-A +A
جوزيف حرب (الترجمة)
لن يكون أمام الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الرئيس باراك أوباما الكثير من الوقت لكي يستمتع بإعادة انتخابه، فهناك عالم خطير ومعقد بانتظاره، بالإضافة إلى سلسلة من القضايا الداخلية الشائكة، أهمها:
* الميزانية والدين العام والعجز: فمن المؤكد أن الأمر الأكثر إلحاحا بالنسبة للرئيس المنتخب سيكون «مد اليد إلى المعسكر الآخر» أي الحزب الجمهوري، على أمل تشكيل آلية سياسية قادرة على التوصل إلى تفاهمات وحلول وسطية. ومن الواضح أن التوصل إلى اتفاق مع الكونغرس ضروري جدا لتفادي تفاقم أزمة الميزانية، التي من شأنها أن تنعكس سلبا على البلاد خلال فترة لا تتعدى نهاية يناير القادم. وإذا لم ينجح الديموقراطيون والجمهوريون في التوصل إلى تفاهم، فإن الميزانية سوف تتعرض إلى خفض بقيمة 400 مليار دولار، ابتداء من أول يناير 2013. كما أن قضية الدين العام بحاجة إلى معالجة جذرية، علما بأن الجانبين سبق أن اعترفا بضرورة خفض الإنفاق الفدرالي.

* الصحة: وهذه قضية شائكة أيضا، إذ إن مستقبل نظام الحماية الاجتماعية والصحية على المحك. وقد وعد المرشح الخاسر ميت رومني بأنه لن يعارض كليا النظام الصحي الذي أقره أوباما، لكنه اقترح إجراء بعض التعديلات عليه.
* العمل: هذا الموضوع كان من القضايا الرئيسية التي هيمنت على الحملة الانتخابية. فقد وعد رومني بتوفير 12 مليون فرصة عمل، أي بمعدل 250 ألف فرصة شهريا، وذلك بفضل الإنتاج المتزايد للنفط والغاز. أما أوباما فقد تحدث عن خلق مليون فرصة عمل خلال أربع سنوات، عبر تطوير برامج الطاقات البديلة، والتكنولوجيات المتقدمة.
* التعليم، والهجرة، والمناخ: وهنا يبدو أن إصلاح المدارس الرسمية الابتدائية والثانوية في طليعة الأولويات، وذلك بغية تحفيز الشباب على العمل من أجل استعادة القدرة التنافسية للمنتجات الأمريكية. كما أن قضية الهجرة تتطلب معالجة جذرية للحد من المشاكل الناجمة عن الهجرة غير الشرعية. وقد وعد أوباما بالعمل على إيجاد الحل لأوضاع 12 مليون مهاجر غير شرعي يتواجدون اليوم على الأراضي الأمريكية. وهناك أيضا مسألة التوصل إلى اتفاق بشأن العلاقة بين الطاقة والمناخ، بشكل يسمح بإيجاد الحلول اللازمة لقضية التغيير المناخي.
* الشرق الأوسط: وهنا يبدو أن القضايا الخارجية ترمي بثقلها أيضا على الرئيس المنتخب. فقضية البرنامج النووي الإيراني تبدو الأكثر أهمية في المستقبل القريب. لكن هناك تحديات أخرى شرق أوسطية تواجه الرئيس الجديد، في طليعتها الحرب الأهلية في سوريا، ومستقبل العلاقات مع مصر، ومستقبل ليبيا، التي تشهد موجة من الاضطرابات المتلاحقة، بالإضافة إلى مسألة تنظيم عملية الانسحاب من أفغانستان في العام 2014.
* آسيا: فالصين ــ القوة الصاعدة ــ ستكون في صميم اهتمامات الرئيس الأمريكي المنتخب. ولعل تصرفات بكين الامبريالية تجاه اليابان في بحر الصين هي من القضايا التي تثير القلق الشديد في واشنطن. وهناك أيضا بوادر أزمة اقتصادية تلوح في الأفق مع العملاق الأصفر الذي اتهمه رومني بأنه يتلاعب بأسعار العملات. ويتساءل الخبراء عن ماهية التدابير التي تستطيع أمريكا استخدامها من أجل ممارسة الضغوط على الصين، علما بأن العجز في الميزان التجاري بين البلدين قد ارتفع من 6 ملايين دولار في العام 1985 إلى 295 مليار دولار في العام 2011 لصالح الصين.