الثلاثاء الماضي كتبت في هذه الزاوية عن «ما كان عليه كبارنا» من أطباء وذكرت أنه إذا مرض الإنسان، حزن قلبه، ورقت نفسه، وكان جديرا جدا بالعطف والمعاملة الحسنة والحنان. وهذا ربما أجدى لديه من بعض العلاجات، كما أن الدواء (الشافي) يكون بلا طعم ولا أثر، إذا كان الطبيب أو العامل الصحي متشنجا، آليا، جامدا لا رؤوفا ولا رحيما. فالمريض يحتاج إلى احترام وتعامل وإنسانية أولا وأخيرا لاسيما إذ كان طفلا، فما بالك الطبيب إن لم يعط المريض وأهله الصدق والأمانة ويكون العامل الوحيد في الطب هو الجشع والطمع والإهمال، مثل ما صرح به في هذه الجريدة والد الضحية الطفل صلاح الدين (يرحمه الله) الشيخ يوسف عبداللطيف جميل. عظم الله أجركم يا يوسف ويا أم صلاح الدين وآل جميل في فقيدكم يرحمه الله.
ونعود للخزعة اللمفاوية علميا وأذكر أن الغدد اللمفاوية هي بوابة الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا، وهي الجهة المحاربة لأي التهاب في الجسم، وكنا ونحن طلاب طب نسميها «بوليس الجسم» أي هي التي تسهر على أمن الجسم وحمايته من الجراثيم، وهي التي تصنع خلايا الدم البيضاء، وهي المدرسة التي تعلم الخلايا البيضاء كيفية قتل الفيروسات الدخيلة، فعند إصابة الحلق بأي التهاب، من الطبيعي أن تستنفر تلك الغدة حتى تحارب هذا الالتهاب، وهذا الاستنفار يكون إما على شكل ألم فقط أو تضخم وألم لتلك الغدد. الغدة الملتهبة تكون حرة الحركة يعني عند تلمسها تغير مكانها، أما المصابة بأي مرض آخر فتكون ثابتة وقاسية. فالطبيب الجيد والمخلص يستطيع بكل اطمئنان أن يتأكد من نوع تضخم الغدة بأنها ليس إلا ردة فعل طبيعي لالتهاب حاد في الفم والحلق ولا حاجة لأخذ خزعة للمختبر وتعرض المريض لمضاعفات التخدير الموضعي كان أم العام. فالعين واليد وحواس الطبيب الخمس وعلمه وخبرته وقلبه وأمانته هي أرقى وسائل التشخيص. أما عن الخزعة (Biopsy) العقد الليمفاوية هو فحص غزوي (Invasive)، تؤخذ خلاله عينة من غدة ليمفاوية (Lymph node) واحدة أو أكثر، كي يتم فحصها عن كثب تحت المجهر. هنالك عدة أنواع من الخزعات، المشترك بين جميعها هو استعمال أداة حادة لاقتطاع قطعة من النسيج، وفي أغلب الأحيان، يكفي الشفط بالإبرة ويسمى طبيا «بزل العقدة اللمفية» (FNA - Fine needle aspiration)، ليتم خلالها تخدير منطقة الفحص، تخديرا موضعيا وليس عاما. ثم يدخل الطبيب إبرة ذات طرف خاص يبلغ سمكه حوالى 3 4 ملم، إلى الغدة الليمفاوية ويسحب بواسطته قطعة من النسيج. هذا كل ما في الأمر لا تنويم ولا بنج عام.
بالمناسبة، لا يوجد في الحقل الطبي إجراء يستغرق دقيقة واحدة فقط حسب ما جاء على لسان الطبيب وفقا لما نشر في هذه الجريدة. مع كل احترامي لمن يهمه الأمر أزكي اقتراح رئيس تحرير هذه الجريدة وقرار معالي وزير الصحة بإغلاق المستشفى المعني لمدة شهرين لتصحيح وضعه، وقد وصف الأستاذ خلف الحربي بأن أرقام الأخطاء الطبية «عار» فلا أدنى من «العار». يرحمك الله يا صلاح الدين فقد كنت ضحية طمع وإهمال والله المستعان.
للتواصل ((فاكس 6079343))
ونعود للخزعة اللمفاوية علميا وأذكر أن الغدد اللمفاوية هي بوابة الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا، وهي الجهة المحاربة لأي التهاب في الجسم، وكنا ونحن طلاب طب نسميها «بوليس الجسم» أي هي التي تسهر على أمن الجسم وحمايته من الجراثيم، وهي التي تصنع خلايا الدم البيضاء، وهي المدرسة التي تعلم الخلايا البيضاء كيفية قتل الفيروسات الدخيلة، فعند إصابة الحلق بأي التهاب، من الطبيعي أن تستنفر تلك الغدة حتى تحارب هذا الالتهاب، وهذا الاستنفار يكون إما على شكل ألم فقط أو تضخم وألم لتلك الغدد. الغدة الملتهبة تكون حرة الحركة يعني عند تلمسها تغير مكانها، أما المصابة بأي مرض آخر فتكون ثابتة وقاسية. فالطبيب الجيد والمخلص يستطيع بكل اطمئنان أن يتأكد من نوع تضخم الغدة بأنها ليس إلا ردة فعل طبيعي لالتهاب حاد في الفم والحلق ولا حاجة لأخذ خزعة للمختبر وتعرض المريض لمضاعفات التخدير الموضعي كان أم العام. فالعين واليد وحواس الطبيب الخمس وعلمه وخبرته وقلبه وأمانته هي أرقى وسائل التشخيص. أما عن الخزعة (Biopsy) العقد الليمفاوية هو فحص غزوي (Invasive)، تؤخذ خلاله عينة من غدة ليمفاوية (Lymph node) واحدة أو أكثر، كي يتم فحصها عن كثب تحت المجهر. هنالك عدة أنواع من الخزعات، المشترك بين جميعها هو استعمال أداة حادة لاقتطاع قطعة من النسيج، وفي أغلب الأحيان، يكفي الشفط بالإبرة ويسمى طبيا «بزل العقدة اللمفية» (FNA - Fine needle aspiration)، ليتم خلالها تخدير منطقة الفحص، تخديرا موضعيا وليس عاما. ثم يدخل الطبيب إبرة ذات طرف خاص يبلغ سمكه حوالى 3 4 ملم، إلى الغدة الليمفاوية ويسحب بواسطته قطعة من النسيج. هذا كل ما في الأمر لا تنويم ولا بنج عام.
بالمناسبة، لا يوجد في الحقل الطبي إجراء يستغرق دقيقة واحدة فقط حسب ما جاء على لسان الطبيب وفقا لما نشر في هذه الجريدة. مع كل احترامي لمن يهمه الأمر أزكي اقتراح رئيس تحرير هذه الجريدة وقرار معالي وزير الصحة بإغلاق المستشفى المعني لمدة شهرين لتصحيح وضعه، وقد وصف الأستاذ خلف الحربي بأن أرقام الأخطاء الطبية «عار» فلا أدنى من «العار». يرحمك الله يا صلاح الدين فقد كنت ضحية طمع وإهمال والله المستعان.
للتواصل ((فاكس 6079343))