-A +A
الوكالات (رام الله، غزة)
احتشد فلسطينيون في الميادين وهم يلوحون بالاعلام بعدة مدن في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل بدء تصويت في الامم المتحدة امس على اقتراح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بترقية وضع فلسطين في المنظمة الدولية الى «دولة مراقب».
ومنحت السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس عطلة للمدارس والموظفين في الضفة الغربية المحتلة بعد الظهر ليتسنى لهم حضور الاحتفالات في رام الله ونابلس وبيت لحم والخليل.

وفي عرض نادر للوحدة سمحت حركة حماس المنافسة لعباس لمؤيدي الرئيس من حركة فتح بتنظيم مظاهرة مماثلة في غزة التي تديرها حماس منذ عام 2007.
وعبرت الحشود عن سعادتها بإعلانات التأييد التي صدرت في اللحظة الاخيرة من جانب دول بغرب اوروبا لاقتراح عباس والتي زادت من فرص التصويت الواسع لصالحه في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم في عضويتها 193 دولة. وغطت الاعلام الفلسطينية المباني في قلب مدينة رام الله بالضفة الغربية. وترددت الاغاني الوطنية من مكبرات الصوت بينما شارك أطفال في مسيرات وهم يقرعون الطبول.
ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وهي الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967.
وتخلى زعماء حماس عن معارضتهم الاولية لمقترح عباس الخاص بالدولة وساندوه لكنهم لم يخففوا موقفهم الرافض لحل الدولتين الذي يجتهد عباس لتحقيقه.
وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ان حماس لا تؤمن بحل الدولتين. لكن الحركة التي لا تعترف بإسرائيل رحبت بأي مكسب سياسي ودبلوماسي قد يحققه عباس.
ويقول محللون ان التحرك الاوروبي في الآونة الاخيرة لمساندة حملة الفلسطينيين في الامم المتحدة ربما تنبع من رغبة تلك الحكومات في تمكين أشخاص ينظر لهم على انهم من المعتدلين مثل عباس وحركة فتح على آخرين أكثر تشددا وعلى الفصائل المسلحة.
وقالت كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في بيان «عبر الاتحاد الاوروبي مرارا عن دعمه وأمنياته لأن تصبح فلسطين عضوا كامل العضوية في الامم المتحدة في اطار حل للصراع».
وحثت الجانبين على استئناف مفاوضات السلام على وجه السرعة لكنها حذرتهما من تدمير الثقة بينهما.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس ان تصويت الامم المتحدة يمكن ان يعرقل قيام دولة فلسطينية حقيقية.
لكن على الرغم من معارضتها الشديدة لمسعى الفلسطينيين لترقية وضعهم الى «دولة غير عضو» في الامم المتحدة فإن اسرائيل تبدو غير راغبة في اظهار نفسها معزولة دبلوماسيا وخففت تهديداتها بالانتقام امام الدعم الدولي الواسع للمبادرة لاسيما بين حلفائها الاوروبيين.
وقال نتنياهو أثناء زيارته لمتحف في القدس»القرار في الامم المتحدة لن يغير شيئا على الارض». واضاف «لن يعطي دفعة لإقامة دولة فلسطينية. انه سيؤخرها أكثر».
وأردف نتنياهو قائلا «بغض النظر عمن سيعارضوننا .. فانه لا توجد قوة على وجه الارض تجعلني أقبل مساومة في ما يتعلق بأمن اسرائيل».
وتقول اسرائيل ان الدولة الفلسطينية يتعين ان تكون نتيجة لمحادثات مباشرة واتفاق سلام يفرض اجراءات أمن ويرسم حدودا لا تمثل خطرا على الاسرائيليين.