-A +A
بدر بن سعود
وعدت الزميلين أحمد العرفج وعبدالله القبيع بأن أكتب عن أندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وآيرلندا، بعد أن أغادرها، فقد كانت لديهما أسئلة كثيرة ومشروعة، ولم أكن استطيع الكلام، وقد تغيرت الحال، ولم يبق في عمر الدورة إلا شهر أو يزيد، أو نشاطان وجمعية عمومية لمناقشة التقرير المالي وإبراء ذمة رئيس الأندية، فهو المسؤول والمسائل الوحيد عن الميزانية السنوية ومجالات صرفها، وكنت قد دخلت في انتخابات الأندية كرئيس لقائمة تضم خمسة من المبتعثين والمبتعثات لدراسة الدكتوراه في تخصصات مختلفة، وقدرت المشيئة الإلهية أن نفوز بأغلبية الأصوات، وبالاقتراع السري والانتخاب النيابي الذي يطبق لأول مرة في تاريخ الأندية، وينسجم مع طريقة الانتخابات في بريطانيا، والفكرة أن ينتخب أعضاء النادي في كل مدينة رئيس ناديهم وطاقمه الإداري، ومن ثم يقوم رؤساء الأندية بانتخاب رئيسهم وفريقه، وبموجب لائحة تنظم العمل ويلتزم بها المنتخبون بدون استثناء، وفي السابق كان الانتخاب مباشرا وعلى الطريقة الأمريكية، وهذا الأسلوب ليس عادلا أو مناسبا للانتخابات الطلابية السعودية؛ لأن أعداد المبتعثين والمبتعثات المسجلين في الأندية متفاوت، وربما حسمت الانتخابات في بعض الأحيان لمصلحة الفريق الذي يضم أسماء تقيم في مدن ترتفع فيها أعداد الطلبة المهتمين بالأندية.
المصادفة أن الانتخاب جاء في يوم 27 نوفمبر، أو تاريخ ميلادي الذي وافق بداية السنة الهجرية 1433، وأن الأندية لم تعد مستقلة في إدارة شؤونها، وشهدت الدورة تغييرات في الملحقية الثقافية، وفي وزارة التعليم العالي السعودية، أثرت كثيرا عليها ولم تمكنها من تنفيذ مشاريعها كما يجب، فالإشراف المباشر على الأندية مرتبط بالجهتين تحديدا، ومما زاد في تعقيد الوضع المعقد أصلا وجود لائحة ما زالت قيد التجربة والتعديل، ورغم تفاؤل صاحبكم والزملاء: فواز الحكمي، الدكتورة حنان سلطان، المهندس إبراهيم المسعري، رزان بكر، وسعيد العمودي، والهيئات الإدارية لخمسة وأربعين ناديا طلابيا في المملكة المتحدة وآيرلندا، إلا أن الواقع الجديد فرض شروطه الصعبة ولم يرحم أحدا، والحال ستكون أفضل بالتأكيد لمن سينتخب في الدورات القادمة.
الدورة ــ باختصار ــ كانت شبه مشلولة ماليا وتنظيميا، ولكنها لم تستسلم وما زالت تحاول وتطلب، وتمكنت من اجتراح الإنجاز وتنفيذ معظم مشاريعها بتميز معقول، ومنها جائزة الأمير بدر بن عبدالمحسن للإبداع في جامعة إكستر البريطانية، والحوار الوطني للمبتعثين، والمعرض الرياضي المصاحب لأولمبياد لندن 2012 في نادي تشيلسي اللندني، والمؤتمر السعودي العلمي السادس في جامعة برونيل البريطانية الذي رعاه الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير المملكة العربية السعودية في المملكة المتحدة، وأشرفت عليه الملحقية الثقافية في لندن، ودعمته ماليا جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ووزارة التعليم العالي، والأخير تفوق في حجم الإقبال عليه وبنسبة بلغت الضعفين أو يزيد مقارنة بالمؤتمرات الماضية، وأدارته 10 لجان ترأسها، بالإضافة لمن يعملون في الهيئة الإدارية العامة للأندية الزملاء: مازن الزايدي، محمد القرني، محمد الشهراني، والمهندسان عبدالرحمن حريري وظافر الحلافي، وشارك في المؤتمر ما يتجاوز 200 متطوع ومتطوعة، وقدم 399 بوسترا وورقة علمية لمبتعثين من السعودية والكويت وفي ستة تخصصات، وكل من ذكرت نجوم يستحقون التكريم والإشادة، وأيضا أقيمت فيه دورات تدريبية وورش عمل، ومعرضان عن المملكة العربية السعودية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمناسبة مرور 50 عام على تأسيسها، وحضره فعليا 1105، مع أن المسجلين للحضور وصلوا إلى 1700، واستضاف متحدثين مهمين من نوع توني بوزان أستاذ الخرائط الذهنية، والبروفسور سهل عبدالجواد وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وغيرهم.
في اعتقادي، العمل في الأندية مفيد لكل المبتعثين والمبتعثات؛ لأنه ببساطة يوفر تمرينا مجانيا على ممارسة العمل المدني المؤسسي وإدارة الأزمات، ويطور المهارات الاجتماعية والعلمية والإدارية، ويساعد في التعود على ضبط النفس ومواجهة النقد المتحامل والمشحون بهدوء وحكمة، وهو ما نحتاجه حاليا، وقد انتهيت تقريبا من كتابة التصور الأولى لإصدار يتناول التجربة، واخترت له مبدئيا هذا العنوان: سيرة رئيس.. قراءة في الدبلوماسية والعمل الثقافي السعودي.
binsaudb@yahoo.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة