تعتبر كوريا الجنوبية من الدول الآسيوية التي كانت تعاني من الفقر في القرن الماضي بسبب قلة مواردها الطبيعية والاقتصادية، وكانت تواجه بعض التحديات من أبرزها النقص في الطاقة والمعادن وارتفاع تكاليف الإنتاج، الأمر الذي أضعف من قدرتها التنافسية في الأسواق حتى انعكس ذلك سلبا على بعض الشركات التي انسحبت من السوق. ولكن لم يثن هذا الأمر من عزيمتها، فاستطاعت بعد سنوات من العمل المضني أن تحتل المرتبة العاشرة من بين الدول الغنية في العالم.
والسؤال كيف استطاعت كوريا أن تقفز هذه القفزة الكبيرة، وتحتل هذه المرتبة العالمية في غضون سنوات؟ الجواب بالطبع معروف حيث بدأت كوريا الجنوبية بالتنمية بالاعتماد على بعض الأسس القوية التي ساعدتها في الخروج من المأزق، بعد أن كانت تعيش فترة طويلة من التخلف، وبدأت الاعتماد في توفير البنية التحتية، وبنائها الاجتماعي، والاهتمام بالبحث العلمي والتكنولوجي، وتقديم تسهيلات للمستثمرين، وإقامة شراكة بين الرأسمال الوطني والرأسمال الأجنبي.
وبمقتضى دستور 1987 قام النظام الديمقراطي في كوريا الجنوبية الذي اعتمد على الحريات العامة، وفصل السلطات واستقلال القضاء، حيث أتاح ذلك الاستقرار السياسي والذي يعتبر من الشروط الضرورية لتحقيق كل نهضة اقتصادية.
وشكل العامل البشري الانطلاقة الكبيرة للتنمية الكورية، حيث ساهمت الأيدي العاملة المحلية في التنمية، وتحقيق النجاح وكانت تعمل طوال اليوم ولفترات طويلة دون كلل أو ملل. وفي الفترة الأخيرة كان للمنظومة التربوية الدور في تحقيق التنمية الكورية خاصة نظام التعليم الصارم، حيث يعتبر التعليم في كوريا إجباريا ومجانيا في المرحلة الأولى الابتدائية، واهتمت الحكومة بالتعليم، وأنشأت الجامعات، وساهمت في تجويد البنية التعليمية، وتشجيع البحث العلمي والتكنولوجي، وخصصت الحكومة الكورية نسبة 18 في المئة من الدخل الوطني للتعليم والتدريب.
وتتصدر كوريا اليوم منظومة التعليم العالمية، ووصل الحاصلون على الشهادة الابتدائية نسبة 100 في المئة، ونسبة الأمية تقل عن 2 في المئة، ولديها أفضل الطلاب البارزين في الرياضيات والعلوم. وتعتبر كوريا اليوم من أهم الدول التي تستقطب الأموال الأجنبية، ومن أبرز الدول التي تستثمر في كوريا أمريكا واليابان وهولندا.
قامت النهضة الكورية بعد أن أدركت أن بقاءها في المنافسة مرهون بمدى قدرتها على التصدي للتحديات التي تواجهها، ومن خلال البدء في الإصلاح في التعليم والاهتمام بالموارد البشرية والتدريب، واعتباره هو الأساس والانطلاق نحو التنمية المستدامة، وأعتقد أننا بحاجة إلى دراسة التجربة الكورية والاستفادة منها.
*رئيس مجموعة أبحاث الاقتصاد والتسويق
Proff.drhabiballah@gmail.com
والسؤال كيف استطاعت كوريا أن تقفز هذه القفزة الكبيرة، وتحتل هذه المرتبة العالمية في غضون سنوات؟ الجواب بالطبع معروف حيث بدأت كوريا الجنوبية بالتنمية بالاعتماد على بعض الأسس القوية التي ساعدتها في الخروج من المأزق، بعد أن كانت تعيش فترة طويلة من التخلف، وبدأت الاعتماد في توفير البنية التحتية، وبنائها الاجتماعي، والاهتمام بالبحث العلمي والتكنولوجي، وتقديم تسهيلات للمستثمرين، وإقامة شراكة بين الرأسمال الوطني والرأسمال الأجنبي.
وبمقتضى دستور 1987 قام النظام الديمقراطي في كوريا الجنوبية الذي اعتمد على الحريات العامة، وفصل السلطات واستقلال القضاء، حيث أتاح ذلك الاستقرار السياسي والذي يعتبر من الشروط الضرورية لتحقيق كل نهضة اقتصادية.
وشكل العامل البشري الانطلاقة الكبيرة للتنمية الكورية، حيث ساهمت الأيدي العاملة المحلية في التنمية، وتحقيق النجاح وكانت تعمل طوال اليوم ولفترات طويلة دون كلل أو ملل. وفي الفترة الأخيرة كان للمنظومة التربوية الدور في تحقيق التنمية الكورية خاصة نظام التعليم الصارم، حيث يعتبر التعليم في كوريا إجباريا ومجانيا في المرحلة الأولى الابتدائية، واهتمت الحكومة بالتعليم، وأنشأت الجامعات، وساهمت في تجويد البنية التعليمية، وتشجيع البحث العلمي والتكنولوجي، وخصصت الحكومة الكورية نسبة 18 في المئة من الدخل الوطني للتعليم والتدريب.
وتتصدر كوريا اليوم منظومة التعليم العالمية، ووصل الحاصلون على الشهادة الابتدائية نسبة 100 في المئة، ونسبة الأمية تقل عن 2 في المئة، ولديها أفضل الطلاب البارزين في الرياضيات والعلوم. وتعتبر كوريا اليوم من أهم الدول التي تستقطب الأموال الأجنبية، ومن أبرز الدول التي تستثمر في كوريا أمريكا واليابان وهولندا.
قامت النهضة الكورية بعد أن أدركت أن بقاءها في المنافسة مرهون بمدى قدرتها على التصدي للتحديات التي تواجهها، ومن خلال البدء في الإصلاح في التعليم والاهتمام بالموارد البشرية والتدريب، واعتباره هو الأساس والانطلاق نحو التنمية المستدامة، وأعتقد أننا بحاجة إلى دراسة التجربة الكورية والاستفادة منها.
*رئيس مجموعة أبحاث الاقتصاد والتسويق
Proff.drhabiballah@gmail.com