أقترح على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف عدم القبول أو التصريح ببناء أي مسجد سواء على حساب الوزارة أو على حساب فاعل خير أو أي جهة كانت حكومية أو أهلية مالم يحتو مشروع بناء هذا المسجد على سكن لائق ومناسب للإمام والمؤذن والحارس أو عامل النظافة، لأننا إذا كنا مصرين على سعودة وظيفة الإمام والمؤذن يجب علينا توفير سكن المسجد اللائق بالإمام والمؤذن السعوديين، سعودة أئمة ومؤذني المساجد لايمكن أن يقف ضدها من كان في عقله وقلبه أدنى ذرة من الوطنية، ولكن كيف يكون نظام سعودة هذه الوظائف قابلا للتنفيذ في ظل وجود أسباب جوهرية تعيق تنفيذه في الكثير من بيوت الله .. من أهم هذه الأسباب عدم وجود سكن للإمام والمؤذن وإن وجد قد لا يكون مناسبا لأسرة سعودية متوسطة الحال.
الإمام السعودي مطلوب منه تحمل مسؤولية المسجد والإمامة لخمسة فروض أو بحدها الأدنى الثلاثة فروض الجهرية وذلك ما يعني تواجده وبشكل مستمر بجوار المسجد وهذا لايمكن أن يتم بدون توفر سكن مناسب له ولأسرته، وفي نظري أصبح السكن المناسب الملاصق للمسجد من أهم وسائل الجذب الذي يبحث عنها الإمام السعودي والتي تحضه وتشجعه على الانتظام والمداومة على المسجد والقيام بواجباته كما ينبغي لأن رواتب أو مكافأة الإمامة ضعيفة جدا وغير مشجعة، وقد لايصدق البعض أن هناك مساجد كثيرة لا يتجاوز راتب الإمام فيها الألفي ريال، فهل يكفي هذا الراتب إن لم يوجد سكن للإيجار في أحياء كثيرة لا يجرؤ الطبيب أو المهندس الذي لا يملك إلا راتبه الإيجار والسكن فيها.وموضوع المكافأة أو الراتب قصة أخرى بين وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة المالية وهو مربط الفرس فبعد اجتياز المواطن (اللقطة ) المتقدم ليكون إماما لجميع الاختبارات والمقابلات التي تؤهله لهذه المهمة الشاقة يوجه للمسجد ليمسك زمام الأمور به ويعامل من حينها من الجميع وكأنه موظف رسمي ويحاسب على الأقل من أهل المسجد على أدنى تقصير وينسون وينسى الجميع أنه لازال محتسبا ينتظر دوره في المالية مع لستة المحتسبين المنتظرين وهذا الدور لمن لا يعلم قد يمتد لسنة أو اثنتين. إذن نحن نبحث عن أئمة سعوديين مواظبين على معظم الفروض وذلك مايعني تعهدهم بالمسجد معظم أوقات اليوم سواء بالإمامة أو بالتدريس في حلقة تحفيظ المسجد المرخصة، بالاضافة لما يحتاجه المسجد من متابعه الصيانة والنظافة وبعض الخدمات الرئيسية التي لايمكن الانتظار على أعطالها ولو ساعة كالأجهزة الصوتية والخدمات المركزية كالماء والكهرباء ناهيك عن صبر أيوب الذي سيحتاجه الإمام لمسايسة أو مجابهة قلة قليلة جدا موجودة في معظم المساجد وظيفتهم الأولى والأخيرة البحث عن كل ماهو عيب وخطأ في المسجد، وأمثال هؤلاء معروفون عند الناس ومكشوف دورهم السلبي في بيوت الله ( وهذا الأمر يحتاج إلى مقال مستقل )، نبحث عن أئمة بهذه المواصفات يقومون بكل هذا الجهد وقد لا يتوفر لهم السكن المناسب ولو بحده الأدنى ورواتبهم غير المناسبة أبدا لازالت بعيدة المنال، ونطلب منهم الاحتساب والصبر والارتباط التام الذي لا يتناسب في الغالب وطبيعة الفرد السعودي المقيد اجتماعيا بألف وثاق ورابط .. فمن أين نأتي بهؤلاء الأئمة المنتظمين والمساجد في المدن والحمد لله بالآلاف، وأين العدد الذي يسد حاجة خمسين في المائة من هذه المساجد عل الأقل، وهل البحث والإعلان على أبواب الأوقاف عن الإمام السعودي المنتظم كفيل بإيجاده أو العمل الصادق والجاد لتهيئة كل الظروف لسعودة وظيفة الإمام والمؤذن أولى وأفضل ... وللحديث بقايا.