لعل أول مغاربي عاتب المشارقة على تقصيرهم في حق إخوانهم المغاربة كان فرحات الدراجي، حين كتب مقالة نشرها بجريدة البصائر الجزائرية، وذلك سنة 1937 حين زعم قائلا: «اشتغالنا بالشرق، أنسانا أنفسنا»!
والحق أن المشرق هو مصدر الثقافة العربية، وهو الملهم للمغرب، وهو مثله الأعلى، ويمثل ذلك في كثير من الكتابات المغاربية، ومن ذلك ما كتب محمد البشير الإبراهيمي في منتصف القرن العشرين في جريدة البصائر نفسها، مناقضا فرحات الدراجي في مطلع إحدى مقالاته: «داو جراحنا يا شرق»!
غير أن الشرق العربي يومئذ لم يكن يكاد يمثل إلا في مصر والشام والعراق، فكان الخليج العربي غير محسوب في أذهان المغاربة، مثله مثل السودان أيضا...
وزار وفد مصري الجزائر مع فرقة يوسف وهبي المسرحية في منتصف القرن العشرين أيضا، فخاطبه محمد البشير الإبراهيمي بما معناه: ما من أحد من هؤلاء إلا من يلوك لسانه بأدب الشرق وأخباره...
ويعاتب المغاربة إخوانهم المشارقة على التقصير في قراءة أدبهم، وتقريره في الكتب المدرسية، من حيث كنا نجد هذه الكتب المدرسية، المصرية، بحكم سبق مصر الثقافي، مقررة في المدارس المغاربية على عهد الاستعمار الفرنسي نفسه. غير أنا لا نكاد نجد فيها إلا نصوصا قليلة جدا لمغاربة. وقد احتج طه حسين بعناية المشارقة بأدب المغاربة بأن قرر نصا من رواية «السد» لمحمود المسعدي، وذلك حين كان وزيرا للمعارف؛ غير أن طائرا واحدا لا يمثل طقوس الربيع، كما يقول المثل الفرنسي.
لقد ظل المغاربة، إلى اليوم، أكثر اهتماما بما يكتب المشارقة، حتى لا تجد جامعيا مغاربيا واحدا لا يعرف أدباء الشرق كتابهم وشعراءهم، في حين تجد أكبر النقاد المشارقة، وخصوصا في مصر والشام، لا يكادون يعرفون عن الأدباء المغاربة إلا قليلا. وقد كنت وكمال أبو ديب في ندوة جدة (قراءة جديدة لتراثنا النقدي)، فانتهى بنا الحديث إلى شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، فقال لي: من هو مفدي زكرياء؟، كما تساءل عن محمد العيد من يكون!؟ وبالمناسبة فقد كتب عن هذا الشاعر الجزائري الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع الذي يعد وجها من الوجوه الثقافية والجامعية المتألقة، في المملكة، كتابا أهداناه في إحدى زياراتنا لجامعة الإمام بالرياض..
غير أن كل هذا أصبح في حكم الماضي بعد أن تأسست الفضائيات العربية، وأصبح العالم قرية واحدة صغيرة؛ فقد اقترب ما كان بعيدا بين المشرق والمغرب، فاغتديا جسما واحدا، وروحا واحدا.
والحق أن المشرق هو مصدر الثقافة العربية، وهو الملهم للمغرب، وهو مثله الأعلى، ويمثل ذلك في كثير من الكتابات المغاربية، ومن ذلك ما كتب محمد البشير الإبراهيمي في منتصف القرن العشرين في جريدة البصائر نفسها، مناقضا فرحات الدراجي في مطلع إحدى مقالاته: «داو جراحنا يا شرق»!
غير أن الشرق العربي يومئذ لم يكن يكاد يمثل إلا في مصر والشام والعراق، فكان الخليج العربي غير محسوب في أذهان المغاربة، مثله مثل السودان أيضا...
وزار وفد مصري الجزائر مع فرقة يوسف وهبي المسرحية في منتصف القرن العشرين أيضا، فخاطبه محمد البشير الإبراهيمي بما معناه: ما من أحد من هؤلاء إلا من يلوك لسانه بأدب الشرق وأخباره...
ويعاتب المغاربة إخوانهم المشارقة على التقصير في قراءة أدبهم، وتقريره في الكتب المدرسية، من حيث كنا نجد هذه الكتب المدرسية، المصرية، بحكم سبق مصر الثقافي، مقررة في المدارس المغاربية على عهد الاستعمار الفرنسي نفسه. غير أنا لا نكاد نجد فيها إلا نصوصا قليلة جدا لمغاربة. وقد احتج طه حسين بعناية المشارقة بأدب المغاربة بأن قرر نصا من رواية «السد» لمحمود المسعدي، وذلك حين كان وزيرا للمعارف؛ غير أن طائرا واحدا لا يمثل طقوس الربيع، كما يقول المثل الفرنسي.
لقد ظل المغاربة، إلى اليوم، أكثر اهتماما بما يكتب المشارقة، حتى لا تجد جامعيا مغاربيا واحدا لا يعرف أدباء الشرق كتابهم وشعراءهم، في حين تجد أكبر النقاد المشارقة، وخصوصا في مصر والشام، لا يكادون يعرفون عن الأدباء المغاربة إلا قليلا. وقد كنت وكمال أبو ديب في ندوة جدة (قراءة جديدة لتراثنا النقدي)، فانتهى بنا الحديث إلى شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، فقال لي: من هو مفدي زكرياء؟، كما تساءل عن محمد العيد من يكون!؟ وبالمناسبة فقد كتب عن هذا الشاعر الجزائري الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع الذي يعد وجها من الوجوه الثقافية والجامعية المتألقة، في المملكة، كتابا أهداناه في إحدى زياراتنا لجامعة الإمام بالرياض..
غير أن كل هذا أصبح في حكم الماضي بعد أن تأسست الفضائيات العربية، وأصبح العالم قرية واحدة صغيرة؛ فقد اقترب ما كان بعيدا بين المشرق والمغرب، فاغتديا جسما واحدا، وروحا واحدا.