قبل عقود، وعندما قيل لأحد الساسة الصهاينة بأنك قد كشفت عن مخططات الحركة المستقبلية في كتابك الذي أصدرت..! ألم تخش أن يكتشف العرب ذلك فيحبطوا ما أزمعتم على فعله..؟ قال: لو كنت أعلم أنهم أمة تقرأ، لما تشجعت على نشر ذلك الكتاب، إنهم لا يقرأون!.
كل الأعمال العظيمة تنطلق من فكرة ذكية، والفكرة الذكية هي في حقيقتها كنز مغن يمكن استثماره إذا ما وافق التطلع وانسجم مع الطموح؛ فكرة قد تكفل لنا ــ بعون الله طبعا ــ حياة أفضل، ومستقبلا أكثر إشراقا ولمعانا.. قد تأتي هذه الفكرة من هنا أو من هناك، بسيطة، صغيرة، عفوية، لكنها قد تعمل على نهضة كيان، أو على إصلاح مجتمع، أو قد تفضي إلى حل معضلة أو إلى خلق معجزة.. كما حدث في كوبنهاجن أو في طوكيو ــ مثلا.
فالدانمارك ــ بعيدا عن المعتقد ــ كانت كأرض وكشعب قبل أكثر من مائة عام أشبه (بالأطلال) إثر تدميرها على يد الألمان، لكنها سرعان ما استفاقت على أصوات المصلحين وآراء الحكماء لتتشكل من جديد، وبموارد زراعية محدودة، لتصبح من أفضل الدول الاسكندنافية الخمس على مستوى العالم، من حيث الرفاه والحياة المستقرة والأمن الوطني.
وكذلك كانت حضارة اليابان برمتها، هي حضارية حديثة معاصرة ذات جذور قريبة، كما نعلم، قامت أيضا على مجموعة من الأفكار الذكية، نادى بها وطنيون مخلصون.. فِكر لاقت لها قبولا حسنا عند خاصة القوم ولدى عامتهم، وعلى أرض فقيرة معدمة منكسرة، لا بترول ولا معادن ولا خصوبة تربة ولا يحزنون، ثم وجدت من يضعها كاستراتيجيات على أجندة العمل الوطني، ومن يعمل على تحقيقها.
ترى هل نقرأ بحب نحن!؟ أم أننا مستكرهون؟ هل لطرق تربيتنا وتعليمنا دور في هذه الأمور سلبا أو إيجابا ؟ هل اعتدنا أن نتلقى الرأي الأمين بصدر واسع، أم بصدر متحشرج ؟ وكيف، ولماذا، وعسى وأخواتها؟!.
البعض من حولنا يرى بأنه قد تربى على أن لا يستقبل رأيا غير رأيه الذي قد تشكل وراثة أو اكتسابا، بمعنى أنه يرفض أن يتغير، أيا كان ذلك التغيير. والبعض الآخر، وعندما يقرأ : (بأن السماء ذات لون أزرق)، تعجبه لغة الطرح ليتغنى بها للحظات، ثم لا يلبث أن يراها سماء سوداء كما كان يعتقد!! وكأنه لم يتدبر، أو لم يتفكر، أو أنه لم يعتد على هذا السلوك الفكري السوي الذي نادى به الخالق!.. أو أنه ــ وبكل بساطة ــ لا يريد ذلك.
فيما يرى البعض أن المقالة بالنسبة له مرآة تمثل صاحبها، تعبر عن سجاياه لا عن فكره، ليصبح الحكم بعد ذلك على الأشخاص، لا على ما يكتبون، ( فهذا فيه، وهذا ما فيه) لينخرط الجميع في دائرة مفرغة وحلقة انهاك لا طائل منها!
ولعل في الرأي الأخير ما قد يثير الكثير من التساؤلات حول فكر وماهية الكاتب وكنهه، ومضمون رسالته، ومدى أثره وتأثيره على المتصحف، وهل هو كاتب مصلح بفطرته، أم مستكتب (بضم الميم) يمارس مهمة تصدير الأفكار كمهنة ذات دخل ومردود!.. وهل يهمه حقا تصحيح صورة الوضع الذي يتناوله بنداء من ضميره أم برغبة من مديره؟، أم أن ما يهمه فقط هو تصحيح صورته النفسية في ذهن من يقرأ له!
.. الحكاية ذات شجون وتطول وتطول، ولكن خلاصة ما أود قوله هنا، هو أنني أتمنى بأن يستمر أصحاب الرأي من (الحكماء) في عملية البناء الفكري العام.. تلك العملية التي ستسهم وبلا ريب في صناعة حضارة وكيان ذي خصوصية وعمق ــ كما أنبأتنا حوادث التاريخ ــ وأن يثابروا، دون النظر لعوائق الطريق. وأن لا يهرقوا أحبارهم خلف عواطف طارئة، أو نوازع خاصة ضيقة لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن يتقوا الله أولا وأخيرا فينا وفيما يكتبون ويقولون، فإنهم محاسبون.
كما يهمني أن أقول : يا سادة، زحزحوا البعض من البسطاء عن مساحات الرأي، واعفوهم من مهمة تشييد الأعمدة، واصرفوهم عن سدد المنابر إلى مهام أخرى تتناسب وقدراتهم ، دون إنقاص من أتعابهم، بل بزيادتها.. كل ذلك كي لا يخصخص فكر العامة عن غير قصد.. وتكون الكارثة، فالكلمة فكرة وأمانة ومسؤولية.
لم آت بجديد.. ولكني أذكر فقط!.
كل الأعمال العظيمة تنطلق من فكرة ذكية، والفكرة الذكية هي في حقيقتها كنز مغن يمكن استثماره إذا ما وافق التطلع وانسجم مع الطموح؛ فكرة قد تكفل لنا ــ بعون الله طبعا ــ حياة أفضل، ومستقبلا أكثر إشراقا ولمعانا.. قد تأتي هذه الفكرة من هنا أو من هناك، بسيطة، صغيرة، عفوية، لكنها قد تعمل على نهضة كيان، أو على إصلاح مجتمع، أو قد تفضي إلى حل معضلة أو إلى خلق معجزة.. كما حدث في كوبنهاجن أو في طوكيو ــ مثلا.
فالدانمارك ــ بعيدا عن المعتقد ــ كانت كأرض وكشعب قبل أكثر من مائة عام أشبه (بالأطلال) إثر تدميرها على يد الألمان، لكنها سرعان ما استفاقت على أصوات المصلحين وآراء الحكماء لتتشكل من جديد، وبموارد زراعية محدودة، لتصبح من أفضل الدول الاسكندنافية الخمس على مستوى العالم، من حيث الرفاه والحياة المستقرة والأمن الوطني.
وكذلك كانت حضارة اليابان برمتها، هي حضارية حديثة معاصرة ذات جذور قريبة، كما نعلم، قامت أيضا على مجموعة من الأفكار الذكية، نادى بها وطنيون مخلصون.. فِكر لاقت لها قبولا حسنا عند خاصة القوم ولدى عامتهم، وعلى أرض فقيرة معدمة منكسرة، لا بترول ولا معادن ولا خصوبة تربة ولا يحزنون، ثم وجدت من يضعها كاستراتيجيات على أجندة العمل الوطني، ومن يعمل على تحقيقها.
ترى هل نقرأ بحب نحن!؟ أم أننا مستكرهون؟ هل لطرق تربيتنا وتعليمنا دور في هذه الأمور سلبا أو إيجابا ؟ هل اعتدنا أن نتلقى الرأي الأمين بصدر واسع، أم بصدر متحشرج ؟ وكيف، ولماذا، وعسى وأخواتها؟!.
البعض من حولنا يرى بأنه قد تربى على أن لا يستقبل رأيا غير رأيه الذي قد تشكل وراثة أو اكتسابا، بمعنى أنه يرفض أن يتغير، أيا كان ذلك التغيير. والبعض الآخر، وعندما يقرأ : (بأن السماء ذات لون أزرق)، تعجبه لغة الطرح ليتغنى بها للحظات، ثم لا يلبث أن يراها سماء سوداء كما كان يعتقد!! وكأنه لم يتدبر، أو لم يتفكر، أو أنه لم يعتد على هذا السلوك الفكري السوي الذي نادى به الخالق!.. أو أنه ــ وبكل بساطة ــ لا يريد ذلك.
فيما يرى البعض أن المقالة بالنسبة له مرآة تمثل صاحبها، تعبر عن سجاياه لا عن فكره، ليصبح الحكم بعد ذلك على الأشخاص، لا على ما يكتبون، ( فهذا فيه، وهذا ما فيه) لينخرط الجميع في دائرة مفرغة وحلقة انهاك لا طائل منها!
ولعل في الرأي الأخير ما قد يثير الكثير من التساؤلات حول فكر وماهية الكاتب وكنهه، ومضمون رسالته، ومدى أثره وتأثيره على المتصحف، وهل هو كاتب مصلح بفطرته، أم مستكتب (بضم الميم) يمارس مهمة تصدير الأفكار كمهنة ذات دخل ومردود!.. وهل يهمه حقا تصحيح صورة الوضع الذي يتناوله بنداء من ضميره أم برغبة من مديره؟، أم أن ما يهمه فقط هو تصحيح صورته النفسية في ذهن من يقرأ له!
.. الحكاية ذات شجون وتطول وتطول، ولكن خلاصة ما أود قوله هنا، هو أنني أتمنى بأن يستمر أصحاب الرأي من (الحكماء) في عملية البناء الفكري العام.. تلك العملية التي ستسهم وبلا ريب في صناعة حضارة وكيان ذي خصوصية وعمق ــ كما أنبأتنا حوادث التاريخ ــ وأن يثابروا، دون النظر لعوائق الطريق. وأن لا يهرقوا أحبارهم خلف عواطف طارئة، أو نوازع خاصة ضيقة لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن يتقوا الله أولا وأخيرا فينا وفيما يكتبون ويقولون، فإنهم محاسبون.
كما يهمني أن أقول : يا سادة، زحزحوا البعض من البسطاء عن مساحات الرأي، واعفوهم من مهمة تشييد الأعمدة، واصرفوهم عن سدد المنابر إلى مهام أخرى تتناسب وقدراتهم ، دون إنقاص من أتعابهم، بل بزيادتها.. كل ذلك كي لا يخصخص فكر العامة عن غير قصد.. وتكون الكارثة، فالكلمة فكرة وأمانة ومسؤولية.
لم آت بجديد.. ولكني أذكر فقط!.