نجح الفلسطينيون مؤخرا، حين اتحدوا واتفقوا على مطلبهم العادل من المجتمع الدولي، والاعتراف بهم «كدولة مراقب» في الأمم المتحدة، وهو ما يمنحهم بعض الحقوق التي أزعجت إسرائيل وأمريكا وقلة من الدول الغربية، إذ أصبح بإمكان فلسطين أن تطلب أمام المحكمة الجنائية الدولية محاكمة مجرمي الصهاينة، وما أكثرهم.
ونجح العرب جميعا حين مارسوا دورهم ونفوذهم، ووقفوا إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين في مطلبهم، واستطاعوا جميعا أن يجمعوا الدعم الدولي للطلب الفلسطيني، الذي حظي بموافقة 138 دولة من أصل 193 دولة في المنظمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أكثر من أربعين دولة امتنعت عن التصويت، بينما عارض القرار 9 دول فقط، كانت على رأسها إسرائيل وأمريكا، وبعض الدول التي تخضع للنفوذ الصهيوني اليهودي.
القرار وإن كان بلا شك إيجابيا، إلا أننا ينبغي أن نستخلص منه العبر والعظات، وأن نستمد منه المشاعل التي تنير لنا الطريق في التعامل الدولي بشأن قضايانا، وأول إيجابيات هذا القرار، هو انعكاس أهمية اتحاد الفصائل الفلسطينية، فقط تقدم السيد محمود عباس أبو مازن ــ الفتحاوي ــ بطلبه إلى الأمم المتحدة، والجديد هو أنه حظي بمطلبه هذا بدعم كامل من الفصيل الحمساوي، على الرغم من رفض البعض في هذا الفصيل لاتجاه الرئيس الفلسطيني، الذي رأى في هذا المطلب تفريطا في الثوابت إذ إن اعتراف الجمعية العامة بفلسطين كدولة مراقب، يعني الاعتراف بإسرائيل وبحدودها التي كانت عليها قبل الخامس من يونيو عام 1967م .
إن الموقف الفلسطيني الواحد في مواجهة أحداث غزة الأخيرة، قد أثبت أهمية وضرورة المصالحة الفلسطينية، ثم جاء الموقف الأخير ليؤكد حتمية هذه المصالحة وحتمية الإسراع بإتمامها، ومن إيجابيات صدور القرار الأممي، ما عكسته الوحدة العربية من قوة على المستوى الدولي، وما يمكن أن تحققه هذه القوة من مكاسب دولية على شتى المستويات، لكن لم تنتهِ بعد، ولايزال أمام العرب «دور ثان» لإتمام النجاح في الوحدة العربية المأمولة، إذ ينبغي على الدول العربية أن تكمل دورها، وتواجه تداعيات الدعم العربي والدولي الفلسطيني، فلا أعتقد أن أمريكا وإسرائيل ستسلمان بالهزيمة، ومن المؤكد أنهما ستسعيان للحد من آثار الموقف الدولي الداعم للطلب الفلسطيني، فقد لوح دبلوماسيون أمريكيون سابقون من أنصار إسرائيل بإمكانية قطع التمويل الأمريكي عن أي منظمة تلجأ إليها الدولة الفلسطينية من أجل مقاضاة إسرائيل، على نحو ما تم مع منظمة التربية والعلوم والثقافة باليونسكو، وبهدف إفلاس هذه المنظمات عقابا لها على دعم فلسطين، كما تحركت وزارة الخارجية الإسرائيلية مبكرا وأصدرت تعليماتها لسفاراتها في الخارج برفض أي مراسلات من المنظمات التابعة للأمم المتحدة تتضمن أي مصطلحات مثل «دولة فلسطين» و «القدس المحتلة» و «الأراضي المحتلة».
أمام الدول العربية إذن مهمتان : الأولى تتمثل في الدعم المادي لكل المنظمات الدولية التي تتعرض لأية عقوبات مادية من قبل الولايات المتحدة، والمهمة الثانية تتمثل في الجهود الدبلوماسية المكثفة، والمضادة لكل تحرك إسرائيلي أو أمريكي سلبي، من أجل الممارسة الفعلية للدولة الفلسطينية ودورها كدولة مراقب في المنظمة الدولية.
وفي اعتقادي أن تسارع فلسطين وتطرق على الحديد الساخن، وأن تتجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة من أمثال نتنياهو وليبرمان وباراك الذي منحه البنتاجون في أمريكا أرفع وسام لجهوده تجاه إيران..
نجح العرب للمرة الثانية وفي أيام قلائل، واتحدوا، وجنوا ثمار هذه الثمرة فالاتحاد يعطي القوة وكم من قوة قهرت الطغاة.
dr.rasheed17@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة
ونجح العرب جميعا حين مارسوا دورهم ونفوذهم، ووقفوا إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين في مطلبهم، واستطاعوا جميعا أن يجمعوا الدعم الدولي للطلب الفلسطيني، الذي حظي بموافقة 138 دولة من أصل 193 دولة في المنظمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أكثر من أربعين دولة امتنعت عن التصويت، بينما عارض القرار 9 دول فقط، كانت على رأسها إسرائيل وأمريكا، وبعض الدول التي تخضع للنفوذ الصهيوني اليهودي.
القرار وإن كان بلا شك إيجابيا، إلا أننا ينبغي أن نستخلص منه العبر والعظات، وأن نستمد منه المشاعل التي تنير لنا الطريق في التعامل الدولي بشأن قضايانا، وأول إيجابيات هذا القرار، هو انعكاس أهمية اتحاد الفصائل الفلسطينية، فقط تقدم السيد محمود عباس أبو مازن ــ الفتحاوي ــ بطلبه إلى الأمم المتحدة، والجديد هو أنه حظي بمطلبه هذا بدعم كامل من الفصيل الحمساوي، على الرغم من رفض البعض في هذا الفصيل لاتجاه الرئيس الفلسطيني، الذي رأى في هذا المطلب تفريطا في الثوابت إذ إن اعتراف الجمعية العامة بفلسطين كدولة مراقب، يعني الاعتراف بإسرائيل وبحدودها التي كانت عليها قبل الخامس من يونيو عام 1967م .
إن الموقف الفلسطيني الواحد في مواجهة أحداث غزة الأخيرة، قد أثبت أهمية وضرورة المصالحة الفلسطينية، ثم جاء الموقف الأخير ليؤكد حتمية هذه المصالحة وحتمية الإسراع بإتمامها، ومن إيجابيات صدور القرار الأممي، ما عكسته الوحدة العربية من قوة على المستوى الدولي، وما يمكن أن تحققه هذه القوة من مكاسب دولية على شتى المستويات، لكن لم تنتهِ بعد، ولايزال أمام العرب «دور ثان» لإتمام النجاح في الوحدة العربية المأمولة، إذ ينبغي على الدول العربية أن تكمل دورها، وتواجه تداعيات الدعم العربي والدولي الفلسطيني، فلا أعتقد أن أمريكا وإسرائيل ستسلمان بالهزيمة، ومن المؤكد أنهما ستسعيان للحد من آثار الموقف الدولي الداعم للطلب الفلسطيني، فقد لوح دبلوماسيون أمريكيون سابقون من أنصار إسرائيل بإمكانية قطع التمويل الأمريكي عن أي منظمة تلجأ إليها الدولة الفلسطينية من أجل مقاضاة إسرائيل، على نحو ما تم مع منظمة التربية والعلوم والثقافة باليونسكو، وبهدف إفلاس هذه المنظمات عقابا لها على دعم فلسطين، كما تحركت وزارة الخارجية الإسرائيلية مبكرا وأصدرت تعليماتها لسفاراتها في الخارج برفض أي مراسلات من المنظمات التابعة للأمم المتحدة تتضمن أي مصطلحات مثل «دولة فلسطين» و «القدس المحتلة» و «الأراضي المحتلة».
أمام الدول العربية إذن مهمتان : الأولى تتمثل في الدعم المادي لكل المنظمات الدولية التي تتعرض لأية عقوبات مادية من قبل الولايات المتحدة، والمهمة الثانية تتمثل في الجهود الدبلوماسية المكثفة، والمضادة لكل تحرك إسرائيلي أو أمريكي سلبي، من أجل الممارسة الفعلية للدولة الفلسطينية ودورها كدولة مراقب في المنظمة الدولية.
وفي اعتقادي أن تسارع فلسطين وتطرق على الحديد الساخن، وأن تتجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة من أمثال نتنياهو وليبرمان وباراك الذي منحه البنتاجون في أمريكا أرفع وسام لجهوده تجاه إيران..
نجح العرب للمرة الثانية وفي أيام قلائل، واتحدوا، وجنوا ثمار هذه الثمرة فالاتحاد يعطي القوة وكم من قوة قهرت الطغاة.
dr.rasheed17@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة