-A +A
سعيد السريحي
من حق بعض الجناة والمجرمين علينا أن نتقدم لهم بجزيل الشكر والتقدير على ما يقدمونه لنا من خدمات حين تكشف جناياتهم وجرائمهم الظاهرة عن جنايات وجرائم مستترة لم يكن لنا أن نعلم بها لو لم يقدموا على ما أقدموا عليه من جرائم.
بل لعلنا نستطيع أن نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حين نرى أن وراء كل جريمة ظاهرة جريمة مستترة وأنه لا شيء أكثر إغراء بالقيام بتلك الجرائم الظاهرة للعيان من تلك الجرائم الخفية التي نجهلها أو نتستر عليها، لذلك فإن المتوجب على جهات التحقيق ألا تتوقف عند حدود الجريمة الظاهرة وإنما تحرص على الكشف عما وراءها من جرائم أغرت بها.
الشاهد على ما نقول الخبر الذي نشرته «عكاظ» عن محاولة بعض اللصوص سرقة معدات وأجهزة طبية من مستودع مركز صحي تقدر قيمتها بثلاثة ملايين ريال، فإذا كان من المستغرب أن تترك تلك الأجهزة التي تبلغ قيمتها هذه الملايين دون حراسة أمنية رغم مطالبة من استلم تلك العهدة منذ عام بتوفير تلك الحراسة وخاطب إدارة الشؤون الصحية بهذا الشأن عدة مرات دون فائدة، رغم ما في ذلك من إهدار للمال العام وتفريط في حمايته إلا أن الأكثر إثارة للاستغراب أن تبقى تلك المعدات والأجهزة والأدوات الطبية عاما كاملا حبيسة المستودع دون أن يستفيد منها أطباء وخبراء المستودع ودون أن يستفيد منها المواطنون الذين صرفت تلك المعدات والأجهزة من أجل توفير خدمات صحية متقدمة لهم..
لعلنا بحاجة إلى لصوص آخرين يكشفون لنا ما تخبئه المستودعات من أجهزة ومعدات وأدوات طبية شعرت وزارة الصحة أنها قد قامت بواجبها الوطني حين صرفتها للمستشفيات والمراكز الصحية دون أن تكلف نفسها عناء التأكد من أنها استخدمت فيما تم صرفها من أجله.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة


suraihi@gmail.com