كل شيء في سورية تحت سطوة المخابرات، الوزارات، المؤسسات المدنية، الجيش، رئاسة مجلس الوزراء، بل إن القصر الجمهوري بكل هيبته التاريخية وقع في قبضة المخابرات، حتى بشار الأسد ذاته بطوله تحت تصرف المخابرات.
لم يبن حافظ الأسد الدولة السورية، بقدر ما بنى جهاز المخابرات، وكل السوريين يعرفون أن المخابرات هي الدولة.
ويروي الباحث الأمريكي في الشؤون السورية الدكتور جوشوا لانديس، أحد مظاهر سيطرة المخابرات السورية على بشار الأسد ذاته، ويقول قبل أن يتولى بشار الحكم، تولى ملف ما سمي آنذاك مكافحة الفساد وتطوير «المعلوماتية» في سورية، واستعان حينها بالدكتور عماد مصطفى، عميد كلية هندسة الكمبيوتر آنذاك، وفي إحدى الندوات التثقيفية التي نضمها بشار في مكتبة الأسد الشهيرة، دعا بحضور بعض رجال المخابرات من الصف الأول إلى نشر ثقافة الإنترنيت والاهتمام بتقنية المعلومات الحديثة. ولم تنل هذه الندوة رضا المخابرات السورية، خصوصا أنهم اعتبروا أن الإنترنيت مؤامرة صهيونية لاختراق الأمن السوري.
بعد ذلك، تم استدعاء مصطفى لدى أحد فروع المخابرات السورية، وجرى تحذيره من مغبة تكرار هذه الندوات، حتى ولو كان نجل الأسد «بشار» من يقف وراءه، لكن الأمر تجدد مرة أخرى ونظم بشار ندوة ثانية، عندها استشاط ضباط المخابرات غضبا، وأوقفوا هذه الندوات بالقوة، وبمعرفة الأسد الأب، وبقي مصطفى من «المغضوب عليهم»، إلى أن تم تعيينه بعد ذلك سفيرا لدى واشنطن.. وتوقفت حملة التوعية بأهمية الإنترنت. ولم يتلفظ بشار بكلمة واحدة دفاعا عن مصطفى.
وازدادت هذه السطوة بعد وفاة حافظ الأسد، إذ انفرد ضباط المخابرات بالرئيس الابن، وأصبح واجهة سورية، التي يحكمها رجال المخابرات.
وبقيت «فوبيا» المخابرات تهيمن على الأسد حتى عندما أصبح رئيسا، ولعل سلوك المخابرات في قمع المحتجين ودفاع الأسد في أكثر من مرة عن هذا الأسلوب، دليل على استمرار سطوة هذا الجهاز على كل ما يجري في سورية، حتى على غرفة نوم الأسد ذاتها.. وما خفي أعظم.
لم يبن حافظ الأسد الدولة السورية، بقدر ما بنى جهاز المخابرات، وكل السوريين يعرفون أن المخابرات هي الدولة.
ويروي الباحث الأمريكي في الشؤون السورية الدكتور جوشوا لانديس، أحد مظاهر سيطرة المخابرات السورية على بشار الأسد ذاته، ويقول قبل أن يتولى بشار الحكم، تولى ملف ما سمي آنذاك مكافحة الفساد وتطوير «المعلوماتية» في سورية، واستعان حينها بالدكتور عماد مصطفى، عميد كلية هندسة الكمبيوتر آنذاك، وفي إحدى الندوات التثقيفية التي نضمها بشار في مكتبة الأسد الشهيرة، دعا بحضور بعض رجال المخابرات من الصف الأول إلى نشر ثقافة الإنترنيت والاهتمام بتقنية المعلومات الحديثة. ولم تنل هذه الندوة رضا المخابرات السورية، خصوصا أنهم اعتبروا أن الإنترنيت مؤامرة صهيونية لاختراق الأمن السوري.
بعد ذلك، تم استدعاء مصطفى لدى أحد فروع المخابرات السورية، وجرى تحذيره من مغبة تكرار هذه الندوات، حتى ولو كان نجل الأسد «بشار» من يقف وراءه، لكن الأمر تجدد مرة أخرى ونظم بشار ندوة ثانية، عندها استشاط ضباط المخابرات غضبا، وأوقفوا هذه الندوات بالقوة، وبمعرفة الأسد الأب، وبقي مصطفى من «المغضوب عليهم»، إلى أن تم تعيينه بعد ذلك سفيرا لدى واشنطن.. وتوقفت حملة التوعية بأهمية الإنترنت. ولم يتلفظ بشار بكلمة واحدة دفاعا عن مصطفى.
وازدادت هذه السطوة بعد وفاة حافظ الأسد، إذ انفرد ضباط المخابرات بالرئيس الابن، وأصبح واجهة سورية، التي يحكمها رجال المخابرات.
وبقيت «فوبيا» المخابرات تهيمن على الأسد حتى عندما أصبح رئيسا، ولعل سلوك المخابرات في قمع المحتجين ودفاع الأسد في أكثر من مرة عن هذا الأسلوب، دليل على استمرار سطوة هذا الجهاز على كل ما يجري في سورية، حتى على غرفة نوم الأسد ذاتها.. وما خفي أعظم.