عقد برلمان الشباب قبل موسم حج هذا العام لمحاكاة العمل التطوعي في الحج تحت عنوان (خدمة الحاج.. بين شرف الانتماء ومسؤولية الأداء) وبمشاركة أكثر من 30 شابا من مختلف الجهات التطوعية في موسم الحج ومسؤولي الجهات الكشفية ومؤسسات الطوافة ومشروع تعظيم البلد الحرام تحت مسمى (شباب مكة في خدمتك).
تداول المشاركون واقع الأعمال التطوعية التي تتجلى في موسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن وملامستهم ملامسة اخوية تشعرهم بالأمان والاطمئنان في هذه البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج بكل سهولة ويسر، بالاضافة الى مناقشة اهم وأبرز العقبات والمعوقات التي تواجه الشباب خلال مشاركتهم في برامجهم التطوعية، والمأمول من هذا البرلمان تلبية رغباتهم والوصول الى تحقيقها
وكشف المسؤولون المشاركون في البرلمان الشبابي عن أهم الاعمال التطوعية التي تهم الشاب ليقدمها في خدمة الحاج والمعتمر في موسم الحج، بالاضافة الى دعم المتطوعين من حيث اخضاعهم الى دورات تدريبية حديثة تساعدهم في كيفية التعامل مع ضيوف الرحمن لاسيما ان الاراضي المقدسة تحتضن الملايين من ضيوف الرحمن من جميع بقاع العالم بلغات مختلفة لذلك لا بد من اخضاع المتطوعين لدورات تجعلهم ملمين بحسن التدبر والمخاطبة مع الحاج مطالبين بتقييد الشباب العاملين في الميدان للعمل التطوعي بحسن المعاملة لوضع بصمة مشرفة لشباب مكة المكرمة في نفوس ضيوف الرحمن.
مضاعفة الحوافز المادية
خالد سابق (الممثل عن مؤسسات الطوافة) أكد دور مؤسسات الطوافة في تأهيل الكوادر القادرة على خدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج، ولا يخفى على الجميع ان دولتنا الكريمة لها الفضل الكبير بعد الله في دعم هذه المؤسسات لإخضاع هذه الكوادر للدورات التدريبية بشكل كامل وتهيئة الأجواء المناسبة للعمل تحت منظومة العمل التطوعي الموحد الذي تشرف عليه وزارة الحج وصرف المكافآت التحفيزية للشباب المشارك في الاعمال التطوعية. وأشار سابق الى ضرورة دعم الكوادر المشاركة في الاعمال التطوعية ومضاعفة الحوافز المادية من اجل تمكينهم من تغطية تكاليف بقائهم في الاراضي المقدسة طيلة فترة الخدمة التي يقدمونها لضيوف الرحمن ولا سيما للكوادر المشاركة من خارج مكة المكرمة.
وأضاف: الساحة التطوعية لا تزال تحتاج الى المزيد من الشباب في العمل التطوعي والحجاج والزوار الذين يفدون من الخارج تتوجه أنظارهم إلى الشباب كيف يعملون وما هي الخدمات التي يقدمونها لضيوف الرحمن وقد تحول العمل الخيري خلال الـ30 عاما الماضية من العشوائية إلى المنظم بسبب الدورات التي تطلقها المؤسسات المنظمة لإرشاد الكادر التطوعي لمعرفة حسن التدبر وكيفية التعامل مع الحاج وحتى مخاطبته -ان استلزم الامر- بغير اللغة العربية إذ يصعب على الكثير من الشباب المتطوعين اتقان المخاطبة بغير العربية. وأضاف أنه تم تخصيص هواتف خاصة لمترجمين يتحدثون عدة لغات يتم التخاطب معهم مباشرة في حال مواجهة الشاب المتطوع بعض الاشكاليات التي يصعب تجاوزها فبالتالي يتم الاتصال على المترجم والتخاطب معه لمعرفة ما يريد ايصاله الى الحاج وتقديم الخدمة له على الوجه الاكمل. واكد أن هذه البرلمانات تعتبر برامج تعليمية تثقيفية مهمة تهدف إلى تعريف الشباب بمشاكل مجتمعهم وتتيح لهم فرصة المشاركة في الحياة العامة والإدارة المحلية ومجالات العمل التطوعي وسهولة التعامل مع ضيوف الرحمن والظهور بصورة لائقة تليق بشباب مكة المكرمة. ووصف سابق ان البرلمان آلية من آليات العمل التطوعي توصل الشاب الى مكانة عالية بين المجتمع وتصوير مكانته بين فئات المجتمع للتقيد بالتعليمات الواجب اتباعها في خدمة الحاج والمعتمر بالاضافة الى توفير الاجواء المناسبة لتقديم الخدمة المناسبة للحاج.
خدمة الحاج شرف ووسام
عثمان مدني (المسؤول الكشفي في مؤسسة جنوب آسيا): من اهم اعمال الكشاف تقديم الخدمات لضيوف الرحمن بالرغم من ضعف الحوافز المادية التي يتم صرفها لأفراد الكشافة والتي لا تتجاوز 1500 ريال الا ان العمل التطوعي يهدف اولا الى خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل اداء فريضة الحج عليهم بإرشادهم الى الاماكن الصحيحة وإيصال التائهين الى مقر سكنهم، مشيرا الى ان من اولويات الفرد الكشفي العمل بالجهد الكامل في خدمة الحاج. واستذكر مدني موقفا حدث مع احد كوادر العمل التطوعي بالكشافة في احد الاعوام الماضية: ألمت بالفرد الكشفي بعض الظروف الاسرية وهي وفاة احد اقاربه وبالرغم مما حدث له من ظروف عائلية الا انه اصر على البقاء في خدمة ضيوف الرحمن ممتنعا عن الرجوع الى منزلهم والوقوف بجانب اسرته. وقال مدني: شعرنا جميعا ان حب العمل التطوعي وخدمة ضيوف الرحمن قد انغرست في نفس هذا الشاب الذي صارع ألمه في وفاة احد اقاربه والاصرار على ملازمة اصدقائه في المعسكر الكشفي من اجل خدمة ضيوف الرحمن والمساهمة في كسب الثواب والاجر العظيم الذي خصه ربنا سبحانه وتعالى لمقدمي الخدمة لضيوفه من الحجاج والمعتمرين. وأفاد عثمان ان الفرد الكشفي يحتاج الى زيادة في الحوافز المادية التي تسلم له كهدية لخدمته ضيوف الرحمن في موسم الحج، مبينا ان اغلب الكادر المتطوع والقادم من خارج مكة المكرمة يواجه مصاعب كبيره في توفير مستلزماته الخاصة التي تمكنه من العمل بكل جد ومثابرة لا سيما في موسم الحج لكثرة الضغوط النفسية على الفرد الكشفي. وأبان أن العمل في بيئة الكشافة له رونق آخر بحيث يجد الكشاف المتعة في مساعدة الحاج وتقديم الخدمة له فهناك مواقف تحتاج الى السير بالمركبات ولكن لصعوبة التنقل بها في موسم الحج وتحديدا داخل المشاعر المقدسة لحظة ارشاد الحاج التائه يقوم الفرد الكشفي بالسير مع الحاج التائه الى مقر سكنه مستدلا بالخارطة الكشفية حتى وإن كانت هناك مشقة، فقط من اجل ارشاد التائه وخدمة الحاج. ووصف مدني عمل الكشافة في الحج بأنه أشبه بالعمل العسكري فالقوانين العسكرية تطبق على فرد الكشافة، ووجه آخر للتشابه يكمن في خدمة الحاج فجميع الاطراف يعملون في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم العون والمساعده لهم، مضيفا ان من اساسيات الكشافة العمل من اجل كسب الثواب اولا وثانيا من اجل نقل صورة حسنة مشرفة لشباب مكة المكرمة وزرعها في قلوب الحجيج كي يتم التباهي بهذه المعاملة لدى بني جلدتهم في بلادهم وتبيين الحفاوة التي استقبل بها شباب مكة المكرمة الحاج لحظة وصوله لأداء فريضة الحج.
وأضاف: نحن كفريق متكامل من الكشافة نعمل على اخضاع الفرد لدورات تثقيفية تعليمية يتمكن من خلالها من تعلم بعض اللغات والالمام ببعض الثقافة التي يتمكن من خلالها من حسن التعامل مع الحاج وتلبية احتياجاته، مبينا ان الحاج في حال مشاهدة الزي الموحد الذي يرتديه افراد الكشافة يشعر بالراحة والطمأنينة لا سيما ان تخاطب معه فرد الكشافة بنفس لغته، بالاضافة الى سهولة معرفة ما يحتاجه الحاج وتلبيته له على الفور.
العمل الجماعي
صلاح عبدالشكور (مدير القسم الإعلامي في مشروع تعظيم البلد الحرام والمسؤول عن مشروع شباب مكة في خدمتك): من الضروري ان نرتقي بهذه الخدمة العظيمة ابتغاء مرضاة الله والمساهمة في كسب الاجر والثواب فنحن في نعمة عظمى لنيل هذا الشرف الرباني في خدمة ضيوفه ويترتب على العاملين في مشروع تعظيم البلد الحرام ومشروع شباب مكة في خدمتك الكثير من الواجبات من اهمها الدخول الى قلب الحاج ومعرفة متطلباته ومساعدته في تحقيقها لاسيما ان الحاج يقدم الى هذه الاراضي المقدسة من اجل اداء فريضة الحج تاركا اهله وذويه بعيدا ولكن لحظة شعور الحاج بشباب مكة محتفلين بقدومه وملبين لاحتياجاته سرعان ما يشعر بالراحة والطمأنينة والامان. وأضاف صلاح ان هناك بعض المتطوعين يقومون بزيارة المرضى والمعتمرين والحجاج في المستشفيات وتقديم الورود والهدايا لهم لتكون بلدا آمنا ومجتمعها مثالا يقتدى في الحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض والمعاملة مع الآخرين مشيرا الى انه وبالتعاون مع جمعية مراكز الاحياء وتحديدا حي المسفلة نقوم بعمل احتفالات بسيطة تتخللها فقرات عدة منها المسابقات والمحاضرات وتقدم للحجاج النازلين بالقرب من مركز الجمعية واحضار مترجم يقوم بالمخاطبة مع ضيوف الرحمن.
واستذكر صلاح عبدالشكور موقفا حصل في احد الاعوام بعد القيام بأحد هذه الاحتفالات ان حاجا من جنسية افريقية قام بتوثيق كل ما دار في الاحتفال بهاتفه النقال من اجل العودة الى بلاده بعد اداء فريضة الحج ونشر التوثيق بين بني جلدته من غير المسلمين ليعلموا مايقدمه لهم اهل مكة المكرمة من حفاوة وتكريم يدخل الى قلوبهم الفرحة والابتسامة. وأشار الى ان الشباب المشارك في الاعمال التطوعية في الحج يخضعون لدورات تثقيفية متكاملة في عدة مجالات من اهمها كيفية حسن التصرف مع الحاج التائه ومعرفه مخاطبته والوصول الى مبتغاه وتعليمهم اكثر من لغة ليتمكنوا من الحديث مع ضيوف الرحمن وسرعة الاستجابه له. وأضاف: نقوم في كل عام بتطوير العمل التطوعي عن الاعوام السابقه سواء في زيادة اعداد الدورات او تطوير الاعمال المبذولة للحاج. وأبان ان المكافآت المالية التي تقدم للمتطوع لاحاجة لها من الاساس لأن المتطوع يعمل من اجل كسب الثواب والاجر فإن كانت هناك مكافآت مالية ستكون هناك محاسبة في حال التقصير وبهذه الطريقة لن يتمكن الشاب المتطوع من العمل من اجل خدمة الحاج بل العمل من اجل اخذ المكافآت المالية للظفر بها. وطالب عبدالشكور الكوادر المتطوعة بالعمل يدا واحدة وتقديم الخدمة للحاج بصدر رحب لنقل صورة مشرفة عن ابناء هذه المدينة المقدسة. وقال صلاح: من خلال عملي أجد أن الكثير من وسائل الإعلام لا تعطي الاهتمام الكافي لهذه الأعمال التطوعية فقط تقتصر على ابراز الجهود الاولية لهذا العمل واخفاء الجهود الكبرى المبذولة في خدمة الحاج.
زيادة أعداد أفراد الكشافة
نبيل الطيب (القائد الكشفي والممثل لوزارة التربية والتعليم في مكة المكرمة): لا تخفى على الجميع اهمية الاعمال التي يقدمها افراد الكشافة في مكة المكرمة لخدمة الحاج وخصوصا في المشاعر المقدسة لذلك قمنا بزيادة اعداد الكوادر المتطوعة في الكشافة الى 4 آلاف كشاف ليتمكنوا من تغطية ولو جزء بسيط من احتياجات ضيوف الرحمن، مشيرا الى ان التجارب الماضية كانت ناجحه في تلبية احتياجات الحاج وتوفير الجو الملائم له. وأفاد الطيب: نحن نعمل ضمن منظومة متكاملة تخضع للكشف من قبل وزارة التربية والتعليم ومن خلال التجارب الماضية نعمل على تفادي الاخطاء التي قد يقع فيها بعض افراد الكشافة من تقصير وإهمال في خدمة الحاج ونحن حريصون كل الحرص عل تقديم افضل الخدمات والمساعدات الجلية لضيوف الرحمن بالاضافة الى توفير الاجواء المناسبة لهم ليتمكنوا من اداء مناسكهم بكل راحة وطمأنينة.
وقال نحن نواجه بعض الصعوبات في العمل الميداني وخصوصا في المشاعر المقدسة ولكن عندما يستشعر كل واحد منا قدسية المكان والزمان وما يقدمه لوفد الرحمن لهو عمل عظيم وثوابه اعظم وأجل، لذلك نحن نعمل على خدمة ضيوف الرحمن ونقل الصورة الحسنة لشباب مكة ووضع البصمات الايجابية في نفوس الحجاج لا سيما غير المتحدثين باللغة العربية.
منصور نظام الدين (إعلامي): يواجه اصحاب الاعمال التطوعية في موسم الحج الكثير من المتاعب والصعوبات ولكن سرعان ما تزول هذه المتاعب ليأتي الاجر والثواب من الله للمكافأة على ما قدموه في خدمة ضيف الرحمن ولنستشعر جميعا قدسية هذه البقعة المشرفة التي انعم الله علينا بالسكنى بها والظفر بخدمة ضيوف بيت الله العتيق.
دعم المؤسسات والشركات
محمد بكر (أحد أفراد الكشافة المتطوعين) نحن نحتاج الى دعم كبير من المؤسسات والشركات الاعلامية الناقلة لهذه الاحداث حتى تكون دافعا معنويا لنا للاستمرار في خدمة ضيوف الرحمن وتلبية احتياجاتهم. وأشار الى ان المكافآت المالية التي تعطى للفرد المتطوع لا تعتبر مانعة لكسب الثواب بل هي دافع معنوي للمبادرة الحسنة في خدمة ضيوف الرحمن.
مواجهة المصاعب
رشيد هارون (أحد أفراد الكشافة): نحن نواجه بعض المصاعب وخصوصا في المشاعر المقدسة فصعوبة التنقل تشكل لنا هاجسا كبيرا يصعب على الجميع تحمله بالإضافة الى زهد المكافآت المالية التي تصرف للعاملين في هذا المجال فهي لا تكفي لتأمين الاحتياجات الضرورية للمتطوع.
زيارة المرضى
محمد عبدالله (أحد شباب مشروع تعظيم البلد الحرام): الجميع لا يدرك ما مدى تأثير الزيارات للمرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا والورود لهم فهي تزرع الامان والراحة في نفوسهم. واستذكر محمد موقفا حصل عند زيارة احد الحجاج المرضى في أحد مستشفيات العاصمة المقدسة وتقديم الورد له، إلا انه ترك ما قدموه له وقام باحتضان الشاب وتقبيله وذرف الدموع وذلك نتيجة ما كان يشعر به من وحدة إلى ان اشعرته الزيارة بالامان والطمأنينة وراحة البال.
خرائط الطرق للكشافة
عبدالظاهر البلوشي (أحد شباب مشروع تعظيم البلد الحرام): العمل التطوعي في خدمة ضيوف الرحمن هو عمل عظيم يتشرف كل فرد لنيل شرفه، وأفراد الكشافة لهم اعمال جليلة في خدمة ضيوف الرحمن الا ان الكوادر التطوعية التابعة للمؤسسات الخاصة لا تعطى اي اهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم، ولا تزود بأبسط مقومات العمل التطوعي لخدمة الحاج وهي الخارطة الكشفية التي يمكن من خلالها الاستدلال على الاماكن والمناطق التي يحتاج الحاج الوصول اليها.
الحاجة إلى دورات مكثفة
طارق عبدالهادي (أحد الشباب المتطوعين): نحن بحاجة ماسة للدورات التي تقدمها الجهات الحكومية كجامعة ام القرى وغيرها للعمل بصورة مثالية في خدمة الحاج وسهولة التخاطب معه ومحاورته والوصول الى تلبية الخدمة المناسبة له.
أهمية إنشاء دورات لتعلم اللغات
فيصل إمام (أحد الشباب المتطوعين): تحتاج الكوادر المتطوعة في اعمال الحج الى دورات تعليمية لتعلم اللغات للتمكن من مخاطبة ضيوف الرحمن ومعرفة احتياجاتهم فلغة الاشارة لا تكفي لإرشاد الحاج التائه.
تداول المشاركون واقع الأعمال التطوعية التي تتجلى في موسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن وملامستهم ملامسة اخوية تشعرهم بالأمان والاطمئنان في هذه البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج بكل سهولة ويسر، بالاضافة الى مناقشة اهم وأبرز العقبات والمعوقات التي تواجه الشباب خلال مشاركتهم في برامجهم التطوعية، والمأمول من هذا البرلمان تلبية رغباتهم والوصول الى تحقيقها
وكشف المسؤولون المشاركون في البرلمان الشبابي عن أهم الاعمال التطوعية التي تهم الشاب ليقدمها في خدمة الحاج والمعتمر في موسم الحج، بالاضافة الى دعم المتطوعين من حيث اخضاعهم الى دورات تدريبية حديثة تساعدهم في كيفية التعامل مع ضيوف الرحمن لاسيما ان الاراضي المقدسة تحتضن الملايين من ضيوف الرحمن من جميع بقاع العالم بلغات مختلفة لذلك لا بد من اخضاع المتطوعين لدورات تجعلهم ملمين بحسن التدبر والمخاطبة مع الحاج مطالبين بتقييد الشباب العاملين في الميدان للعمل التطوعي بحسن المعاملة لوضع بصمة مشرفة لشباب مكة المكرمة في نفوس ضيوف الرحمن.
مضاعفة الحوافز المادية
خالد سابق (الممثل عن مؤسسات الطوافة) أكد دور مؤسسات الطوافة في تأهيل الكوادر القادرة على خدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج، ولا يخفى على الجميع ان دولتنا الكريمة لها الفضل الكبير بعد الله في دعم هذه المؤسسات لإخضاع هذه الكوادر للدورات التدريبية بشكل كامل وتهيئة الأجواء المناسبة للعمل تحت منظومة العمل التطوعي الموحد الذي تشرف عليه وزارة الحج وصرف المكافآت التحفيزية للشباب المشارك في الاعمال التطوعية. وأشار سابق الى ضرورة دعم الكوادر المشاركة في الاعمال التطوعية ومضاعفة الحوافز المادية من اجل تمكينهم من تغطية تكاليف بقائهم في الاراضي المقدسة طيلة فترة الخدمة التي يقدمونها لضيوف الرحمن ولا سيما للكوادر المشاركة من خارج مكة المكرمة.
وأضاف: الساحة التطوعية لا تزال تحتاج الى المزيد من الشباب في العمل التطوعي والحجاج والزوار الذين يفدون من الخارج تتوجه أنظارهم إلى الشباب كيف يعملون وما هي الخدمات التي يقدمونها لضيوف الرحمن وقد تحول العمل الخيري خلال الـ30 عاما الماضية من العشوائية إلى المنظم بسبب الدورات التي تطلقها المؤسسات المنظمة لإرشاد الكادر التطوعي لمعرفة حسن التدبر وكيفية التعامل مع الحاج وحتى مخاطبته -ان استلزم الامر- بغير اللغة العربية إذ يصعب على الكثير من الشباب المتطوعين اتقان المخاطبة بغير العربية. وأضاف أنه تم تخصيص هواتف خاصة لمترجمين يتحدثون عدة لغات يتم التخاطب معهم مباشرة في حال مواجهة الشاب المتطوع بعض الاشكاليات التي يصعب تجاوزها فبالتالي يتم الاتصال على المترجم والتخاطب معه لمعرفة ما يريد ايصاله الى الحاج وتقديم الخدمة له على الوجه الاكمل. واكد أن هذه البرلمانات تعتبر برامج تعليمية تثقيفية مهمة تهدف إلى تعريف الشباب بمشاكل مجتمعهم وتتيح لهم فرصة المشاركة في الحياة العامة والإدارة المحلية ومجالات العمل التطوعي وسهولة التعامل مع ضيوف الرحمن والظهور بصورة لائقة تليق بشباب مكة المكرمة. ووصف سابق ان البرلمان آلية من آليات العمل التطوعي توصل الشاب الى مكانة عالية بين المجتمع وتصوير مكانته بين فئات المجتمع للتقيد بالتعليمات الواجب اتباعها في خدمة الحاج والمعتمر بالاضافة الى توفير الاجواء المناسبة لتقديم الخدمة المناسبة للحاج.
خدمة الحاج شرف ووسام
عثمان مدني (المسؤول الكشفي في مؤسسة جنوب آسيا): من اهم اعمال الكشاف تقديم الخدمات لضيوف الرحمن بالرغم من ضعف الحوافز المادية التي يتم صرفها لأفراد الكشافة والتي لا تتجاوز 1500 ريال الا ان العمل التطوعي يهدف اولا الى خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل اداء فريضة الحج عليهم بإرشادهم الى الاماكن الصحيحة وإيصال التائهين الى مقر سكنهم، مشيرا الى ان من اولويات الفرد الكشفي العمل بالجهد الكامل في خدمة الحاج. واستذكر مدني موقفا حدث مع احد كوادر العمل التطوعي بالكشافة في احد الاعوام الماضية: ألمت بالفرد الكشفي بعض الظروف الاسرية وهي وفاة احد اقاربه وبالرغم مما حدث له من ظروف عائلية الا انه اصر على البقاء في خدمة ضيوف الرحمن ممتنعا عن الرجوع الى منزلهم والوقوف بجانب اسرته. وقال مدني: شعرنا جميعا ان حب العمل التطوعي وخدمة ضيوف الرحمن قد انغرست في نفس هذا الشاب الذي صارع ألمه في وفاة احد اقاربه والاصرار على ملازمة اصدقائه في المعسكر الكشفي من اجل خدمة ضيوف الرحمن والمساهمة في كسب الثواب والاجر العظيم الذي خصه ربنا سبحانه وتعالى لمقدمي الخدمة لضيوفه من الحجاج والمعتمرين. وأفاد عثمان ان الفرد الكشفي يحتاج الى زيادة في الحوافز المادية التي تسلم له كهدية لخدمته ضيوف الرحمن في موسم الحج، مبينا ان اغلب الكادر المتطوع والقادم من خارج مكة المكرمة يواجه مصاعب كبيره في توفير مستلزماته الخاصة التي تمكنه من العمل بكل جد ومثابرة لا سيما في موسم الحج لكثرة الضغوط النفسية على الفرد الكشفي. وأبان أن العمل في بيئة الكشافة له رونق آخر بحيث يجد الكشاف المتعة في مساعدة الحاج وتقديم الخدمة له فهناك مواقف تحتاج الى السير بالمركبات ولكن لصعوبة التنقل بها في موسم الحج وتحديدا داخل المشاعر المقدسة لحظة ارشاد الحاج التائه يقوم الفرد الكشفي بالسير مع الحاج التائه الى مقر سكنه مستدلا بالخارطة الكشفية حتى وإن كانت هناك مشقة، فقط من اجل ارشاد التائه وخدمة الحاج. ووصف مدني عمل الكشافة في الحج بأنه أشبه بالعمل العسكري فالقوانين العسكرية تطبق على فرد الكشافة، ووجه آخر للتشابه يكمن في خدمة الحاج فجميع الاطراف يعملون في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم العون والمساعده لهم، مضيفا ان من اساسيات الكشافة العمل من اجل كسب الثواب اولا وثانيا من اجل نقل صورة حسنة مشرفة لشباب مكة المكرمة وزرعها في قلوب الحجيج كي يتم التباهي بهذه المعاملة لدى بني جلدتهم في بلادهم وتبيين الحفاوة التي استقبل بها شباب مكة المكرمة الحاج لحظة وصوله لأداء فريضة الحج.
وأضاف: نحن كفريق متكامل من الكشافة نعمل على اخضاع الفرد لدورات تثقيفية تعليمية يتمكن من خلالها من تعلم بعض اللغات والالمام ببعض الثقافة التي يتمكن من خلالها من حسن التعامل مع الحاج وتلبية احتياجاته، مبينا ان الحاج في حال مشاهدة الزي الموحد الذي يرتديه افراد الكشافة يشعر بالراحة والطمأنينة لا سيما ان تخاطب معه فرد الكشافة بنفس لغته، بالاضافة الى سهولة معرفة ما يحتاجه الحاج وتلبيته له على الفور.
العمل الجماعي
صلاح عبدالشكور (مدير القسم الإعلامي في مشروع تعظيم البلد الحرام والمسؤول عن مشروع شباب مكة في خدمتك): من الضروري ان نرتقي بهذه الخدمة العظيمة ابتغاء مرضاة الله والمساهمة في كسب الاجر والثواب فنحن في نعمة عظمى لنيل هذا الشرف الرباني في خدمة ضيوفه ويترتب على العاملين في مشروع تعظيم البلد الحرام ومشروع شباب مكة في خدمتك الكثير من الواجبات من اهمها الدخول الى قلب الحاج ومعرفة متطلباته ومساعدته في تحقيقها لاسيما ان الحاج يقدم الى هذه الاراضي المقدسة من اجل اداء فريضة الحج تاركا اهله وذويه بعيدا ولكن لحظة شعور الحاج بشباب مكة محتفلين بقدومه وملبين لاحتياجاته سرعان ما يشعر بالراحة والطمأنينة والامان. وأضاف صلاح ان هناك بعض المتطوعين يقومون بزيارة المرضى والمعتمرين والحجاج في المستشفيات وتقديم الورود والهدايا لهم لتكون بلدا آمنا ومجتمعها مثالا يقتدى في الحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض والمعاملة مع الآخرين مشيرا الى انه وبالتعاون مع جمعية مراكز الاحياء وتحديدا حي المسفلة نقوم بعمل احتفالات بسيطة تتخللها فقرات عدة منها المسابقات والمحاضرات وتقدم للحجاج النازلين بالقرب من مركز الجمعية واحضار مترجم يقوم بالمخاطبة مع ضيوف الرحمن.
واستذكر صلاح عبدالشكور موقفا حصل في احد الاعوام بعد القيام بأحد هذه الاحتفالات ان حاجا من جنسية افريقية قام بتوثيق كل ما دار في الاحتفال بهاتفه النقال من اجل العودة الى بلاده بعد اداء فريضة الحج ونشر التوثيق بين بني جلدته من غير المسلمين ليعلموا مايقدمه لهم اهل مكة المكرمة من حفاوة وتكريم يدخل الى قلوبهم الفرحة والابتسامة. وأشار الى ان الشباب المشارك في الاعمال التطوعية في الحج يخضعون لدورات تثقيفية متكاملة في عدة مجالات من اهمها كيفية حسن التصرف مع الحاج التائه ومعرفه مخاطبته والوصول الى مبتغاه وتعليمهم اكثر من لغة ليتمكنوا من الحديث مع ضيوف الرحمن وسرعة الاستجابه له. وأضاف: نقوم في كل عام بتطوير العمل التطوعي عن الاعوام السابقه سواء في زيادة اعداد الدورات او تطوير الاعمال المبذولة للحاج. وأبان ان المكافآت المالية التي تقدم للمتطوع لاحاجة لها من الاساس لأن المتطوع يعمل من اجل كسب الثواب والاجر فإن كانت هناك مكافآت مالية ستكون هناك محاسبة في حال التقصير وبهذه الطريقة لن يتمكن الشاب المتطوع من العمل من اجل خدمة الحاج بل العمل من اجل اخذ المكافآت المالية للظفر بها. وطالب عبدالشكور الكوادر المتطوعة بالعمل يدا واحدة وتقديم الخدمة للحاج بصدر رحب لنقل صورة مشرفة عن ابناء هذه المدينة المقدسة. وقال صلاح: من خلال عملي أجد أن الكثير من وسائل الإعلام لا تعطي الاهتمام الكافي لهذه الأعمال التطوعية فقط تقتصر على ابراز الجهود الاولية لهذا العمل واخفاء الجهود الكبرى المبذولة في خدمة الحاج.
زيادة أعداد أفراد الكشافة
نبيل الطيب (القائد الكشفي والممثل لوزارة التربية والتعليم في مكة المكرمة): لا تخفى على الجميع اهمية الاعمال التي يقدمها افراد الكشافة في مكة المكرمة لخدمة الحاج وخصوصا في المشاعر المقدسة لذلك قمنا بزيادة اعداد الكوادر المتطوعة في الكشافة الى 4 آلاف كشاف ليتمكنوا من تغطية ولو جزء بسيط من احتياجات ضيوف الرحمن، مشيرا الى ان التجارب الماضية كانت ناجحه في تلبية احتياجات الحاج وتوفير الجو الملائم له. وأفاد الطيب: نحن نعمل ضمن منظومة متكاملة تخضع للكشف من قبل وزارة التربية والتعليم ومن خلال التجارب الماضية نعمل على تفادي الاخطاء التي قد يقع فيها بعض افراد الكشافة من تقصير وإهمال في خدمة الحاج ونحن حريصون كل الحرص عل تقديم افضل الخدمات والمساعدات الجلية لضيوف الرحمن بالاضافة الى توفير الاجواء المناسبة لهم ليتمكنوا من اداء مناسكهم بكل راحة وطمأنينة.
وقال نحن نواجه بعض الصعوبات في العمل الميداني وخصوصا في المشاعر المقدسة ولكن عندما يستشعر كل واحد منا قدسية المكان والزمان وما يقدمه لوفد الرحمن لهو عمل عظيم وثوابه اعظم وأجل، لذلك نحن نعمل على خدمة ضيوف الرحمن ونقل الصورة الحسنة لشباب مكة ووضع البصمات الايجابية في نفوس الحجاج لا سيما غير المتحدثين باللغة العربية.
منصور نظام الدين (إعلامي): يواجه اصحاب الاعمال التطوعية في موسم الحج الكثير من المتاعب والصعوبات ولكن سرعان ما تزول هذه المتاعب ليأتي الاجر والثواب من الله للمكافأة على ما قدموه في خدمة ضيف الرحمن ولنستشعر جميعا قدسية هذه البقعة المشرفة التي انعم الله علينا بالسكنى بها والظفر بخدمة ضيوف بيت الله العتيق.
دعم المؤسسات والشركات
محمد بكر (أحد أفراد الكشافة المتطوعين) نحن نحتاج الى دعم كبير من المؤسسات والشركات الاعلامية الناقلة لهذه الاحداث حتى تكون دافعا معنويا لنا للاستمرار في خدمة ضيوف الرحمن وتلبية احتياجاتهم. وأشار الى ان المكافآت المالية التي تعطى للفرد المتطوع لا تعتبر مانعة لكسب الثواب بل هي دافع معنوي للمبادرة الحسنة في خدمة ضيوف الرحمن.
مواجهة المصاعب
رشيد هارون (أحد أفراد الكشافة): نحن نواجه بعض المصاعب وخصوصا في المشاعر المقدسة فصعوبة التنقل تشكل لنا هاجسا كبيرا يصعب على الجميع تحمله بالإضافة الى زهد المكافآت المالية التي تصرف للعاملين في هذا المجال فهي لا تكفي لتأمين الاحتياجات الضرورية للمتطوع.
زيارة المرضى
محمد عبدالله (أحد شباب مشروع تعظيم البلد الحرام): الجميع لا يدرك ما مدى تأثير الزيارات للمرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا والورود لهم فهي تزرع الامان والراحة في نفوسهم. واستذكر محمد موقفا حصل عند زيارة احد الحجاج المرضى في أحد مستشفيات العاصمة المقدسة وتقديم الورد له، إلا انه ترك ما قدموه له وقام باحتضان الشاب وتقبيله وذرف الدموع وذلك نتيجة ما كان يشعر به من وحدة إلى ان اشعرته الزيارة بالامان والطمأنينة وراحة البال.
خرائط الطرق للكشافة
عبدالظاهر البلوشي (أحد شباب مشروع تعظيم البلد الحرام): العمل التطوعي في خدمة ضيوف الرحمن هو عمل عظيم يتشرف كل فرد لنيل شرفه، وأفراد الكشافة لهم اعمال جليلة في خدمة ضيوف الرحمن الا ان الكوادر التطوعية التابعة للمؤسسات الخاصة لا تعطى اي اهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم، ولا تزود بأبسط مقومات العمل التطوعي لخدمة الحاج وهي الخارطة الكشفية التي يمكن من خلالها الاستدلال على الاماكن والمناطق التي يحتاج الحاج الوصول اليها.
الحاجة إلى دورات مكثفة
طارق عبدالهادي (أحد الشباب المتطوعين): نحن بحاجة ماسة للدورات التي تقدمها الجهات الحكومية كجامعة ام القرى وغيرها للعمل بصورة مثالية في خدمة الحاج وسهولة التخاطب معه ومحاورته والوصول الى تلبية الخدمة المناسبة له.
أهمية إنشاء دورات لتعلم اللغات
فيصل إمام (أحد الشباب المتطوعين): تحتاج الكوادر المتطوعة في اعمال الحج الى دورات تعليمية لتعلم اللغات للتمكن من مخاطبة ضيوف الرحمن ومعرفة احتياجاتهم فلغة الاشارة لا تكفي لإرشاد الحاج التائه.