اكد سمو ولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز ان المملكة تعمل على دعم نمو الاقتصاد العالمي من خلال السعي لاستقرار اسواق البترول وقال سموه في كلمته امس خلال حفل الغداء الذي اقامته المنظمات الاقتصادية في اليابان ان المملكة تسعى دوما لمحاربة الارهاب وتوطيد السلام والاستقرار الدوليين وفيما نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة السيد كاكوتارو كيتاشيرو رئيس الجمعية اليابانية لكبار
التنفيذيين.
الاصدقاء الافاضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لازلت أذكر بالاعتزاز زيارتي الاولى لبلدكم الصديق في عام 1960م وما قوبلت به من حفاوة رائعة من اصدقائنا في اليابان وها أنا اليوم أعود مرة أخرى لهذا البلد الصديق حاملا معي كل الود والتقدير من شعب وحكومة المملكة العربية لسعودية.
ولقد سررنا باحتفال بلدينا منذ فترة وجيزة بمرور خمسين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما حيث شهدت علاقاتنا خلال هذه الفترة نموا متزايدا في مختلف المجالات من خلال تبادل الزيارات على كافة المستويات.
واليوم وبفضل القيادة الحكيمة لبلدينا تشهد هذه العلاقات تطورا مهما للتعاون لما فيه مصلحتهما المشتركة انطلاقا من المكانة التي يتمتعان بها على المستويين الاقليمي والدولي فالمملكة تضم قبلة المسلمين وتسعى دوما وفقا لما تمليه تعاليم الدين الاسلامي الحنيف لمحاربة الارهاب وتوطيد السلام والاستقرار الدوليين لان ذلك هو الطريق الوحيد لتعايش الامم والشعوب. كما أن المملكة وهي المصدر الرئيسي للبترول لاتهدف الى تحقيق التنمية الشاملة في المملكة فحسب بل ان من ثوابت سياستها البترولية العمل في دعم نمو الاقتصاد العالمي من خلال السعي لاستقرار أسواق البترول. أما اليابان فقد تمكنت بفضل جهود أبنائها من النهوض بعد ويلات الحرب لتكون واحدة من أهم الدول الصناعية في العالم وثانىة أكبر قوة اقتصادية.. هذه الانجازات التي حققتها الدولتان بفضل القيم والاخلاق العظيمة التي يتمتع بها شعبا البلدين جعلتهما يستحقان احترام وتقدير دول العالم أجمع مما فرض عليهما مسؤولية اكبر على المستويين الاقليمي والدولي.
أيها الحضور الكرام.
ان بلدكم الصديق هو الشريك التجاري الثاني للمملكة كما أن العلاقات بين البلدين قد شهدت انطلاقة جديدة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى اليابان عام 1998م وتم التوقيع خلالها على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين نحو القرن الحادي والعشرين.
وقد جاء قرار المملكة بافتتاح ملحقية تجارية سعودية في طوكيو في اطار حرص المملكة على هذا التعاون الاستراتيجي وتقديرا منها للعلاقات التجارية المتميزة مع اليابان.
أيها الاصدقاء.
اننا نأمل ان يشهد التعاون الاقتصادي بين بلدينا المزيد من التطور في مختلف المجالات حيث أثبتا قدرتهما على الدخول في المشاريع الكبيرة والحيوية لما فيه مصحلتهما ومن ذلك المشاريع المشتركة بين الجانبين في الصناعات البترولية والبتروكيماوية في كلا البلدين. وفي الختام أود ن أؤكد لاصدقائنا أن المملكة ستستمر في بذل كل جهد لتقديم كافة التسهيلات المناسبة لاقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية المشتركة التى تعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
وكان سمو ولي العهد شرف حفل الغداء الذي اقامته المنظمات الاقتصادية في اليابان وهي اتحاد اليابان للهيئات الاقتصادية وغرفة التجارة والصناعة اليابانية وجمعية اليابان للتجارة الخارجية وجمعية الصداقة اليابانية السعودية وجمعية رجال الاعمال اليابانيين في فندق الابريال في طوكيو امس تكريما لسموه والوفد المرافق. وقد تبودلت خلال الحفل الكلمات الترحيبية حيث القى رئيس جمعية اليابان لرجال الاعمال كاكوتارو كيتاشيرو كلمة نيابة عن المنظمات الخمس عبر فيها عن شكره وامتنانه لسمو ولي العهد على تشريفه حفل الغداء. وقال : اننا رجال الاعمال في اليابان نشعر بسرور عظيم لاستقبال سموكم في اليابان بمناسبة مرور خمسين عاما على اقامة العلاقات السياسية بين البلدين الصديقين . واستعرض تاريخ علاقات الصداقة الودية بين البلدين مبينا ان الزيارة الحالية لسمو ولي العهد ولقاءات سموه مع جلالة امبراطور اليابان وولي عهد اليابان وعدد من المسئولين اليابانيين ستعزز وتعمق هذه العلاقات . وابرز دور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العالمين العربي والاسلامي دينيا وثقافيا وتاريخيا واسهامها في الاستقرار والسلم في العالم. وتناول رئيس جمعية اليابان لرجال الاعمال في كلمته دور المملكة المهم في منظمة الاوبك وغيرها من المنظمات من اجل استقرار امدادات البترول وثبات اسعاره.