-A +A
عبدالله العريفج (الرياض)
اختتمت اللجنة السعودية المغربية المشتركة دورتها العاشرة في الرياض أمس بعد يومين من الاجتماعات برئاسة صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الاستاذ محمد بن عيسى. وصدر عن اجتماعات الدورة العاشرة للجنة السعودية المغربية المشتركة في ختام اجتماعاتها بالرياض أمس بيان مشترك جار فيه:
تنفيذا للتوجيهات السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود واخيه جلالة الملك محمد السادس حفظهما الله. عقدت اللجنة السعودية المغربية المشتركة دورتها العاشرة في مدينة الرياض يومي 10 و11 محرم 1428هـ الموافق 29 و30 يناير 2007م.

واعرب رئيسا الوفدين عن ارتياحهما للمستوى المتميز للعلاقات القائمة بين البلدين واكدا الارادة السياسية المشتركة لمواصلة تطوير وتنمية هذه العلاقات وإعطاء التعاون بين البلدين الشقيقين ديناميكية جديدة من شأنها تذليل كافة الصعوبات وتجاوز كل العراقيل التي تحول دون الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستوى تطلعات قائدي البلدين الشقيقين.
وقد عكست مداولات اللجنة والمناقشات التي سادت اشغالها الرغبة الاكيدة للجانبين في تحقيق الاهداف المتوخاة من التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات.
في المجال الاقتصادي بحث الجانبان مستوى العلاقات الاقتصادية بينهما وتوافقا حول اعتماد جملة من الاجراءات في سبيل تشجيع وتيسير دخول صادرات كل منهما الى اسواق البلد الآخر.
وتم التركيز في هذا السياق بصفة خاصة على إزالة العوائق التي تحد من انسياب الاستثمارات بينهما وتشجيعها كما عقد ممثلو القطاع الخاص اجتماعات اثمرت عن التوصل الى عدة توصيات تصب في نفس السياق وترسى دعائم تنمية الشراكة البناءة والمبادلات المثمرة بينهما.
وشدد الجانبان على اهمية احترام الوحدة الترابية للدول العربية وسلامة اراضيها واكدا على اهمية حل كل الخلافات والنزاعات اينما وجدت بالحوار والمفاوضات السلمية.
وانطلاقا من الاهمية البالغة التي يعلقها الجانبان على سلامة واستقرار منطقة الشرق الاوسط فقد شددا على اهمية وحدة الصف الفلسطيني واستئناف الحوار الوطني الفلسطيني الرامي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تزيل كل مظاهر التوتر وتتمكن من إنهاء الحصار المفروض على الشعب والتخفيف من معاناته الانسانية وتحقيق تطلعاته المشروعة في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على اسس السلام العادل والشامل القائم على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق مع التأكيد على ضرورة إحياء عملية السلام وفق هذه المبادئ.
وثمن الجانبان دعوة خادم الحرمين الشريفين للاطراف الفلسطينية لوضع حد فوري للاقتتال فيما بينهما والاجتماع في رحاب بيت الله الحرام لبحث امور الخلاف وتحكيم العقل وتغليب لغة الحوار بمنأى عن اي تدخلات من اي طرف خارجي ورحب الجانبان باستجابة الاطراف الفلسطينية لهذا النداء وعبرا عن املهما بترجمة هذه الاستجابة بالوقف الفوري للاقتتال والمسارعة بعقد الاجتماع.
ونوه الجانب السعودي بالجهود المتواصلة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس من اجل صيانة الهوية الحضارية للقدس الشريف والحفاظ على مكانته كرمز للتعايش بين مختلف الديانات السماوية.
وبخصوص العراق اكد الجانبان على ان الوضع الذي يزداد تعقيدا في العراق في حاجة الى مزيد من تضافر الجهود الدولية لتحقيق اهداف الحفاظ على وحدة العراق واستقلاله وسيادته ووقف التدهور الامني.
وجدد الجانبان الاعراب عن ادانتهما وتنديدهما الشديد بالهجمات الارهابية واعمال العنف التى يتعرض لها العراق وشعبه ومرافقه الاقتصادية كما دعا الجانبان كافة الاطراف العراقية للعمل على تجنب الانزلاق الى مواجهات طائفية والسعي الجاد الى إقرار المصالحة والتوافق الوطني.
وفي الشأن اللبناني اكد الجانبان على جميع الاطراف في لبنان بان تعمل على احتواء الخلافات الداخلية وضبط النفس وأحكام الشرعية وتغليب المصلحة الوطنية واللجوء الى العقل والحكمة وتبني لغة الحوار لحل المسائل الخلافية.
واعرب الجانبان عن دعمهما لوحدة السودان الترابية وما تبذله الحكومة السودانية من جهود لاعادة الاستقرار الى إقليم دارفور وطالبا المجتمع الدولي بتقديم كافة اشكال الدعم والمساندة لهذه الجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار والسلام في ذلك القطر العربي الشقيق.
وفي ظل ما تعيشه المنطقة من ازمات متعددة فقد دعا الجانبان الى ضرورة خلو المنطقة من اسلحة الدمار الشامل وتحقيق هذا الهدف بجدية وشمولية عبر الحوار والحلول الدبلوماسية دون استثناء لاي من بلدان المنطقة من اي جهود او إجراءات دولية.
وابرز الجانبان اهمية متابعة تنفيذ التوصيات التي تم الاتفاق عليها بمحضر اللجنة المشتركة واتفقا على عقد اجتماعات دورية كل ستة اشهر للجنة المتابعة لتقييم ومتابعة تنفيذ قضايا التعاون الثنائي بين البلدين.
وسادت الاجتماعات روح الاخوة والمودة والتفاهم المشترك حيث اوضح صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل واخوه معالي الاستاذ محمد بن عيسى في كلمتيهما الاسس والركائز التي يقوم عليها التعاون بين البلدين والتوجيهات السديدة للقيادتين الحكيمتين في البلدين لتطويره وعبرا عن ارتياحهما لما تم تحقيقه من خطوات وماتم انجازه من تعاون وتنسيق ثنائي بين البلدين مؤكدين الرغبة الصادقة فى مواصلة وتعزيز هذا التعاون بما يحقق آمال وطموحات شعبي البلدين الشقيقين.
وعبر الوفد المغربي لنظيره السعودي عن خالص الشكر والامتنان لما لقيه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الوفادة وبالغ العناية خلال فترة مقامه بالمملكة العربية السعودية.
واتفق الجانبان على عقد الدورة الحادية عشرة للجنة المشتركة في المملكة المغربية وان يتم تحديد تاريخها عبر القنوات الدبلوماسية.