افتتح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا، البارحة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ونائب رئيس وزراء جمهورية النمسا وزير الخارجية ميخائيل شيبندلاجر ووزير خارجية مملكة إسبانيا خوسيه مانويل جارثيا مارجاللو وأعضاء مجلس إدارة المركز وأكثر من 600 شخصية عالمية وذلك في مبنى شتورني التاريخي بفيينا. وقص أصحاب السمو والمعالي الوزراء وأعضاء مجلس إدارة المركز شريط افتتاح مقر المركز، والتقاط الصور التذكارية، بعدها أزيح الستار عن لوحة تذكارية للفنان السعودي ضياء عزيز ضياء وهي صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يسقي شجرة وحوله أطفال صغار من مختلف دول العالم. بعد ذلك، عقد مجلس إدارة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الاجتماع الأول للمجلس في مبنى المركز برعاية أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول الأطراف بحضور أعضاء مجلس الإدارة ومعالي الأمين العام ونائبته. وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في تصريح صحفي عقب الاجتماع: «إن اجتماع أتباع الأديان والثقافات التي تؤثر على البشر في هذا المركز جاء ليجعلها في خدمة البشر ولأغراض السلام ونشر الخير على هذه الأرض ليكون عامل خير وأن تكون الخلافات المذهبية عنصرا للتفاهم وليس عنصرا للتصادم». وأضاف «هذا اليوم تاريخي بافتتاح هذا المركز والذي نأمل أن يكون ذا أثر فعال لتقريب الناس إلى بعض وفي حل الأزمات بالطرق السلمية وهذا لن يأتي إلا بمعرفة الناس بعضهم لبعض ولن يعرفوا الناس إلا بمعرفة معتقداتهم وهذا ما نأمله من المركز»، وزاد «المركز مبادرة إنسانية جادة للتعايش وانطلاقة لتشجيع الحوار ونبذ العنف والإرهاب»، وأوضح سمو وزير الخارجية، أن هذا المركز هو الوحيد الذي أعضاؤه من العلماء وكلمتهم أساسية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. من جهته، أشار نائب رئيس وزراء النمسا وزير الخارجية ميخائيل شيبندلاجر من جانبه إلى أهمية المركز ودوره في نشر ثقافة الحوار والتعايش والتسامح مع الآخر وقال: «إن المركز يعد نتاجا لحوارات سابقة بين دول الأطراف»، معربا عن سعادته وارتياحه لافتتاح هذا المركز في العاصمة النمساوية. وبين أن بلاده تضم عدة منظمات دولية، عادا المركز منظمة دولية جديدة تضاف إلى بقية المنظمات التي تتخذ من فيينا مقرا لها. وأكد شيبندلاجر أن النمسا لديها تقليد في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتحتفل هذا العام بمرور مئة عام على اعتماد الدين الإسلامي كدين رسمي في البلاد، وحذر من استغلال الأديان في العنف والتطرف، مبينا أن مثل هذا المركز يعمل على معالجة ذلك.
واستعرض وزير خارجية مملكة إسبانيا خوسيه مانويل جارثيا مارجاللو من جانبه فكرة نشأة المركز واستضافة اسبانيا لمؤتمر الحوار في مدريد في عام 2008م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وعد افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ثمرة للجهود التي بذلتها الدول الأطراف لتأسيس هذا المركز، متمنيا التوفيق والنجاح لهذا المركز.
وتحدث في حفل الافتتاح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقال في كلمته: «المركز سيساهم في نشر ثقافة السلام والاتفاق على مبادئ مشتركة بين أتباع الديانات وإنهاء العنف».
أما الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، فطالب في كلمته في حفل الافتتاح بإصدار قانون دولي يجرم الإساءة للأديان، وقال: «المركز جاء رغبة من الملك عبدالله لتعزيز الحوار بين الشعوب»، من جهته، أوضح الأمين العام للمركز فيصل بن معمر أن هناك 21 جهة تشجع على الحوار في العالم تشارك بالمركز.