-A +A
سعيد السريحي
توقعات مصلحة الأرصاد لحالة الطقس بوجه عام، وفي المنطقة الشرقية بوجه خاص يوم أمس ذكرتني بما كان يروى في الخمسينيات من القرن الماضي عن زعيم عربي سأله أحد الصحفيين عن عدد سكان دولته، ولأن ذلك الزعيم أراد أن يكون دقيقا، ويفوت على الصحفي الذي كان يترصده أي فرصة للإيقاع به، فكر طويلا ثم قال: آخر إحصائية للسكان كشفت عن أنهم بين الأربعة ملايين والأربعين مليونا.
مصلحة الأرصاد بدورها فكرت طويلا وكانت حذرة ألا تمسك عليها أي جهة خطأ فوضعت خمسة احتمالات لحالة الطقس فوصفته، كما جاء في التقرير الذي نشرته «عكاظ»، مرة بأنه حار، وفي مرة أخرى رطب، ومرة ثالثة غبار خفيف، وآخرها فرصة للأمطار الخفيفة والرعدية شمالا، فيما سجلت أيضا أن حالة الجو غائمة جزئيا، وصافية والرؤية الأفقية قد تنخفض.

وعلى المواطنين والجهات المعنية أن يستعدوا لكل واحد من هذه الاحتمالات فقد أبرأت مصلحة الأرصاد ذمتها، ولم تترك غير احتمال واحد أن تتساقط الثلوج فجأة، وتنخفض درجة الحرارة دون الصفر في عز هذا الصيف اللاهب.
تقرير الأرصاد هذا، أو على نحو أصح تقاريرها المتوالية عن حالة الطقس ليوم واحد، ليس استثناء إذ أنه أمر ملاحظ في تقاريرها بصورة عامة على نحو لم يعد بإمكان أحد أو جهة أن يمسك عليها خطأ أو يلومها على سوء توقع فكل الاحتمالات واردة ولكل حالة من حالات الطقس تقرير معد سلفا، ومعلن على رؤوس الأشهاد.
لم يعد أحد يلوم هيئة الأرصاد غير أنه لم يعد أحد يعتد بتقاريرها؛ ذلك أن وضع كل الاحتمالات في سلة واحدة من شأنه أن يفرغ مفهوم التوقع من محتواه العلمي الذي يمكن أن تنبني عليه خطط الجهات المسؤولة، وتصرفات المواطنين، وإذا استمر توقع هيئة الأرصاد على هذا النحو فقد يكون من الأولى والأصلح لها أن تكتفي برصد حالة الطقس يوم أمس، وتترك توقع حالة الطقس غدا لاجتهادات المواطنين، وتحسبات الجهات المعنية.
Suraihi@gmail.com