ليسمح لي الزملاء الإعلاميون الفضلاء، الذين يقفون على مسؤولية العمل الثقافي في الوطن العربي، أن أطرح بين أيديهم شكوى مجموعة من المثقفين والأكاديميين، الذين تعرضوا لجور ثقافي إعلامي من مشرفي الصفحات الأدبية لأسباب مختلفة تتراوح بين منعهم من حقهم في التعقيب أو الاختصار من بعض كتاباتهم أو إتاحة الفرصة للمغرضين للنيل منهم، ولم أكن لأثبت أو أنفي مثل هذه الممارسات لقربي من المطبخ الثقافي الإعلامي، لكنني طلبت منهم عدم التعميم، إذ إنه بما أن هناك من يميل ويحيف، فإن هناك من يعدل ويتمتع بخلق مهني.
لكن المفاجأة المذهلة أن بلغتني معلومة دقيقة تتصل بالأمانة في التعاطي مع الأحداث الثقافية من جهة، والأسماء الثقافية من جهة أخرى، حيث كان من المفجع أن نسبة عالية من محرري الصفحات الثقافية يعملون في أقسامهم مرتهنين إلى حديث النفس وتحولاتها وتقلباتها دون العمل تحت مظلة إنكار الذات وتحييد الشخصنة .
التحرير الثقافي مسؤولية تقوم على أهميتين: الأولى فنية وذلك بأن تكون لك رؤية وذائقة وثقافة معرفية وتوجه أدبي وميول تتحقق من خلالها قيمتك الحقيقية كمثقف، والثانية سلوكية بأن تكون لديك أخلاق مهنية وشفافية تتحقق من خلالها قيمتك الحقيقية كإنسان .
إن وجدت في ذاتك ميلا إلى معاداة الآخرين وتغليب همك الشخصي على هموم المشهد الثقافي، فعليك أن تعيد علاقتك الحقيقية مع الأشياء. إذا كنت على كرسي العمل الثقافي جندت نفسك لتصفية الحسابات والنظر عبر جريدة هي ملك للجميع بمنظور ذاتي، فعليك أن تتحمل تبعات عدم تقديرك للمواقف. إن دفعتك خلافاتك الشخصية واختلافاتك الفكرية إلى قمع الفكر الآخر والفن المقابل، فعليك أن تتحمل نتائج ردة فعلك بين طوابير الشرفاء.
ليست مزية كبيرة أن تقف على هرم المسؤولية في منشأة ثقافية أو منبر إعلامي وتصادر حقوق مخالفيك أو منافسيك أو زملائك في المشهد الإعلامي، ولن تجني من وراء ذلك سوى تعرية الذات وكشف العوار والإعلان عن ضعفك.
المسؤول القوي الواثق من مقدراته وقواه الداخلية والممتلئ بقيم معرفية وأدبية وأخلاقية لا ينظر إلى الظل وصراعات أبطال ما وراء الكواليس.
تنقية الدائرة العملية والمهنية من براثن العمل الشخصي عمل مهم وسبيل جاد للقضاء على جميع وسائل تدمير الثقافة إعلاميا وكتابيا.
كلمة صادقة
مديت لك يمناي عبر المسافات
أثرك هنا في خافقي ما هي أحلام
كنت أتحرى شوفتك في المنامات
ولقيتك التاريخ يمشي لقدام
nrshdan@gmail.com
لكن المفاجأة المذهلة أن بلغتني معلومة دقيقة تتصل بالأمانة في التعاطي مع الأحداث الثقافية من جهة، والأسماء الثقافية من جهة أخرى، حيث كان من المفجع أن نسبة عالية من محرري الصفحات الثقافية يعملون في أقسامهم مرتهنين إلى حديث النفس وتحولاتها وتقلباتها دون العمل تحت مظلة إنكار الذات وتحييد الشخصنة .
التحرير الثقافي مسؤولية تقوم على أهميتين: الأولى فنية وذلك بأن تكون لك رؤية وذائقة وثقافة معرفية وتوجه أدبي وميول تتحقق من خلالها قيمتك الحقيقية كمثقف، والثانية سلوكية بأن تكون لديك أخلاق مهنية وشفافية تتحقق من خلالها قيمتك الحقيقية كإنسان .
إن وجدت في ذاتك ميلا إلى معاداة الآخرين وتغليب همك الشخصي على هموم المشهد الثقافي، فعليك أن تعيد علاقتك الحقيقية مع الأشياء. إذا كنت على كرسي العمل الثقافي جندت نفسك لتصفية الحسابات والنظر عبر جريدة هي ملك للجميع بمنظور ذاتي، فعليك أن تتحمل تبعات عدم تقديرك للمواقف. إن دفعتك خلافاتك الشخصية واختلافاتك الفكرية إلى قمع الفكر الآخر والفن المقابل، فعليك أن تتحمل نتائج ردة فعلك بين طوابير الشرفاء.
ليست مزية كبيرة أن تقف على هرم المسؤولية في منشأة ثقافية أو منبر إعلامي وتصادر حقوق مخالفيك أو منافسيك أو زملائك في المشهد الإعلامي، ولن تجني من وراء ذلك سوى تعرية الذات وكشف العوار والإعلان عن ضعفك.
المسؤول القوي الواثق من مقدراته وقواه الداخلية والممتلئ بقيم معرفية وأدبية وأخلاقية لا ينظر إلى الظل وصراعات أبطال ما وراء الكواليس.
تنقية الدائرة العملية والمهنية من براثن العمل الشخصي عمل مهم وسبيل جاد للقضاء على جميع وسائل تدمير الثقافة إعلاميا وكتابيا.
كلمة صادقة
مديت لك يمناي عبر المسافات
أثرك هنا في خافقي ما هي أحلام
كنت أتحرى شوفتك في المنامات
ولقيتك التاريخ يمشي لقدام
nrshdan@gmail.com