من النظام السابق..” وأضاف أن هناك المزيد من العمل على الإدارة الأمريكية إنجازه فيما يتعلق بالوضع الأمني، ولهذا وضع الرئيس خطة للقيام بذلك”.
وعندما طلب من تشيني أن يحدد أكبر الأخطاء التي ارتكبها مهندسو الحرب في واشنطن، أجاب “أظن اننا أسأنا تقدير مدى أثر حكم صدام الذي استمر 30 عاما على السكان، خاصة الشيعة هناك وإخضاعهم. إن الأمر صعب جدا عليهم للوقوف وتحمل المسؤولية، ويعود ذلك بجزء منه إلى أن أي شخص كان يتجرأ للقيام بذلك في الماضي، كان عنقه يُدق”
وفي شأن سباق الرئاسة الأمريكية المقبل، تفادى تشيني الخوض في هذا النقاش خاصة فيما تعلق بالمرشحة السناتور الديموقراطية هيلاري كلينتون. واكتفى تشيني بالقول إن هيلاري لن تكون الرئيسة، حتى لو فازت فلن تكون جيدة في هذا المنصب.