-A +A
إبراهيم الموسى (الرياض)

اختلفت آراء المدربين حول هوية الفائز من ديربي الاتحاد والأهلي ضمن دوري أبطال آسيا، حيث بينوا في حديثهم لـ «عكاظ» أن الفرص مازالت متاحة للفريقين في ظل النتيجة التي آلت إليها مواجهة الذهاب، مبينين أن المباراة ستحمل تكتيكات معينة من المدربين اللذين يملكان مفاتيح الفوز إذا ما أحسنا الاستفادة من العناصر التي تضمها صفوفهما، ولم يغفل المدربون أهمية العوامل النفسية والمعنوية التي ستكون سلاحا ذا حدين للفريق.. آراء المدربين نستعرضها في السطور التالية:

اليمني: الأهلي يحتاج النفسية

بداية كانت الرؤية لمدرب فريق الرياض الكروي الأول الكابتن أيمن اليمني والذي أكد أن الفريق الاتحادي يملك مكاسب متعددة جراء خروجه منتصرا في موقعة الذهاب بهدف دون رد، ولا شك أنه يدخل المواجهة بفرص متعددة، وما يتطلب من مدرب الفريق الأهلاوي جاروليم أن يركز على إشراك اللاعب الجاهز بدنيا ونفسيا بغض النظر عن اسمه فما شاهدناه من البرازيلي فكتور يؤكد أنه إشركه لاسمه فقط فقد كان بعيدا عن مستواه وعالة على الفريق، كما يجب أن يركز على دعم لاعبيه من النواحي المعنوية والنفسية كون المباراة لم تنته والفارق ليس كبيرا ويمكن تجاوزه بسهولة، خاصة أنهم يلعبون بين جماهيرهم وهي الميزة التي قد ترجح كفتهم، وحول طريقة الأداء ذكر اليمني: «عليه الاستمرار على الطريقة التي اعتاد لاعبوه عليها والمتمثلة في 4/2/2/2 مركزا على البداية الهجومية لإجبار لاعبي الاتحاد على التراجع، وهناك نقطة مهمة يجب على جاروليم استثمارها هجوميا فكما هو معروف للمتابعين إن فكتور يعتمد على قوته البدنية كما أنه يجيد التهديف من زوايا مختلفة، كما يجب أن يكون تيسير الجاسم خلف فكتور لصناعة الكرات له واستثمار تحركاته، وأن لا يغفل عن فرض رقابة لصيقة على رجل الاتحاد والجندي المجهول في أداء الفريق أنس الشربيني، ومطالبة لاعبي الدفاع بالابتعاد عن الفلسفة داخل الصندوق ما قد يعرض شباكهم للخطر».

هلال: كانيدا مطالب بالاستغلال

في المقابل، أوضح المدرب الوطني الكابتن سمير هلال أن هذه المباراة ستكون مختلفة عن مواجهة الذهاب، وأكثر راحة للفريق الاتحادي نتيجة امتلاكه أكثر من فرصة، ويرى أن على الإسباني راؤول كانيدا الاستمرار على نفس المنهجية التي اتبعها في المباراة السابقة مع منح أنس الشربيني مساحة أكبر للتحرك وقيادة الفريق، بالإضافة إلى التركيز على استثمار الكرات الثابتة والعرضية التي يبرع لاعبو الاتحاد في تنفيذها والاستفادة منها، مع عدم إغفال فرض الرقابة على مكامن الخطورة في الفريق الأهلاوي والمتمثلة في أطرافه من خلال تحركات كامل المر ومنصور الحربي وتحركات تيسير الجاسم في وسط الميدان ومشاغبة فكتور سيمويس وعماد الحوسني الهجومية، يضاف إلى ذلك أهمية اعتماده على اللاعب الجاهز بدنيا ونفسيا والقادر على تطبيق فكره داخل الميدان وعدم اللجوء لتغيير أدوار اللاعبين ما قد يسبب الازدواجية والاتكالية بينهم، بجانب حث لاعبيه لعدم الركون لما تحقق وبذل العطاء والتفاعل مع المباراة طوال دقائقها وكذلك السعي وبقوة لإحراز هدف ليصعب المهمة أمام لاعبي القلعة أو على الأقل الخروج من الشوط الأول متعادلا ليزيد بحث لاعبي الأهلي عن التعديل ما سيربك أداءهم ويولد لديهم نزعة الاستعجال وعدم التركيز بسبب الضغط الجماهيري الذي سيقع عليهم.

المطلق: الحسم بأقدام الأجانب

من جانبه، يرى المدرب الوطني صالح المطلق أن هذه المقابلة ستتوقف نتيجتها على ما سيقدمه اللاعبون الأجانب في الطرفين والذين سيكون لهم دور مؤثر فيها، وربما يلمح المتابع أن الأندية السعودية تعتمد في تحقيق نتائجها وبصفة كبيرة على العنصر الأجنبي ومنها طرفا هذه المواجهة الأهلي والاتحاد فهما يملكان لاعبين أجانب على قدر كبير من الأداء والتأثير، فتواجد فكتور سيموس وعماد الحوسني ومن خلفهم صاحب الأداء الثابت بالومينو في الجانب الأهلاوي والذين ستزيد عليهم الضغوط في هذه المواجهة لتحقيق تطلعات الجماهير الأهلاوية لما يملكونه من إمكانيات كبيرة، وكذلك حضور المتحرك أنس الشربيني وصاحب الأداء المميز انديست أمبابي وسوزا الذي تدور الشكوك حول مشاركته والتي لو حدثت فسيخسر الاتحاد واحدا من أهم أسلحته المؤثرة، فكل هؤلاء لهم تأثيرهم على خارطة الفريقين وعلى درجة كبيرة من الأداء المميز والمؤثر على أداء المجموعة وهم من سيساعد الطرفين على بلوغ التطلعات المأمولة.

كميخ: الفريقان يملكان المفاتيح

وحول تأثير اللاعبين السعوديين على أداء الفريقين يؤكد المدرب الوطني الكابتن علي كميخ أن المتواجهين يملكان مفاتيح لعب على قدر كبير من الأداء وبالتالي التأثير على نتائجهما، كما يملكان لاعبين محليين لهم تأثيرهم ويعدون مفاتيح لعب مؤثرة على نتائجهما، فتواجد صاحب الأداء الراقي والمميز تيسير الجاسم في وسط الميدان وكذلك حضور منصور الحربي وكامل المر على الأطراف يشكل خطرا قائما على الفريق المنافس وكذلك يجب ألا نغفل دور اللاعب يحيى عتين في المحور الدفاعي وقتاليته في إفساد معظم هجمات الفريق الخصم، كما أن الفريق الضيف يملك لاعبين لهم خبرتهم الميدانية الكبيرة؛ فمبروك زايد وأسامة المولد وسعود كريري ومحمد نور والذين يمثلون العمود الفقري للفريق ويعدون الأفضل في الدوري السعودي لما يملكونه من حلول فردية كبيرة، كل هؤلاء ستكون لهم كلمتهم خلال سير المواجهة».

الحسيني: العامل اللياقي مهم

ويتناول مساعد مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الكابتن عبداللطيف الحسيني الحديث حول العوامل اللياقية في الطرفين، قائلا: من المؤكد أن الطرفين يملكان أجهزة فنية على مستوى عال يمكنهم من إدراك متطلبات هذه المرحلة وأهميتها في الإعداد اللياقي للاعبين».

وحول كثرة تعرض لاعبي الطرفين للشد العضلي في المباراة السابقة وخاصة من قبل لاعبي الفريق الأهلاوي ذكر الحسيني: «لا يعني تعرض لاعبي الفريق الأهلاوي للشد والسقوط خلال المواجهة الماضية انخفاضا في المستوى اللياقي للاعبيه أو مشكلة في البرنامج اللياقي الذي سار عليه اللاعبون خلال فترة الإعداد ولكن ربما أن الانشغال الفكري الكبير المصاحب للمباراة وأهميتها والضغط المصاحب لها قد يؤثر على الأداء العضلي للاعب ويعرضه بالتالي للشد، وبالتأكيد فإن المرحلة الماضية التي تلت المباراة وما صاحبها من توقف قد تكون سلاحا ذا حدين، فقد تكون أدت دورها المهم بإراحة اللاعبين نفسيا وبدنيا بعد المجهود والأدوار الكبيرة التي وقعت عليهم خلال المنافسة السابقة أو قد يكون توقفا سلبيا خاصة مع قدوم عيد الأضحى المبارك وما يصاحبه من سلبية التغذية والتي لن تغفل الأجهزة الفني في الطرفين من توجيه النصائح للاعبين بالابتعاد عن الأكلات الدسمة والحرص على النوم المبكر، وهما من أهم النواحي لإعداد اللاعبين إعدادا جيدا ومناسبا لأداء ما يطلب منهم، وكذلك فمن المؤكد أن الأجهزة الفنية ستحرص على إجراء تمارين معينة تراعي الأوضاع الاجتماعية في المجتمع السعودي في مثل هذه المناسبات».

السقا: العامل النفسي سيحسم المواجهة

وأخيرا كان للدكتور صلاح السقا أستاذ علم النفس الرياضي المشارك في جامعة الملك سعود رأيه حول العوامل النفسية التي ستقع على كاهل اللاعبين نتيجة للضغوط الجماهيرية عليهم، حيث أكد على أن العامل النفسي يلعب دورا حيويا في كل المنافسات بغض النظر عن أهميتها، وبلا شك سيكون للعامل النفسي للاعبين دوره الحاسم في المواجهة القادمة في تحديد الفريق المنتصر؛ فمن الأهمية بمكان العمل على تجاوز التأثيرات النفسية المصاحبة لهذه الضغوط والمواجهات المصيرية، فالفريق الأهلاوي سيقع تحت ضغط كسر الفارق وضغط جماهيره وهي نفس المعضلة التي مر بها الفريق الاتحادي، فالضغط الجماهيري قد يسبب الحماس الزائد من قبل اللاعبين ما يؤدي إلى الاستعجال والتهور غير المحسوب خاصة لو واجه الأهلي هدفا مبكرا، أما بالنسبة للفريق الاتحادي فهو يؤدي مهمة يفتقد فيها لجماهيره ولكنه في الوقت نفسه يملك الكعب العالي آسيويا بخبرة لاعبيه وتمرسهم وتعودهم على هذه الأجواء ودخولهم للمباراة بفرص متعددة، ولكن ربما تكون مشكلة لاعبيه في إشغال أذهانهم بما بعد المباراة ما قد يؤدي إلى كثرة ارتكابهم للأخطاء المؤثرة والتي قد تؤدي بدورها إلى انهيار اللاعبين نفسيا ومعنويا، والدور الأهم يقع بلا شك على عاتق اللاعب نفسه داخل الميدان وتكوين شخصيته وما اكتسبه من خبرات متراكمة خلال مشاركاته والتي يجب عليه تطويعها لمصلحة فريقه».

الأحمدي: الأهلي فتاك ووسط الاتحاد المفتاح

قال المدرب الوطني بندر الأحمدي إن الأهلي يسعى لتعويض خسارته في مباراة الذهاب والكسب من أجل الوصول للنهائي الآسيوي، ومن ثم تحقيق اللقب لأول مرة في تاريخه بينما سيسعى فريق الاتحاد إلى المحافظة على نتيجة الذهاب واستعادة مجده الآسيوي، ومن هنا نصل إلى النقطة الأولى وهي أهمية المباراة للطرفين، أما من الجوانب الفنية فإن كفة الفريقين متساوية إلى حد كبير مع وجود بعض الفروق الفردية لدى بعض اللاعبين، فالأهلي صاحب الأرض والجمهور في هذا اللقاء يسعى مدربه جاروليم إلى خطف نتيجة المباراة والسيطرة على مجريات اللعب منذ بدايتها والمبادرة بتسجيل هدف مبكر يريح فريقه كثيرا، حيث من المتوقع أن يدخل اللقاء بتشكيل مكون من المتألق آسيويا المعيوف في حراسة المرمى والذي يقدم مستويات لافتة في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى أن الأهلي يملك قوة ضاربة في خط الهجوم بتواجد فيكتور والحوسني، ومن خلفهما تيسير الجاسم مع عودة ياسر الفهمي كبديل يصنع الفارق في أي لحظة يشارك فيها، ويشارك محورا الارتكاز يحيى عتين ومعتز بأدوارهما الدفاعية والهجومية في نجومية خط الوسط الأهلاوي، بينما المشكلة الكبيرة التي تؤرق الأهلاويين هي دفاعات الفريق التي تعاني من الارتباك والاتكالية أحيانا، أما على مستوى الفريق بشكل عام، يتميز الأهلي بسرعة نقل الكرة والوصول المتكرر لمرمى المنافس إضافة لتطبيق الضغط على حامل الكرة وسرعة الارتداد الهجومي، ويظهر الأهلي في معظم مبارياته بطريقة (4 ــ 4 ــ 2) تتحول في الحالة الهجومية إلى (4 ــ 3 ــ 3) .

في الجانب الآخر، يملك الاتحاد القوة والاتزان في خطوطه إضافة للخبرة الكبيرة لدى لاعبيه في الاختبارات الآسيوية، فالحراسة مطمئنة بوجود مبروك زايد والهجوم القوي إذا ما بدأ المدرب بنايف هزازي وانطلاقات أنس الشربيني المفاجئة من منتصف الملعب وربما إشراك فهد فلاتة، ونجد أن خط الوسط الاتحادي قوي ومتماسك بتواجد عناصر الخبرة والذي يقوده محمد نور الذي يملك جزءا كبير من الخبرة والجرأة ويعتبر نور مفاتيح اللعب في الاتحاد، أما دفاعات الاتحاد فهي الأضعف بين خطوط الفريق فالبطء الشديد والتباعد وعدم القدرة على القيام بالرقابة اللصيقة تجعل من خط الدفاع الحلقة الأضعف في المنظومة الاتحادية، أما المدرب الاتحادي كانيدا فهو مدرب يستطيع قراءة المباراة بشكل جيد وتدخلاته عادة ما تكون إيجابية ومؤثرة، ويعتمد على إمكانيات نور والشربيني ونايف هزازي الهجومية ويعمل على تقارب الخطوط مع التركيز على الكرات الطويلة وعمل العرضيات للاستفادة من النواحي التهديفية لدى الهزازي والوصول لمرمى الأهلي من أقصر الطرق مع التحفظ دفاعيا واللعب بطريقة (4 ــ 5 ــ1) للسيطرة على وسط الميدان والمحافظة على أقل تقدير على شباكه نظيفة في هذا اللقاء.