قبل عدة أعوام، كنا في مهرجان الأيام السعودية في الجامعات السورية عبر دمشق وحلب وحمص واللاذقية، وشهدت مشاركات شعرية وأدبية وعلمية لنخبة من الأكاديميين، من أمثال عبدالله الغذامي، سعيدالسريحي، منصور النزهة، صدقة فاضل، سعدالحريقي، فهدالسماري، وعبدالله العثيمين... وغيرهم من الأساتذة الذين شاركوا في سهراتنا الثقافية على هامش المهرجان، وكان من بين الشعراء الدكتور محمد بن سعد الدبل الذي تميز بعذوبة الإلقاء وجمال الصوت مع خفة وطرافة وظرافة، فكان اجتماعنا الليلي في تلك الأيام لا يخلو من حضور الدبل، حيث كنا نحرص على أن يكون جزءا مهما في أي ليلة نقضيها في الفنادق التي أقمنا بها ما بين شيراتون دمشق والشهباء بحلب والحياة بحمص وإنتر اللاذقية. وكنا والأستاذ سلطان البازعي والمذيع عبدالعزيز العيد وعبدالعزيز الخنيزان ود. عبدالله الحيدري وصالح هجاد وبندر الجويعي وصالح الحربي ونخبة من المثقفين والإعلاميين لا نتفارق، ونحرص كثيرا على استضافة الدكتور الدبل للاستمتاع بأحاديثه ومروياته وأدبياته وحضوره البهيج.
وكان الحضور السوري عبر مدرجات القاعات في الجامعات السورية مأخوذا ببراعة الدبل في إلقاء قصائده الكلاسيكية الأصيلة، وفي كل مرة يشارك الدبل تظهر قدرته في الاستحواذ على ألباب الحضور ولي أعناقهم إليه، وكم من لحظات أضحكهم فيها وأمتعهم وأطربهم وأبكاهم حين يأخذهم في رحلات ماتعة ما بين الشعر العربي الأصيل والشعر الشعبي الطريف والقصائد الإخوانية الضاحكة، ثم في رحلات تراجيدية يستحضر خلالها مواقف مؤثرة في حياته.
علاقتي بالشاعر الدبل كانت أقدم من ذلك حين كنت أستمتع بحواراتي الثقافية معه حين عملي الصحفي في جريدة الرياض، بل هي أقدم من ذلك حين كنت طالبا في كلية اللغة العربية بالرياض درسنا فيها البلاغة، وكان تدريسه عن انشراح صدر يبثنا من خلال ذلك الدرس شيئا من الشعر والشجون الأدبية، بل علاقتي به أقدم من ذلك حين كنت طفلا في مركز صيفي بعد المرحلة الابتدائية وكلفني بإلقاء قصيدة له (إقرأ ومن مدلولها)، وكنت في جميع هذه المحطات أمام نفس بشرية صادقة لامعة بالود والشفافية ولين الجانب، ثم تشرفت بحضور أكثر من مناسبة بمنزله فكان أنموذجا في الكرم والأريحية.
رحم الله الدكتور محمد الدبل رحمة واسعة، فقد فوجئ الوسط الأدبي برحيله وسط دموع حارة ودعاء صادق له بالرحمة.
رحل الشاعر، وقد خدم وطنه وأمته وأدبها والدرس البلاغي والأكاديمي، فهل تخلف جهة ما راحلا في أهله وتقف معهم بعد رحيله، فإذا كنا لا نقف مع المبدع في حياته.. فهل نقف خلفه بعد مماته؟.
وكان الحضور السوري عبر مدرجات القاعات في الجامعات السورية مأخوذا ببراعة الدبل في إلقاء قصائده الكلاسيكية الأصيلة، وفي كل مرة يشارك الدبل تظهر قدرته في الاستحواذ على ألباب الحضور ولي أعناقهم إليه، وكم من لحظات أضحكهم فيها وأمتعهم وأطربهم وأبكاهم حين يأخذهم في رحلات ماتعة ما بين الشعر العربي الأصيل والشعر الشعبي الطريف والقصائد الإخوانية الضاحكة، ثم في رحلات تراجيدية يستحضر خلالها مواقف مؤثرة في حياته.
علاقتي بالشاعر الدبل كانت أقدم من ذلك حين كنت أستمتع بحواراتي الثقافية معه حين عملي الصحفي في جريدة الرياض، بل هي أقدم من ذلك حين كنت طالبا في كلية اللغة العربية بالرياض درسنا فيها البلاغة، وكان تدريسه عن انشراح صدر يبثنا من خلال ذلك الدرس شيئا من الشعر والشجون الأدبية، بل علاقتي به أقدم من ذلك حين كنت طفلا في مركز صيفي بعد المرحلة الابتدائية وكلفني بإلقاء قصيدة له (إقرأ ومن مدلولها)، وكنت في جميع هذه المحطات أمام نفس بشرية صادقة لامعة بالود والشفافية ولين الجانب، ثم تشرفت بحضور أكثر من مناسبة بمنزله فكان أنموذجا في الكرم والأريحية.
رحم الله الدكتور محمد الدبل رحمة واسعة، فقد فوجئ الوسط الأدبي برحيله وسط دموع حارة ودعاء صادق له بالرحمة.
رحل الشاعر، وقد خدم وطنه وأمته وأدبها والدرس البلاغي والأكاديمي، فهل تخلف جهة ما راحلا في أهله وتقف معهم بعد رحيله، فإذا كنا لا نقف مع المبدع في حياته.. فهل نقف خلفه بعد مماته؟.