-A +A
عبدالله عبيان
كثير من الناس عندما يشعر بضعفه أمام قضية محددة، أو يشعر بخلل في شخصيته، يبدأ بنصح الناس في كل مناسبة بشكل مفرط للتخلص من نفس الخلل الذي يعاني منه دون أن يصلح نفسه أولا، وهذا يذكرني بالكاتب الأمريكي الشهير دايل كارينجي صاحب الكتاب الأكثر مبيعا في العالم «دع القلق وابدأ الحياة»، والذي رسم للناس طريقا مثاليا لفن التعامل والتخلص من القلق، لكنه لم يستطع طرد القلق عن نفسه، فعصفت به الكآبة وقرر التخلص من حياته عن طريق الانتحار.
إن كثرة الحالات المشابهة لتلك الحالة في المجتمع تدعونا للتوقف أمام الكثير من الظاهرات الصوتية التي تقول ما لا تفعل، فعندما تجد شخصا يتحدث، بدون مناسبة، عن الطرق المثلى لتربية الأبناء، فلا تستبعد أن يكون في واقع الأمر كوالد «طفل جدة» المعنف الذي حول جسد ابنه إلى «طفاية سجائر» واستخدم أبشع وسائل التعذيب المتمثلة بالكي وسكب الماء الساخن ليترك لنا واحدة من القصص الأليمة التي تستدعي المزيد من الدراسة لتعزيز سبل حماية الأطفال من عنف ووحشية بعض الآباء.
وعندما تفاجئك إحدى الدول الخليجية بترشيح شاعر من الدرجة الثانية لجائزة نوبل، وتحاول تلك الدولة حشد المزيد من الأصوات والمؤسسات الثقافية العربية لترشيحه رغم أن تلك الأسماء والمؤسسات غير معنية بالترشيح لتلك الجائزة، فلا بد أن تدرك بأن هناك شعورا من ذات الدولة بضعف منجزها الثقافي وقلة الأسماء المميزة في وسطها الثقافي، مما قادها لهذا الأسلوب الغريب، الذي لم تسبقها إليه أي دولة سبق لأدبائها الفوز بالجائزة نفسها، وهذا يشابه إلى حد كبير زعم دولة أخرى بأن الشاعر الفذ قطري بن الفجاءة ينتمي لها، دون وجود ما يشير إلى ذلك في التاريخ العربي.


Abdullah_Obian@