-A +A
ياسر سلامة
الإجازة النصفية القصيرة بدأت وبدأ معها الضجيج والصخب والسهر، وكثير مما كان ممنوعا على الشباب في الأيام الدراسية، وخيارات التنزه والترفيه لدى الشباب في الإجازة محدودة ومحصورة بين جمعات وجلسات البحر وبين القهاوي والأسواق، والمراكز رغم انتشارها وكثرتها وضخامة بعضها إلا أنها لا تتسع لشباب تشكل نسبته 70 في المائة تقريبا من المجتمع، لذلك كان يجب أن نفكر فيما يمكن أن يشغل أوقات هؤلاء الشباب إلا أننا وللأسف انشغلنا وتخبطنا فيما هو مسموح وما هو ممنوع عليهم وكأنهم عبء أو هم على عاتق المجتمع، يحزنني كثيرا منظر الشباب وهم يقدمون كل أنواع الذل والرجاء لحراس الأسواق ليسمحوا لهم بالدخول وقد يسمح لبعضهم وقد يقف البعض ساعات طويلة دون أن ينال شرف دخول السوق..
ثقافة الشباب والأسواق لم تكن وليدة هذه الأيام هي مترسخة ومتأصلة فالبعض يذهب إلى أقرب مركز من بيته من باب التنزه وهناك من يحاول الوصول للمراكز الكبيرة لعله يحظى ببهجة أكبر ناهيك عن علية القوم الذين لا يمكن أن يفوتوا تسجيل حضورهم السنوي على جادة الشانزليزيه الباريسي، إذن نحن أمام مجتمع السوق جزء هام من وسائله الترفيهية ومهما اختلفنا أو اتفقنا فهذه حقيقة اعداد زوار المراكز التسويقية اليومية تأكدها وتثبتها ولهذا يجب استغلال الأسواق قدر الإمكان في التوعية والتثقيف وفي كل المجالات ومن كل الجهات فهي وسيلة سريعة وآمنة للوصول للناس ولجميع فئاتهم، وكم نالت حملات جمعية تعزيز الصحة التثقيفية التوعوية في الأسواق والمراكز العامة التجاوب والتفاعل الكبير من الناس ما يؤكد استعدادهم لتقبل المزيد من هذه البرامج المثمرة، ولاسيما أن هذه الحملات تعد وتنفذ بأيدي شباب متطوعين ناضجين واعين مدركين مقتنعين بفائدة ما يقدم وأثره الإيجابي على المجتمع.