-A +A
يعكس الحراك السياسي المكثف الذي تشهده المملكة هذا الأسبوع، بدءا بزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لجدة أمس، وصولا إلى الزيارة المرتقبة غدا لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للمملكة، الكثير من الدلالات والحقائق السياسية الهامة في المنطقة، ففضلا عن أهمية تلك الزيارات في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية للمملكة مع الشركاء الاستراتيجيين في العالم، إلا أنها تشير إلى تعقيدات الظروف المحيطة بالمنطقة، وخصوصا ما يتعلق بالأزمة السورية وتحدياتها الإقليمية والعالمية.
كما أن القمتين السعودية ــ الفرنسية، والسعودية ــ البريطانية تعكسان أهمية الدور السعودي في تعزيز الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، بل إن الزيارتين تؤكدان بأن المملكة إحدى أهم الدول التي تملك العديد من المفاتيح المهمة لحل العديد من القضايا المعقدة في منطقتي الشرق الأوسط والخليج على امتداد شريطيه الشرقي والغربي.

ويبدو أن التحركات السياسية للوصول إلى حل ناجع وواضح للأزمة السورية، في ظل تعثر جهود المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي وفشل هدنة عيد الأضحى التي دعا إليها، بدأت تأخذ مسارا مختلفا ومتسارعا، يتضح ذلك من المحاولات الحثيثة لتوحيد صوت المعارضة في مؤتمر الدوحة، فضلا عن تحرك الدول القوية والمؤثرة، ما يشكل نقلة نوعية في تطورات الأزمة السورية في ظل المتغيرات الميدانية والسياسية.