-A +A
عثمان النعماني (القاهرة)
حذر خبراء مصريون من ان فشل الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق سيحمل معه مخاطر جمة على العراق وعلى منطقة الشرق الأوسط. وأكدوا ضرورة التعامل بحزم مع تنامي خطر الطائفية في العراق والذي تصر بعض الأطراف الإقليمية على اللعب به. وتوقع الدكتور محمد السعيد إدريس الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ان تشهد الساحة العراقية في الآونة المقبلة تزايد خطر المليشيات من خلال حدوث اجتياحات للميليشيات للعاصمة العراقية وهو ما حذرت منه هيئة علماء المسلمين داعية إلى تنسيق المواقف بين الفصائل المختلفة للمقاومة الأمر الذى أدى إلى تقارب ملموس بين ما يسمى بـالجيش الإسلامي الذى يضم العدد الأكبر من عناصر الجيش العراقى المنحل وفصيل أنصار السنة المقرب من تنظيم القاعدة.
واعرب السعيد عن اعتقاده ان الإستراتيجية الأمريكية قد تزيد من الانقسامات داخل العراق وتعطيل عملية المصالحة الوطنية التي لن تتحقق اذا لم يتم أخذ الشروط الأربعة التي طرحتها هيئة علماء المسلمين في الحسبان وهي جدولة انسحاب القوات المحتلة وإعادة النظر بموضوع اجتثاث البعث والاعتراف بالمقاومة وإيقاف العمل بالدستور العراقي.

ورأى ان الوجود العسكرى فى العراق اصبح عاملا رئيسيا من عوامل تدهور الوضع الامر الذى يمكن ان يقود الى تدمير العراق وتقسيمه من خلال قوانين الطائفية السياسية والفيدرالية وغيرها وهم الآن يفعلون ما هو أخطر حيث يقودون مشروع تمزيق العراق لإثبات نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يرمي إلى إعادة ترسيم الخرائط السياسية على أسس التوافق العرقي والطائفي بما يسمح بظهور دول منسجمة مع نفسها عرقياً وطائفياً على حساب الدول الكبيرة المركبة عرقياً وطائفياً كما هو حال العراق الراهن وغيره من الدول العربية والإسلامية متعددة الأعراق أو المذاهب أو الطوائف.
من جهته اكد الدكتور حسن أبو طالب رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي ان نجاح أي استراتيجيات أو خطط بشأن العراق يحتاج إلى توافق إقليمي ودولي حول عدة مبادئ وأهداف رئيسية ومنها دعم المصالحة العراقية كما يريدها العراقيون أنفسهم وعدم التدخل في الشأن العراقي مستقبلا ووقف التدخلات بالفعل من قبل أطراف إقليمية لاسيما إيران.
واشار الى ان إستراتيجية بوش بها الكثير من جوانب النقص التي قد تقود إلى الإخفاق ومنها تجاهل الواقع العراقي فإذا كان بوش قد دعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى العمل وتعديل بعض القوانين بما فيها اجتثاث البعث‏ وتقاسم الثروة النفطية وإشراك السنة في العملية السياسية‏‏ لكنه تجاهل عمدا الحديث الصريح عن النزعة الطائفية الشديدة وعن سطوة ميليشيات بدر ومقتدى الصدر على الأجهزة الأمنية العراقية.‏
فيما يرى الدكتور أحمد الصاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان هذه الإستراتيجية تهدف إلى تفتيت العراق وليس إقرار الأمن فيه لأن إقرار الأمن يحتاج لإجراءات أكثر وهو ما يظهر أن واشنطن ليس في حساباتها استقرار العراق وإنما هي لها أجندة حقيقية غير معلنة ويجب التعامل معها بجدية تهدف لاستنزاف النفط العراق.
واشارالى ان الخلاف القائم بين نوري المالكي وجورج بوش لن يؤثر على نجاح الاستراتيجية الامريكية ولكنه قد يؤدي الى تغيير حكومة المالكي لانها لم تنجح في انجاز المهام التي حددتها واشنطن لها مستبعدا في نفس الوقت ان تشهد الساحة السياسية مفاوضات أمريكية إيرانية حول استقرار العراق كون طهران لديها اجندة تهدف للسيطرة على جنوب العراق وخاصة البصرة الغنية بالنفط وهو ما ترفضه واشنطن بقوة .