-A +A
خالد السليمان
بعض حملات الحج الـتي تحمل شعار VIP لتبرير ارتفاع أسعارها لا تختلف في واقع الأمر عن الشقق المفروشة والفنادق المتواضعة التي تتسلح بالأسماء الفاخرة وتدبيج النجوم المضيئة على لوحاتها للترويج لنفسها دون أن تكون اسما على مسمى.
ورأس مال كل حملة حج هو «دوشق» في خيمة مكتظة مع دورات مياه مشتركة وبوفيه طعام مكرر الأصناف والنكهات قد يشبع بطن الحاج وقد «يسهله»، أما تلك الحملات التي تقدم خياما أو مراكب خاصة على أنها الخدمة الفاخرة فإنها في الحقيقة تشتري شغف الناس بالخصوصية والرفاهية الوهمية والمتواضعة لتعيد بيعه عليهم من كيسهم.

ومنذ تحول الحج إلى استعراض حملات وميزات خدمات أصبح حديث العائدين من الحج عن تقييم مستوى الخدمات التي تقدمها حملاتهم وتبادل المعلومات حولها أكثر من الحديث عن تجربة الحج ومناسكه، حتى أصبح المرء يظن أن البعض انشغل بالحملات أكثر من انشغاله بالحج.
أحد أصحاب حملات ما يسمى بالـ VIP برر ارتفاع تكاليف حملته بأن جزءا كبيرا مما يدفعه الحاج يذهب لسماسرة المواقع المتميزة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول آليات وسياسة تأجير المواقع ومن هي الأطراف المستفيدة في الظاهر والباطن من تأجيرها، وهو ما أتمنى أن توضحه لي ولكم وزارة الحج ومؤسسات الطوافة.